ان الشركات الاجنبية المتعاقدة في بلادنا اليوم تقوم باستخراج الثروات الباطنية من نفط- غاز - فوسفات - معادن ......الخ


مقابل نسب معينة قد تصل الى 50% مناصفة بينها وبين البلد المنتج او المصدر تاخذ حصتها من المواد وتقوم بشراء حصة البلد المنتج وتقوم بالدفع عن طريق ايداعات في مصارفها او بنوك اخرى في دول تخصها وطبعا هذه اتفاقيات سرية جدا ولا تطرح معرفتها لعامة الناس


فعمليا الدول المنتجة لا تاخذ شيئا من هذه الايرادات اوالعائدات وانما تتراكم لها نقود في المصارف الاجنبية


وهذه الاتفاقات تتراكم كاحداث مستقبلية مرتبطة باحداث تاريخية قديمة صار جزء من تاريخ الامة العربية (التاريخ الهازل )


لا يخفانا ان هنلك مخطط معروف لتقسيم سبع دول عربية الى دويلات وهذا ليس ابتكار مني وكل رجال الفكر الاستراتيجي يعلمون ذلك


وعلى سبيل المثال اذكر حرب الخليج الاولى عام 90 تم افتعالها من قبل الامريكان بسبب وجود عجز في ميزان المدفوعات الاميركي ب (500) مليون دولار فدائما هنلك دول يتم توريطها وابتزازها لوجود اي عجز في ميزان المدفوعات للدول الكبرى


فمثلا مع اكتشاف وجود النفط في جنوب اليمن ظهر ما يسمى بالحراك الجنوبي وظاهرة الحوتين الموالين لايران في صعدا المتاخمة للحدود السعودية وهذا ليس من فراغ وانما محاولات لاحداث تشابك بين عدد من القوى الاقليمية لتعقيد الامور


وايضا لم تكد تنتهي مشكلة الحكم في السودان والحرب الاهلية بين الشمال والجنوب واصبحا شريكين في الحكم حتى ظهرت مشكلة دارفور ذا ت المساحات العملاقة والثروات الطبيعية الخارقة اللامحدودة من اغلا خامات اليورانيوم والبلاتينيوم واحتياطات النفط العالية


هنا ازدادت دارفور توترا ايضا بسبب ادخال الصين شركاتها لاحداث تنمية بدلا من الشركات الامريكية





كما نه لا يفوتني التذكير بارتفاع وتيرة التوتر بين المغرب والجزائر بسبب دعم الجزائر لجبهةالبوليساريو ولا يخفى على احد حتى ولو كانت المصالحة العالمية الشكلية تدعو الى الهدوء الظاهر بين سورية ولبنان ولكن بواطن الامور لا تزال على حالها والكل متوجس من الاخر والمنطقة العربية كلها لا تزال على فوهة بركان خامد من التوتر والغموض





ان كل ماذكرته ما هو الا نماذج للتذكير والتنبيه بان المخطط الخارجي يمضي قدما بدون اي تردد


ان ما اقوله اليوم هو ان الدعوة ملحة الى توجيه ايداعاتنا من ثرواتنا الباطنية التي يتم تصديرها للغرب والدول المستهلكة الى مصارف عربية داخلية وانا اتحدى ان تستطيع اي دولة من الدول المنتجة صاحبة الايداعات العالية في المصارف الاجنبية من ثمن صادرات هذه المواد ان تسترد ولو مليون دولار من هذه الايداعات


لذلك تدعونا الحاجة اليوم الى المحافظة على القيمة الباقية من ثرواتنا واعمال العقل والتنازل عن النزاعات الطائفية التي تمزق عالمنا بالدرجة الاولى والتنازل عن حب السيادة بين الحكام العرب


وتسخير عقول اقتصادية ذات ولاء عقول لايمكن شرؤها تتمتع بالاخلاق القومية العالية والروح الوطنية الاصيلة تضع سياسة اقتصادية جديدة لاستثمار ما تبقى لدينا والاستغناء او الحد من طبيعة الاستثمارات الاجنبية في بلادنا بالنسبة لموضوع الثروات الباطنية


ان تقوم الدول العربية بالانفتاح على بعضها بعضا وانشاء منظومات اقتصادية بديلة للوضع الراهن


مثل ازالة الرسوم الجمركية فيما بينها وحواجز اخرى كثيرة وتسهيل موضوع الاقامات بين الدول العربية التي عادت للاختناق والتصعب مجددا


ما اكتبه اليوم ما هو الاحبر على ورق ولكن سياتي يوم بسبب الموقف الدولي مستقبلا سيصير حاجة حتمية لا بد منها فارجو ان نوظف عقول تفكر في مصيرنا ومصير عالمنا العربي وشرقنا الذي تغرب شمسه رويدا بسبب تغافلنا فاليوم تستفيد الدول الكبرى من ادمغة عربية في تحسين اوضاعها كنا نحن اولى بها ولككنا اهملناها وقدمناها لهم هدايا مجانية كما نهديهم ثرواتنا والمستفيد فئات بسيطة جدا


لقد بدانا نتسول دوليا من عهود ونرى شبابنا اليو م كله سعيه للسفر الى الخارج بحثا عن معطيات غير موجودة لدينا واحلام ضاعت هنا كاحلام الفجر لان الدول المصدرة للخامات الى اليوم لم تنفق في بلادها 1%


في البنى التحتيةوالاساسية من قيمة صادراتها وانما تبقى هذه النقود في مصارف خارجية ليتمتع بها شباب اخر وجيل اخر ويحققون الامن والسلام والرفاهية ويبنون احلامهم واصحاب الحق يحرمون منها


اشير هنا الى ظاهرة تدمي القلب وتهز العقل وتثير الشفقة بنفس الوقت الا وهو قيام رجال اعمال عرب وكبار موتمنين على اموال تجار النفط لشراء اندية رياضية انكليزية سقطت في براثن الافلاس يبدو ان قلوب رجال الاعمال وعقولهم لم تتقبل فكرة افلاس اندية رياضية انكليزية لكنها قبلت ان لا تكترث لشباب يضيع مستقبله هدرا في الجانب الاخر


واكمالا للفكرة الاقتصادية الغربية والاميركية واقتصادياتهم المنهارة


ارى شبحا ينذر بالمصير الاسود للنعاج العربية وللمنطقة العربية كلها وشعوبها في ظل عدم وجود اليات واستراتيجيات للتعامل مع القوى الكبرى والمعتدية دائما والتي لا يروي ظماها المادي الا ثروات بلادنا العربية والدماء العربية التي تسيل سدى في حال تجاسراحد واع