ماذا خلف مقتل الجنود المصريين في سيناء؟؟


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
المجد- خاص
أكد محللان سياسيان مختصان بالشأن الصهيوني أن قتل الجيش الصهيوني لعدد من الضباط والجنود المصرين بعد العملية الفدائية في مدينة ام الرشاش المحتلة (ايلات) جاء استغلالاً للموقف في قضية الأمن في سيناء, ومحاولة لجس نبض قيادة الثورة المصرية الجديدة.
وأشار المحللان في حديثين منفصلين لـ"موقع المجد.. نحو وعي أمني" إلى أنه على الرغم من كون المؤسسة العسكرية والأمنية الصهيونية متخبطة إلا أنها اتخذت قراراً عاجلا باستهداف الجنود المصريين في سيناء كي تلفت الأنظار بشكل واضح لقضية الأمن والمسلحين في سيناء, ولجس نبض القيادة المصرية المؤقتة.
الدكتور عبد الستار قاسم المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية أكد أن تأخر دولة الكيان في الإعلان عن هوية التنظيم الذي يقف خلف العملية, تندرج ضمن التحقيقات "المطولة" الهادفة لإعطاء الفرصة للساسة الصهاينة للتحرك والتعامل مع الملف المصري بعد الثورة.
وقال قاسم :" التحقيقات حول من يقف وراء عملية ايلات لازالت مستمرة, لكن السؤال هل أعلنت دولة الكيان عنها؟ نعم فقد أعلنت عن ذلك بصورة غير مباشرة على لسان نتيناهو عندما صرح بأن اللذين خططوا للعملية أصبحوا تحت الأرض والمعنى أنهم قيادة ألوية الناصر صلاح الدين في رفح".
وأضاف :" إسرائيل معنية بسيناء وهي تريد أن تضرب عصفورين بحجر, وهي استغلت الأمر في عملية ايلات لأنها كانت ترى أن الوضع لا يتبلور لصالحها, لكن الحقيقة أن دولة الكيان لا تريد أن تعكر علاقتها مع الجانب المصري وإنما تريد لفت الأنظار إلى سيناء وإيجاد ضغط للاستمرار في اتفاقية كامب ديفيد مع زيادة الحماية لحدود دولة الكيان".
وأشار قاسم إلى أن دولة الاحتلال تشعر بأن النظام المصري الجديد من الممكن أن يخرج ويتملص من اتفاقية كامب ديفيد, ويمكن أن يعطي مجالاً أكبر وأوسع للعمل المقاوم ضد دولة الكيان, وهو ما يشعرها بالقلق.
وشدد على أن دولة الكياد ضربت في سيناء وقتلت مصريين بطريقة محدودة ونفت أن تكون قتلتهم عمداً لأنها تأخذ بعين الاعتبار عدم تأليب مصر عليها لان مزيد من التأليب معناه أنها ستدفع مزيد من الثمن للجانب المصري, "ربما يكون على حساب الاتفاقيات ومنع نشاط المقاومة".
ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن دولة الاحتلال باتت تدرك أن التحالفات والمعاهدات التي صنعت جوا من الأمن والسلام لها في المنطقة بدأت تتغير, مدللاً على الوضع التركي والمصري والسوري الذي سيزيد أزمتها مع المقاومة.
مزيد من الوقت
من جهة أخرى أكد د.ناجي البطة المحلل و المختص بالشئون الصهيونية أن دولة الكيان تمتنع عن إعلان الجهة التي قامت بتنفيذ العملية في أم الرشراش (ايلات) لأخذ مزيد من الوقت للتمويه وتنفيذ أجندات خاصة بها وإعادة توظيف هذه العملية في السياق المناسب الذي يراه الساسة الصهاينة.
وأشار البطة إلى أن من ضمن هذه الأشياء التي سيتم استغلال عملية سيناء بها التظاهرات الصهيونية المطالبة بإصلاح الوضع الداخلي والإصلاح الاجتماعي, مؤكداً أن هذه القضية هزت دولة الكيان بالكامل لأول مرة منذ تأسيسه.
وقال البطة :" العدو الصهيوني كونه يحكم بمنطق العصابة فهو يريد قياس رد فعل القيادة المصرية الجديدة ويريد أن يعرف أي متغير يمس الجهود المصرية لحماية حدوده، ويريد أن يعرف هل يوجد تغيير في تفكير ومواقف القيادة المصرية الجديدة من دولة الكيان, وهل هي على غرار النظام المصري السابق الذي كان الكيان الصهيوني يقتل جنوده بعشرات الحوادث دون أن يحرك ساكناً".
وحول مستقبل العلاقات المصرية المتوقعة في ظل المطالبات الشعبية بمعاقبة دولة الكيان وإلغاء اتفاقية كامب ديفيد أوضح المحلل المختص بالشأن الصهيوني أنه من المتوقع أن لا تكون العلاقة كما كانت في السابق وأن تتحول لعلاقة شكلية كما هو الحال مع تركيا.
وتابع :" القيادة المصرية تستطع الآن - وان كانت مؤقتة- أن تحرج دولة الكيان دولياً وتطالبها باعتذار وتعويض لأهالي الجنود, تماماً كما تطلب تركيا الآن من دولة الاحتلال, ولو أصرت مصر على هذا الموقف فلديها الحق القانوني والحق العرفي والثوري, وبالتالي لا يستطيع الكيان الصهيوني الذي هو الآن في أزمة التملص في ظل وجود اتفاقيات سلام بين البلدين".
وفيما يتعلق بمستقبل اتفاقية كامب ديفيد أكد أن الجانب المصري سينتظر ما تؤول إليه الأحداث, وسينتظر خطأ فادحا من دولة الكيان ليتملص من هذه الاتفاقية في القريب العاجل.