حلماً كان يراوده يثرثر به أحيانا بين أصدقائه فهذا هو يتحقق ، سار بخطواته الكسولة وهو شبه تائه يرسل بصره في كل إتجاه رغم زحمة المارة في ذلك الشارع التي تقع في جنباته محلات فخمة ذات سمعه , وعلامات تجاريه مشهورة ، كانت عيناه لا تشاهدها إﻻ عبر وسائل الإعلام المختلفة .
سار وهو في نهم شديد لاكتشاف المزيد ، توقف فجأة وسدد بصره نحو تلك المرأة التي تقف بقرب عمود إضاءة الشارع وراح بصره يٍشرح صورة تلك المرأة وهو يقترب منها ، كانت ذا جسم يميل إلى البدانه ،بشعر أسود قصير ووجه حنطي اللون تلطخ بمواد تجميل صارخه وملابس لا تكاد تخفي اﻻ الجزء البسيط من جسدها ، تلتفت يسارا ويمينا كرجل أمن يراقب الشارع تسدد نظرها أحيانا إلى أحد المارة مع تصنع ابتسامة ماكرة لعلها تصطاد من يبحث عن الهوى .
تعثر في خطواته عندما وقعت قدمه في غطاء فتحة تصريف المجاري التي انبعث منها رائحة كريهة ، فقطعت صورة المشهد عن بصره وراح يتفحص قدمه ، سار من جديد حتى اقترب اكثر من تلك المرأة فبدأت معالم الكبر تتضح بقدر بسيط رغم اخفائها المتعمد ، أعتقد أنها تجاوزت اﻻربعين كان تخمينه أقرب الى الصواب ، فجأة تحركت المرأة صوب سيدة وقعت طفلتها على اﻻرض .
وقالت :سوف اساعدك .
ردت السيدة منذ وقت وأنا أبحث عن دورة مياه لطفلتي .
من فضلك أين هي ؟
قالت : تعالي معي سوف أدلك عليها، سارا معا وذابا وسط المارة .