حياة الشعوب
تحية لشباب مصر النقي
***
شعر
صبري الصبري
***
(إذا الشعب يوما أراد الحياة )= عليه اقتحام جحيم الخطر
بطهر التقاة الهداة الأباة= سيجني الحصاد غزير الثمر
بقهر الطغاة العتاة البغاة= حماة الفساد ولاة الكدر
بإذن العظيم الكريم الخبير = نصير الأنام لطيف القدر
بفضل الإله العزيز القدير= ستقضي الشعوب طهور الوطر
ستحيا الشعوب حياة الرخاء= بنبذ الخمول وهجر الخَوَر
وترك تعاطي غياب العقول= بخمر الولوع بكأس السَّكَر
وفوت الفتون وريب المنون= بقلب صدوق الهدى مُدَّكر
ورص الصفوف بحشد كثيف= لفيف البرايا نقي البشر
بهي المزايا بفكر البرايا= سني السجايا صحيح النَّظَر
بسعي مهاب عظيم الرحاب= شجاع الخطاب فصيح الصور
عظيم الجموع بكل الربوع= بشدو رفيع رقيق الوتر
بليغ النشيد رفيع البنود= جميل الورود نديّ الشَّجر
كزحف الجنود ببأس الحديد= بدرب الصمود على المنحدر
سيلقى عذابا وضربا .. سبابا= وسجنا .. عقابا برث الحُجَر
يعاني ظلاما شرابا طعاما= كلاما مهينا له كالبقر
يلاقي القيود بقفل شديد= بجسم أسير بوخز الإبر
بحبس مقيت وزجر مميت= بجوف المعاقل والمحتظر
بركل وبصق وحرق توالى= بنار القذائف بين الشَّرر
سيلقى عناءً وبغيا .. غباءً= ويحيا زمانا بين الحُفَر
بفقر وقفر وجدب وشر= ودهم يعاني صنوف الضجر
بلا خبز يحيا كسيرا ببحث= عن اللحم ولَّى ونبت الجزر
يؤم العراء بجوف الهراء= ببيت حقير زهيد الوبر
ويرقب دعما سخيا سنيا= بكف شحيح له مفتقر
ويمضي صبورا نضيرا وقورا= بوعي دءوب النهى منتظر
يراه الطغاة كطير حبيس= ضعيف رهيف الجوى منكسر
سيكبو ويحبو ويخبو قليلا= ويرشق كل العدا بالحَجَر
ويعلو علوا كبيرا مثيرا= نضيرا كشمس الضحى والقمر
سيهطل عزم الشعوب بخير= وبر مديد وفير المطر
مجيد عتيد فريد نضيد= بنصر من الله المنتصر
فقوموا جميعا بشرع الحميد= ونور الكتاب وهدي السَّور
وصفوا صفوف الصلاة الزكاة = الصيام بقلب نقي البَصَر
فأنتم عبادٌ لرب حكيم= وما خاب عبد بصدق حَضَر
لحفظ العهود وصون الوعود= كصوت الرعود لدفع الضَّرَر
فهبوا هبوبا قويا شديدا= وكونوا رياح العبير العطر
بوجه الكرام رطيب الجمال= بوجه اللئام وخيم الأثر
فأنتم رجال بهذا السبيل= أمام الكذوب المكير الأشِر
وفيكم منارات فكر منير= بلب لبيب عميق العبر
وفيكم نهوض الشموخ الكبير= ببأس يحذّر كل الحذر
جموع تزمجر بين الخطوب= لشعب بعزم حديث الأطر
يواصل زحفا أبي الصمود= برغم سعير له مستعر
ستبقى الشعوب بنبض وسعي= قوي وَفَيٍّ لها مستمر
بنهج السداد توافي البلاد= بأنوار عز الصلاح الغُرَر
(إذا الشعب يوما أراد الحياة )= عليه اللجوء إلى المقتدر !