قَارئُ الـرّوح / شعر عبد الكريم رجب الياسري
يا قَارِئَ الرّوحِ رَتّلْ سورَةَ الْفَلَقِ،
وَالـنّاسِ،
وَاسْجُدْ،
تَـجِدْني شَاهِـراً قَلَقي
بِـجُرحِ أَسْئِلَةِ الْمَحْزونِ مِنْ صِغَـرِ
لِكَي يُغَادِرَ صَبَّ الْهَمِّ بِالْوَرقِ
وَاكْتُبْ عَلى الرَّمْلِ مَاءً
تَـخْتَصِرْ زَمَناً
يُــقيمُ مَـمْلَكَـةَ الدُّنْيَا عَلَـى طُرُقي
فَتَسْتَظلُّ بِعيدِ الشَّوقِ
أَوْرِدَتـي الْعَطْشَى
إِلَى الْكَوْثَرِ الْمَعْقودِ بِالأُفُقِ
وَارْسُمْ عَلَى شَفَتي وَرْداً وَأُغْنِـيَـةً
أَهْـزمْ عِنَـادَ اللَّيَالي دونَمَا أَرَقِ
أَنَا بِلَادُ الْأَغَاني فَهْيَ أَمْتِعَتـي
لِلِمُسْتَحيل،
فَلَحْنُ الْأَرْضِ في عُنُقي
أَعودُ،
وَالْـهُدْهُـدُ الْـجَــوَّابُ يَــحْمِلُ لي
أَنْـبَاءَ عَـرْشٍ وَلكِنْ تَاجَهُ عَرَقي
كَنْزُ الــتُّـرَابِ إِذَا مَا اخْضَرَّ أَوَلُّهُ
يَصْفَرُّ آخِرُهُ فـي أَوَّلِ الغَسَـقِ
أُمَّاهُ دَعَـَوتُكِ الْـخَرْسَاءُ أَجْنِحَتي
وَسَجْدَةُ اللَّيْلِ مَنْجَاةٌ مِنَ الغَـرَقِ
عَـيْـنَاكِ ريـفٌ،
صَبـَاحُ الْـيُسْرِ يوقِظُني
كَيْمَا أُصَلّي بِـهِ فَوْقَ الثَّرى الْـعَبِقِ
قَدْ ذُقْتُ مَا ذُقْتُ يَا أُمَّاهُ
مُرْتَوياً
لكنَّني كَنَدى كَفَّيـْكِ لَـمْ أَذُقِ
........................
من ديواني " مارددته الأزقة"