لكنني أحب حماس
د. فايز أبو شمالة
لاأنا من حركة حماس، ولا أنا من حركة الإخوان المسلمين، لكنني أحب حماس، وأحب كل حركةسياسية تسير على نهجها الفكري والسياسي، وأحسب نفسي من أشد المدافعين عن سياستها،وذلك لأن الدفاع عن حركة حماس هو دفاع عن فلسطين، وعن فكرة المقاومة، وعن العقيدةالإسلامية التي انبرت نداً إيديولوجياً للعقيدة اليهودية المشوهة.
وأزعمأن كل عربي فلسطيني يقبض بيديه على نار الوطن، سيجد نفسه مثلي تماماً، يحب حماسبمقدار وفاء حماس لتراب فلسطين، وسيجد نفسه يقترب من حركة حماس بمقدار تقربها منالفعل الهادف إلى تحرير كل فلسطين.
وأزعمأن كل عربي فلسطيني تجرد من مصالح الدنيا، ومن مكاسبها المادية، سيجد نفسه مهتماًبشأن حركة حماس، لا لأن حركة حماس هي الفعل الجدي المقوض لأساسات الكيان الصهيوني،ولا لأنها تمثل الثوابت الوطنية الفلسطينية في زمن صارت فيه الأهواء الشخصية تتحكمفي القرار السياسي الفلسطيني، ولكن لأن حجم المؤامرة على حركة حماس قرين بحجمالمؤامرة على قضية فلسطين، ولأن ثبات حماس على موقفها مرهون بحجم التأييد الشعبيالذي تعبر حماس عن تطلعاته الروحية والحياتية.
لاأنا حماس، ولا تضمني لقاءات بأي من قادتها، ولا تربطني صداقة مميزة معهم، ولكنهميعرفونني جيداً، وأعرف بعضهم شخصياً، والمعرفة ليست سبباً كافياً للوقوع في حبحركة حماس، فالحب دفق مشاعر تفجره الخطوات الحثيثة في اتجاه هدف مشترك، وفي مثلهذه الحالة، فإن الموقف السياسي الثابت من مفاصل القضية الفلسطينية، يظل نقطة الالتقاءوالافتراق، وهو الذي يؤصل للحب أو للمقت في قلب كل عربي!.
إنما يميز حركة حماس؛ أنها لا تعترف بإسرائيل، وهذا ما جعلها قلب السياسة النابض فيجسد الفلسطينيين، وما يميز حماس؛ أن بندقية المقاومة مازالت في يدها مشرعة، لذلكفإن حركة حماس هي نحن الفلسطينيين، وما يميز حماس؛ أنها لما تزل ترفض أن تصيرزاحفاً، يدخل إلى جحر المفاوضات، ويختبئ في شقوقها عشرين عاماً، لذلك فإن حركةحماس تمثل غالية الفلسطينيين المستقلين عن الولاء الأعمى لتنظيمات تكلست علىتاريخها، ولم تقدم لأرض فلسطين إلا الشعارات، وعززت لدى الصهاينة مكانة المستوطنات.
وأزعمأن الذي يخاف على حماس، يخاف على المقاومة، ويخاف على قناعاته بضرورة تصفية دولةالكيان الصهيوني، ويحرص على التمسك بالعروة الوثقى، التي لن تسمح لحركة حماس أنتبدل مواقفها، فكل عاقل يدرك أن التحول عن المواقف السياسية الثابتة يحول صاحبهإلى جثة هامدة من التصريحات اللفظية، فيصير جسداً محنطاً تتخطفه المصالح، ويدوسعليه الفاسدون، ولنأخذ العبرة من التنظيمات الفلسطينية التي اعترفت بإسرائيل، وبصقتعلى البندقية، وهامت عشقاً في المفاوضات العبثية، لقد صارت هذه التنظيمات هلامية،لا علاقة لها بالثورة والثوار، ولا تخدم القضية الفلسطينية.