اقتبس غسان الشوا معالم لوحاته من جماليات الطبيعة، وحوّلها إلى مشهد بصري غني بالتقنيات الفنية الحرفية التشكيلية معتمداً على الواقعية، فيقول:
أنا أؤمن بالمدرسة الواقعية لأننا بحاجة إلى تقديم لوحة مفهومة للمتلقي بعيداً عن التساؤلات والاستفسارات التي غدت تواكب الحركة التشكيلية الآن بمدارسها المختلفة، وأتساءل بيني وبين نفسي هل نحن أمّيون بالفن التشكيلي...!!، أم إن الفن التشكيلي أصبح على مستوى عالٍ جداً من الخصوصية بحيث لا يفهمه المتلقي إلا بالعودة إلى شرح الفنان.. لذلك آثرت في معرضي هذا أن أعتمد على الواقعية البحتة، واللجوء إلى الطبيعة لبث روح السكينة والطمأنينة حولنا.
ركز الفنان في لوحاته على مناخات طبيعية متعددة، فبعض اللوحات سخرها لمشاهد طبيعية بحتة، كلوحات البحر والغدير والأشجار، وبعضها الآخر دمج فيها ما بين الحياة الاجتماعية والطبيعة فرسمت ريشته جوانب من المنزل الدمشقي والريفي مع جزء كبير للغدير وأحجاره البارزة، ويعلق الفنان على ذلك: الطبيعة جزء من حياتنا الاجتماعية لذلك لم أستقِ معالمي من مناخ واحد، وإنما دمجت في لوحتي عدة مناخات من بيئات جبلية وبحرية وسهلية ومائية.
امتلك الفنان براعة بتجسيد الأحجار النهرية التي تبرز براقة تحت المياه، وبالأحجار المنزلية الصغيرة التي تؤطر باب المنزل أو النافذة، فكانت الأحجار حاضرة بقوة في أعمال تمثل عنصراً خاصاً به، ويفسر ذلك بقوله: الأحجار بالنسبة لي تعني الثبات والأصالة والماضي المجيد، فهذا الحجر الصغير الذي يؤطر النافذة أو الباب عمره مئات السنين هو أصل الحياة التي نعيشها قبل أن يطحن، ويصبح إسمنتاً لأبنيتنا الحديثة، أما الأحجار النهرية فهي رمز للطبيعة الأم كونها جزءاً منها، وتعني الالتصاق بالأرض والبيئة، اشتغل الفنان على تقنية اللون بمهارة التدرج اللوني والمزج الهارموني للألوان الشفافة الموجودة في الطبيعة «الأحمر - الأصفر - الزهري - الأخضر»، مشكّلاً لوحة بصرية تنافس اللوحة الحقيقية ويُذكر أن اللون يعني بالنسبة إليه الحرية المطلقة والتعبير عن إحساسه فهذا الانتقال ما بين البنفسجي إلى الأحمر إلى الأصفر، يعني الانتقال التدريجي من الألوان الباردة إلى الألوان الحارة.... وبمفهومي هذا يعبر عن مزاج الإنسان المتقلب ما بين الفرح والحزن والغضب.
مِلده شويكاني
ت: عصام مراد
http://www.albaathmedia.sy/index.php...-21&Itemid=174