أخي وأستاذي الكريم د. عبد العزيز محمد غانم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سررت عندما عثرت على ما تفضلت به في هذا الموضوع، توافق الترميز بيننا إلى حد كبير يدل على منطقية هذا الشكل التعبيري وخاصة لجهة استعمال رمز الرقم 3 للوتد،
عندما علمت لأول مرة أن هناك علما يهتم بأوزان الشعر ويسمى علم العروض وأن هناك كتابا فى هذا العلم يسمى اللباب فى العروض والقافية فإننى سعدت جدا وحرصت على الحصول على هذا الكتاب فى نفس الساعة التى علمت فيها هذا الخبر ، فقد كان الذى أخبرنى أحد طلبة الثانوية الأزهرية وكان ذلك الكتاب مقررا عليهم ، فاستعرت منه الكتاب وقرأته كله بشغف واستيعاب جيد فى الساعات الأولى من حصولى عليه وكنت وقتئذ فى السابعة عشرة من العمر ، وفى نفس تلك الساعات من خريف عام 1974م جاءتنى فكرة التعبير عن التفعيلات باستخدام الأرقام وكتبت فى ذلك أربع صفحات فى نفس اليوم أو ربما فى اليوم التالى ، وأظنها كانت أوائل الصفحات التى كتبت فى إرهاصات العروض الرقمى على الإطلاق ، ولا أعلم ما إذا كانت هذه الصفحات - بعد هذه السنوات الطوال - مازالت موجودة فى بيت أبى رحمه الله أم قد طالتها يد الإقصاء والإعدام.
ثم مر مثل عمرى من السنوات وأنا تارك لتلك الفكرة حتى عادت تراودنى من جديد وأنا فى الخامسة والثلاثين فبدأت أكتب فى تلك الفكرة بشئ من الجد حتى وضعت لها منهجا متكاملا فى بضعة أشهر وكان تمامه فى ربيع عام 1993م ، ومن العجيب أننى كنت قد قطعت شوطا كبيرا فى كتابة فصول هذا المنهج دون أن أكون قد فكرت فى اسم له باستثناء أنه طرأ بذهنى ذات مرة أننى قد أسميه العروض الغانمى نسبة إلى لقب عائلتى الذى أحمله ، ولكننى قبيل إتمام الكتاب طرأ بذهنى أن أسميه العروض الرقمى فوجدت ذلك مناسبا تماما وسعدت جدا بهذه التسمية التى كانت آنذاك جديدة تماما ، ولا أظن أن أحدا يمكنه أن يجد هذا المصطلح مطروحا قبل ذلك.
وظلت أوراق هذا الكتاب حبيسة الأدراج حتى نشرته لأول مرة فى عام 1998م.
نشرت كتابي ( العروض رقميا) سنة 1997 وفي المقدمة 7-6-1997
وكان استغرقني العمل عليه سنين قبل نشره. ومناسبته المباشرة أن أحدهم ظلمني بأكل حق ماليّ كبير في ظروف وملابسات معينة، واسمه مكون من بضعة أسماء توافق أسماء الأنبياء، فقلت فيه وصدر المطلع هنا غيرته :
مستفعلن فاعلن مستفعلن عيسى .. .. .. .. قنعت يا ( أنتَ ) لم تلحق بهم موسى
أسموك باسم .. الأنبياء سفاهةً .. .. .. .. .. لو أنهم .. أنصفوا أسموك إبليسا
فقال لي أحدهم أدخلت الكامل في البسيط، فانطلقت في فترة القهر تلك في التفكير في استعمال الأرقام شكلا للوزن.
وبعد نشر كتابى سمعت فى حوار تلفزيونى عن كتاب للدكتور أحمد مستجير بعنوان مدخل رياضى للعروض فلاحظت التقارب بين المسميين فكتابى رقمى وذاك رياضى وللأسف لم أستطع الحصول على نسخة من ذلك الكتاب حتى الآن لأعرف كيف تناول الدكتور مستجير هذا الموضوع.
تجد نبذة عن كتاب أستاذي د. أحمد مستجير يرحمه الله على الرابط:
http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mostageer
وبعد نشر كتابى بعدة أشهر وجدت مقالا - فى بدايات عام 1999م - بإحدى المجلات فى موضوع باسم العروض الرقمى صراحة ، فقلت فى نفسى ربما اطلع كاتب المقال على كتابى ولكنى بعد قراءة الموضوع لم يعجبنى حيث كان الموضوع من وجهة نظرى لا يحتوى على شئ سوى هذا الاسم الرقمى الجديد وذكر المقال أن شخصا ما - غيرى - قد توصل إلى طريقة جديدة فى العروض وحزنت لأن محتوى الموضوع كان فارغا ولاشئ مفهوم فيه ولا فكرة ، وأحسست بإساءة بالغة إلى الاسم الذى اخترته لمنهج متكامل فإذا بنفس الاسم يستخدم فى تخبط لا منهجى وفى فكرة غير متبلورة وغير مكتملة وبها الكثير من المغالطات كما فرأتها فى ذلك المقال حينئذ.
إن كنت تقصد كتابي ( العروض رقميا ) فإن رأيك له وعليه، له أني حينئذ كنت أتناول الرقمي وعيني على التفاعيل وحدودها وإثبات صلاحة الأرقام للتعبير عنها. وهو ما استغرقني الخروج منه إلى شمولية الرقمي جهدا ووقتا وما أنظر إليه الآن على أنه كان (هبابا منيّلا) كما فصلت في ردي على أخي وأستاذي محمود مرعي على الرابط:
وعليه قولك أنه لا يحوي إلا الاسم وأنه فارغ المحتوى . في حين أنه في حده الأدنى الشكلي ذاك يلبي ما تفضلت به من ترميز رقمي للتفاعيل إذا كان استقرائي لما تفضلت به صحيحا ووافيا
ثم فوجئت بعد سنوات بوجود مواقع على شبكة الإنترنت تتناول ما تسميه العروض الرقمى
منتدى العروض رقيما :
http://arood.com/vb/
وأتمنى أن تشرفنا فيه أستاذا ومعلما وآمل أن تتعرف إليه عن كثب لتجد أن الرقمي قد ارتقى مضمونا – يعتبر الأساس فيه – إلى مستوى متقدم. بل أن رسالة الرقمي غدت فكرية من حيث الدعوة إلى منهج التجريد والشمولية والتفكير في مقابل منهج التجسيد والتجزيء والحفظ.
وربما ساعد الرابط التالي وعنوانه ( لماذا الرقمي ) في تنويرك بعض الشيء في هذا المجال:
http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/lematha
**
وأنا لا أقصد الإساءة إلى أحد ولكنى لم أجد فيه شيئا مفيدا لمنهجة علم العروض وتيسير فهمه واستيعابه ، فهى مجرد تأملات رقمية للتفعيلات والبحور باستبدال ألفاظ التفعيلات بأرقام دون تحقيق فائدة حقيقية ذات قيمة ودون أن نضع أيدينا على هدف محدد من وراء هذا الاستخدام وهذه التأملات ، وإذا كنت أنا المستوعب للعروض والبحور والقافية بدرجة معقولة لم أضع يدى على هدف محدد ولا على مؤشر تيسير أوتسهيل من رقمية هذه الأطروحات فكيف بالمبتدئ فى هذا العلم أن يجد فيه سبيلا للتيسير؟!
ذكر هذا بعد المنتدى له دلالته وأتمنى أن تتصفح المنتدى ومنهجه للدورات مع أنها تأسيس لما بعدها من آفاق أرحب وأن يكون ذلك كافيا لتراجع انطباعك:
http://sites.google.com/site/alarood/
ولعل بعض من أنهوا الدورات ممن عرفوا التفاعيل وممن لم يعرفوها يعطونك رأيهم .
**
ولأنهم يستخدمون الأرقام فمن حقهم أن يسموه عروضا رقميا حتى وإن كنت أنا أسبق منهم فى استخدام هذا الاسم
نشرت كتابك 1999 نشرت كتابي 1997
وأرجو أن تطلع على تاريخ الرقمي على الرابط:
http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/tareekh
**
وإطلاقه على منهج واضح متكامل له أهداف واضحة ، فليس بإمكانى احتكار هذا الاسم وحجبه عن الأخرين حتى وإن كانوا يستخدمونه استخداما لا يظهر له أهداف واضحة المعالم ولا يؤدى إلى شئ من التيسير أو التسهيل.
أرجو أن تعيد النظر على ضوء ما تقدم لتتبين أن للرقمي أهدافا ومنهجا كأوضح ما يكون
**
لذلك فقد رأيت أن أميز منهجى المتكامل عن تلك الصيحات بأن أضيف إليه لفظ " القياسى " ليكون العروض الرقمى القياسى ، وقد اخترت هذا اللفظ لأن منهجى هو الأول والأقدم
فى استخدام مصطلح " الرقمى " فهو قياسى من هذه الناحية
1999 – 1997 أيهما أقدم ؟ ،
**
وأيضا لأنه منهج متكامل يتم فيه استنباط أوزان البحور بطريقة مقننة كما يتم استنباط العلل والزحافات بطرق مقننة أيضا فهو قياسى من تلك الناحية كذلك ، فإن قدر لى أن أصدر طبعة جديدة للكتاب فسوف أسميه " العروض الرقمى القياسى " للتمييز بينه وبين كل صيحة هنا أو هناك ، وأسأل الله ألا يستخدم أحد هذا اللفظ المميز فأجد صيحات جديدة أخرى بعد ذلك تحمل نفس هذا الاسم.
صيحة ! – صيحات ! سامحك الله
أقدر جهدك وهو شبيه إلى حد كبير مع بدايات الرقمي ، كما أتمنى أن تطلع على ( الهباب المنيل ) في تناول الزحافات والعلل الذي وقعت فيه أنا لتتبيّنه وتتجنّبه.
ومما ينبغي ذكره أن هذا المنهج القياسي يمكن تجريده من الأرقام وشرحه بدون استخدام تلك الأرقام فهو في حد ذاته منهج فيه تيسير كبير بالقدرة على استنباط أوزان البحور بقواعد محددة كما أن فيه تيسير كبير أيضا باختصار وتقليص عدد مصطلحات الزحافات والعلل إلى أقصى حد ، كما أنه يحصر مفاتيح جميع القوالب لكافة البحور في جدول صغير يمكن من خلاله استنباط أوزانها جميعا في ظل مصطلحات قليلة العدد سهلة التذكر.
فإذا ما تناولنا هذا المنهج مجردا من الأرقام فهو العروض القياسي اللا رقمي ، وإذا ما استخدمنا الأرقام كوسيلة إيضاح فهو العروض القياسي الرقمي.
قولك :" ومما ينبغي ذكره أن هذا المنهج القياسي يمكن تجريده من الأرقام وشرحه بدون استخدام تلك الأرقام" يرجح لدي أن استعمال الأرقام لديك يقتصر على التعبير الشكلي عن التفاعيل شأنك في ذلك شأني في بداياتي في الرقمي قبل اهتمامي بأمر شموليته.
أحد أهم أسس النظرة الشاملة للرقمي هو وجود إيقاعين بحري وخببي يتداخلان بشروط معينة تدعى التخاب. والزحاف هو حذف ساكن السبب الخفيف لا غير. أما العلل ( علل النقص ) فيحجري بحثها في مبحث التخاب. وهكذا يجري بحث الزحافات والعلل في العروض العربي كله بحثا واحد دون الرجزع لهذه التفعيلة أو تلك.
وفى بدايات هذا العام - 2010م - اكتشفت فى نفسى موهبة تصميم البرامج فقد كنت صممت قبلها بشهور برنامجا للتقويم الميلادى والهجرى وبعض برامج أخرى ، فطرأت على ذهنى فكرة تصميم برنامج فى العروض فصممته ثم وجدت أننى يجب أن أطوره فطورته ، ثم وجدت من التمام أن أضيف إليه القافية ففعلت ، ثم وجدت أنه من الجميل أن أضيف إليه القدرة على المقارنة بين القوافى فأضفت ، كما أضفت إليه بعض المزايا الأخرى حتى أصبح برنامجا قيما بفضل الله تعالى وحده وليس بفضل جهدى أو أى شئ آخر.
وقد أسميته برنامج غانم فى العروض وبحور الشعر والقافية
والصور المرفقة هى بعض صفحات لنتائج إدخال بعض الأبيات إلى البرنامج.
أتمنى أن تطلع على برنامج أستاذي أزكري الحسين :
http://arood.com/vb/showthread.php?p=13764#post13764
أما القافية فقصة أخرى. أرجو أن تطلع على الرابطين :
وختاما أكرر دعوتك لتشريف المنتدى ولك جزيل احترامي وتقديري
أخوك - خشان
المزيد
http://www.arood.com/vb/showthread.p...2525#post32525