أستاذ جامعي يدرّس في كلية الآداب بجامعة حلب،جاء إلى مدينة منبج في أواخر عام 2010 ليلقي محاضرة عن (أزمة المثقف ودوره في المجتمع) وعندما انتهى من محاضرته سألته عن دور الأنظمة الاستبدادية في امتهان الثقافة وكذلك عن ارتهان المثقفين للسلطة،فهبّ الرجل غاضباً مدّعياً أن هذا الكلام لا علاقة له بموضوع المحاضرة،وعندما وجدني مصرّاً على إثارة الموضوع ازداد امتعاضاً وتفوّه بكلمات تتضمن اتهاماً لي بالخيانة الوطنية،وقبل أن يتاح لي الرد بادر مدير المركز بإنهاء النقاش حفاظاً على أمنه الشخصي كما ادّعى.
ومنذ يومين بينما كنت منهمكاً بالبحث عن فرصة عمل لسدّ الرمق، وأنا في بلاد اللجوء وإذ بي أُفاجأ بذاك الأستاذ الجامعي ذاته يحاضر في إحدى المنتديات في جمع غفير من ( الثوار) ويعلّمهم (التربية المدنية= أصول الممارسة الديمقراطية )و (مهارات التواصل)ثم علمت من القائمين على هذه التدريبات أنه يتقاضى مرتباً أكثر من مرتبه عندما كان يدرّس في الجامعة. لم أشعر بالإحباط مطلقاً، ولم أتفاجأ بوجود أمثال هذا المثقف الزائف، بل ازدادت قناعتي رسوخاً بأفكار سأتحدث عنها لاحقاً.
حسن النيفي