خُلقنا نادمين
أبوس يديك يا وطن اليتامى
أعرني صدر أمي كي أناما
تعبتُ من الغياب ، وضاع وجهي
وكفُّ أبي –السماءُ،الصحوُ-غاما
خسرتُ خطايَ في غزو البراري
وقلتُ لما تبقّى : قمْ ....فقاما
على عكاز روحكَ جئتُ أسعى
إليكَ ، مضرّجاً بكَ ، مُستهاما
كسرت دمي ، وخنتُ جرار أمي
المليئة بالحنين ، وصُمْتُ عاما
لأقرأ في يديك حروف روحي
محررةً ، تخطُّ بها كلاما
عن الأمطار تغسل حزن روحي
وعن عينيكَ تذبحني غراما
وعن عسل البكاء بحضن أمٍّ
كمريمَ ، إنما تُدعى الشآما
********************
لقد تعب التراب ..كأنْ عُجنّا
بماء الظلم ، وازددنا ظلاما
خُلقنا نادمين ، فليت لحمي
تشقّق قبل أن يكسو العظاما
فما للشمس قد خُلقتْ عيوني
ولا ثغري لأقترف المداما !!
ولكنْ كي أرى قلبي قتيلاً
وآكل لحم إخواني حراما
فليت الجبّ يا يعقوب أعمى
وليت الذئب قد أكل الغلاما
فإنكَ إذ نظرتَ بعين حبٍّ
جعلتَ عيون إخوته سهاما
ولولا الحب ما نُفيتْ قلوبٌ
ولا ألّفتُ من وجعي حساما
أهشُّ به على وجعي ، إلى أنْ
أرى طفلاً يقول : أريد ماما
فأغمدني ، وأكفر يا بلادي
بصدركِ يرضع الطفل الحراما
ويلقينا على الطرقات لحماً
لجوع البرد ينذرنا طعاما
فأفرح حين تأكلني بلادي
وتعرف أنها أكلتْ كراما
ويدري السيف حين يرومُ ضرباً
يفوز فقطْ .. بمن لم يحنِ هاما
********************