الحَصاد
عِبَرٌ تَوَالى ما لَهـا مِـنْ حابـسِ =فَإليكِ يا دُنيـا فَلَسـتِ بِهاجسـي
إنْ تَبْسِمـي لـي زُخْرُفـاً فَلَرُبَّمـا =أَعْدَدْتِ ويْلاً في الضَّميـرِ العابـسِ
هـذي ثِمـارُكِ أنفُـسٌ مَحْمومـةٌ =مِنْ بِغْضَـةٍ أوْ غَيْـرَةٍ و تنافُـسِ
ضَلَّ السَُّراةُ فَمَنْ هُـمُ ائْتَمُّـوا بِـهِ =أخْفى الدَّليلَ و كَفَّ نـارَ القَابـسِ
لَنْ يَقْـدُروكَ و إنْ تَكُـنْ ذا مِـرَّةٍ =مـا لـم تُجابِهْهُـم بِخُطَّـةِ دارسِ
أطْمـاحُ عَـزَّامِ الأمـورِ هُمَامِهـا =لكـنْ مُنِيـتَ بِحَظِّـكَ المُتَقَاعِـسِ
و إذا خَبِرْتَ طِبَاعَهُمْ لَـمْ تَسْتَسِـغْ = شَكوى الضَّعيفِ و لا ادِّعاءَ الفارسِ
كَيْفَ الظُّنُونُ بِمـاَ تُسِـرُّ نُفوسُنَـا = و عَفافُنَا يَنْهـارُ فـي المُتَمَـارَسِ
أ عَنِ الفَضِيلَةِ في صُدوفِ أوانِـسٍ =و عَلَى الرَّذيلَةِ في صِراعِ أشـاوِسِ
وَ هَل الَّذي اجْتَرَحَ الأَثَامَ مُجَاهِـراً =صَلَّى قِيَامَاً فـي الظَّـلامِ الدَّامِـسِ
و الرَّاشِـدونَ تَحَمَّلَـتْ أظْعانُهُـمْ = و أنا وَقَفْتُ على الْمُعَفَّى الـدَّارِسِ
دَسَّيْتَهَا و أخـذْتَ فـي تَوْبِيخِهَـا =و أراكَ مُرّاً يـا حَصَـادَ الْغَـارِسِ
شعر
زياد بنجر