لمحات من كتاب(7)
وأنا أقرأ هذه (اللمحات) أحسست أنني أعرف تلك الأجواء التي تتحدث عنها الكاتبة!!!!
(وبغض النظر عما آلات إليه الدولة من قمع،وأيا كانت وسائلهم لترهيبنا وإرعابنا،فقد كنا مثل لوليتا نحاول أن ننأى بأنفسنا بحثا عن جيوب صغيرة للحرية،ومثل لوليتا أيضا،لم نكن ندخر وسعا للتمايل طربا بتمردنا،كأن نظهر شيئا من خصلات شعرنا من تحت الإيشاربات،أو ندس قليلا من اللون في ذلك التشابه الممل القاتم في مظهرنا،أو نطيل أظافرنا أو نسمع الموسيقى الممنوعة،أو نحب.){ص 48(أن تقرأ لوليتا في طهرنا / آذر نفيسي}.
ثم تنقلنا المؤلفة إلى جو آخر :
(فدعونا نتخيل معا إحدى البنات وهي تهم بمغادرة بيتي،ولتكن"سانزا"على سبيل المثال.ودعونا نتبعها من هنا إلى حيث وجهتها الأخيرة. هاهي تسلم على الجميع،ثم تضع جبتها السوداء فوق قميصها البرتقالي وبنطلونها الجنز،وتغطي رأسها بإيشارب أسود،تلفه حول عنقها وتخفي به قرطيها الذهبيين الكبيرين،تسوي بعضا من خصلات شعرها المشاكسة وتواريها تحت الإيشارب (..) ثم تتوقف هنيهة أعلى الدرج لترتدي قفازين خفيفين من الدانيتيلا السوداء تخفي بهما أظافرها الطويلة. (..) تنتشر في شوارع طهران،وفي المدن الإيرانية الأخرى دوريات لميلبشيات تتحرك بسيارات بيضاء من نوع"تويويتا"وتتكون الدورية الواحدة من أربعة من الحرس المسلحين "رجالا ونساء"تتبعها أحيانا حافلة صغيرة "ميني باص".
ويطلق عليهم اسم"دم الله"وظيفتهم مراقبة الشوارع خشية أن تكون ثمة نساء مثل"سانزا"لا يترتدين الحجاب بالشكل الصحيح،أو خشية أن يكن متبرجات أو أنهن يمشين مع رجال ليسوا آباءهم أو إخوانهم أو أزواجهم.){ص 50أن تقرأ لوليتا في طهرنا}.
اللمحة الثالثة .. تدخل الطالبة الإيرانية عبر بوابة صغيرة داخل بوابة الجامعة الكبيرة .. وتتعرض الطالبة للتفتيش،تقول "ياسي" :
( سيتحققون مني أولا للتأكد من أن ملابسي مناسبة وغير مخالفة،لون معطفي،الطويل الصحيح لجبتي"زيي الموحد"،سمك غطاء رأسي،شكل حذائي،ثم الأشياء التي في حقيبتي،والآثار التي قد تبدو على وجهي من مساحيق التجميل "حتى الأخف منها"،وحجم خواتمي ومستوى الإثارة فيها!كل هذا يجب التأكد منه قبل أن أدخل حرم الجامعة){ص 55 أن تقرأ لوليتا في طهرنا}.