صرخة مآذن القدس


شعر: ا.د. محمد اسحق الريفي
الجامعة الإسلامية بغزة

ليل الهوان يعمُّ كلَّ زماني=مذ بات أقصانا الأسير يعاني
ليلي كيومي والمساء كمُصبَحي=والهمُّ دوماً يستبيح كياني
أنَّى تقَرُّ العينُ والأقصى جثا=يشكو حزيناً غربة الأزمانِ
والقدس يا ويحي..! يُهَّود طُهرها=وتُسام شرَّ الطَّرد والعدوانِ
تستصرخ الأحرار في أوطاننا=أنْ جاس أقصاكم أخُو الشيطانِ
حِقدُ اليهود غدا يحاصر مِحْصَني=وأكاد أُحرَق من لظى النيرانِ
نجسٌ يدنس قبلتي وينال من=قدسي ربيبُ تحالف الطغيانِ
أهل المروءة هل أَمِنْتم غاصبي؟=أم هل تخلَّت أمَّةُ القرآنِ؟
فأنا النجاة لها وآية مجدها=وأنا لعزَّتها صِمامُ أمانِ!
جرحي عميقٌ في ضمائركم.. غدي=غدكم وتعزيري من الإيمانِ
جعل اليهود براقَ أحمدَ قبلةً=مبكىً لكلِّ منافقٍ خوَّانِ
والمسجد الأقصى يُهان وقد غدا=مستهدفَ الأسوار والأركانِ
والطير نحو العُرْب ترسل طرفها=ترنوا إلى عتقٍ من السجَّانِ
لمآذن القدس الحزينة صرخةٌ=تطوي المدى في عالم النسيانِ
علَّ النسائم تحمل البشرى لها=أن جاء جيش العرب كالطوفانِ
يا ويلتى..! ضاق الوجود بأمَّتي=ذرْعاً وصارت مرتعَ الغربانِ!
هل ضلَّ عقلي في غَيابة صمتكم=أم حار في وصف المصاب بياني؟
أم أسكر النومُ العقولَ وأدمنت=سكراً فعزت صحوة السكرانِ؟
غدْر اليهود يحوم في أجوائنا=ويجول في أوطاننا بأمانِ!
متعطشاً لدمائنا وبديننا=متربصٌ كالغول دون توانِ
صوت الضمير له أصاخت ثورتي=ونداء طيفٍ في المنام أتاني
يا هائم الوجدان والروحِ امتشقْ=سيفاً وصُلْ في القدس بالإثخانِ
من سورة الإسراء تبزغ شمسنا=ويجيء صبحٌ بعد ليل هوانِ
هيَّا رفاق محمَّدٍ صلُّوا كما=في القدس صلَّى سيِّد الأكوانِ
وصحابه روَّوا ثرى الأقصى دماً=وفدوه بالأرواح والأبدانِ

25/6/2010