إن طفل اليوم لم يعد كطفل الأمس، لقد بات مصطلح "الراشد الصغير" (قريبا كتابنا في دراسة ادب الاطفال)، الذي كان معروفا قبل ظهور الأدب الخاص للأطفال ، ينطبق على الناشئة تماما، لاتساع تنوع الأطياف الثقافية المتاحة، وهنا يظهر قصور أدب الأطفال حاليا في بلوغ حاجته الحقيقية العصرية, فالنصوص التجارية لا تروي غليل الأطفال وتظهر قلة دراية الأهل في الحصول على ما يفيد وهذا إن دل، فهو يدل على قصور في تطور تجربة الأدباء المختصين في الكتابة الاحترافية، لذا فمن خلال استعراض النصوص الجديدة والقديمة رأينا ، ضرورة إعادة فن رواية الأطفال للوجود ، والشعر القصصي .الذي قدمه بعض الكتاب ولم يجد استمرارا له مثال:
عنقود العنب للشاعر كامل الكيلاني:[1]
قصة عنقود العنب=عجيبة من العجب
وطرفة من الطرف=وتحفة من التحف
نادرة ظريفة=شائقة لطيفة
تردع كل خائن=هم بفعل شائن
الى آخر القصيدة، ورغم ان الرسوم المرتبطة بأعمال الاطفال لم ترق للرسم الحديث وهذا امر لافت محزن، يطالبنا بالاطلاع على أعمال الرسامين الجدد لكي نطور تجربتنا ونسابق التجربة الغربية المتطورة ولعل مثلا اسم المختصة : الأستاذة سارة الحكيم" ممن قدم تجارب تصميمية لأغلفتنا في الكتب ولم تتح لها تقديم تجربتها في الرسم إلا للمواقع الغربية فحري بنا الافادة من تجربتها عربيا.[2]
اما على صعيد الروايات فهنا نستشهد بالكاتب الصيني:
لاوهسيانج وقصته :قروي يهجر مدرسته والتي تحكي عن أمر حكومي بسجن من يتخلف عن المدرسة ليكتشف انه الطالب الوحيد فيها، وعندما يبدأ بالتعلم يتراجع مردود العائلة وتحتاج لتنفق عليه ليعود للبيت وللعلم في الأرض الأكثر عطاء، وبصرف النظر عن توجه القصة سلبا أو إيجابا، نقول: ان حاجة الطفل لنمط الرواية الطفلية أهم من القصص المتناثرة التي تضيع هباء مع الريح لوزنها الخفيف الذي لا يترك أثرا إلا ماديا لصاحبها إن ترك.[3]
وبهذا نرفع مستوى نظرة الطفل لهذا الأدب، والذي يسد رمقه ،بدل مواظبة ومتابعة عقله وعواطفه ومعارفه، على ديزني وأمثالها المبهرة بحق.
[1] حمل ديوان الشاعر الكترونيا:
http://www.monofeya.gov.eg/lib/readi...8%A7%D9%84.pdf
[2] صفحة الرسامة:
Syaraa (Golden heart) - DeviantArt
ومن كتبنا التي صممت لها الأغلفة: ديوان ملاذ الروح، السر المفقود(الكتروني)-ورواية هدى.
[3] راجع كتاب : أدب الأطفال للدكتور السيد أحمد أبو شنب.