الشاعر اللص ..



..




..


السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أترك بين أيديكم قصيدتي هذه لحين عودة , فقد تم استدعائي للمشاركة في مسابقة :
أمير الشعراء
في إمارة : أبو ظبي
و سأغيب عدة أيام عن الرد و المشاركة
فمنكم العذر
لا تنسوا أخاكم من الدعاء
و لكم محبتي و تقديري وفائق الامتنان ..




..






تَبًّـا لِمَـنْ نَهَبَـتْ راحاتُـهُ طَبَـقِـي
فَفـازَ بِاللَّحـمِ إِمَّـا بُئـتُ بِالمَـرِقِ !
حَبِيبَـةٌ ؛ كُـلَّ يَـومٍ كُنـتُ أَنظِمُهـا
بِقافِياتِيَ قَدْ عاشَـتْ ؛ وَ فِـي مُؤَقِـي
أَزُورُهـا كُـلَّ صُبـحٍ , ثُـمَّ أَرقُبُهـا
عِندَ الظَّهِيرَةِ تَقفُو الشَّمسَ فِـي الأُفُـقِ
وَ فِي الغُـرُوبِ أَراهـا وَ هْـيَ واقِفَـةٌ
فِي شُرفَـةِ الـدَّارِ كالنَّـوَّارِ وَ الحَبَـقِ
وَ إِنْ خَطَـرتُ مَسـاءً فِـي حَدِيقَتِهـا
وَجَدتُهـا تَنفَـحُ الأَجـواءَ بِالعَـبَـقِ
تَرُوحُ طَـورًا عَلَـى أُرجُوحَـةٍ بِدَمِـي
وَ ثُمَّ تَرتَدُّ مِثـلَ الضَّـوءِ فِـي الفَلَـقِ
رَسَمتُهـا بِخَيـالِ الـحَـرفِ أُمنِـيَـةً
عَلَى قَصِيدٍ - مَـعَ الأَحـلامِ - مُعتَنِـقِ
رَقِيقَةُ الحُسـنِ ؛ خَدَّاهـا كَـأَنَّ عَلَـى
سَفحَيهِما قَدَحَينِ : " المَـاءِ وَ العَـرَقِ "
خَمصانَةُ الخَصرِ ؛ مـا أَلفَيتُهـا وَثَبَـتْ
إِلَّا لِكَي تَثِـبَ الأَنفـاسُ فِـي رَمَقِـي
نَهِيدَةُ الصَّدرِ - وَ اللَّهِ - القِبـابَ أَرَى
تَنُطُّ خَلفَ التِياثِ الثَّـوبِ فِـي نَـزَقِ
أَجُرُّ بَحـرِي ؛ فَأَرسُـو فِـي أُنُوثَتِهـا
لِاُرسِلَ الشِّعرَ مِنْ شَوقِي وَ مِـنْ شَبَقِـي
أُحِبُّهـا ؛ وَ هْـيَ عَنِّـي جِـدُّ غافِلَـةٍ
فِيما تَضِـجُّ بِصَـدرِي ثَـورَةُ القَلَـقِ
وَ لَيسَ لِـي فِـي هَواهـا غَيـرُ أَورِدَةٍ
تَضُـخُّ بِالـدَّمِ شِعـرَ السُّهـدِ وَ الأَرَقِ
************
************
نَذلٌ خَؤُونٌ ؛ وَ باغٍ فِي العُهُودِ ؛ شَقِـي
حَبَوتُكَ الـوُدَّ رَقراقًـا , وَ لَـمْ تَـرُقِ
سَرَقتَ شِعرِيَ إِمَّـا بِـتَّ فِـي كَنَفِـي
وَ قَبلَها مِثلَ جُرذٍ عِشـتَ فِـي النَّفَـقِ
فَصِرتَ تَمتَهِنُ الجَـوزاءَ فِـي صَلَـفٍ
وَ كُنتَ وَحلًا لَصِيقَ الذُّلِّ فِـي الطُّـرُقِ
وَ رُحتَ تَشدُو لَها يـا سارِقًـا لُغَتِـي
بِشِعـرِيَ الثَّائِـرِ الأَوصـالِ وَ المِـزَقِ
مَلِيكَةُ الرُّوحِ ؛ كَيفَ اسطَعتَ سَبقِيَ فِي
أَنْ تَملِكَ القَلبَ مِنها ؟ وَ هْيِ فِي حَدَقِي !
وَ كَيفَ يا لِصُّ ؟ قََـدْ أَهدَيتَهـا عُمُـرًا
رَوَيتُهُ الدَّمَ فِـي سِفـرٍ مِـنَ الرَّهَـقِ !
عُمرًا مِنَ القَلَـقِ ؛ الأَشعـارُ تَقصُصُـهُ
فَوقَ السُّطُورِ عَلَى عُمـرٍ مِـنَ الـوَرَقِ
حَتَّى أَحَبَّتكَ ؛ لَـمْ تَعلَـمْ بِأَنِّـيَ مَـنْ
حَبَوتُها الحِسَّ مَنثُـورًا عَلَـى الشَّفَـقِ
ظَنَّتـكَ شاعِرَهـا المَفتُـونَ , فافتَتَنَـتْ
بِمَنْ أَتاها يَسُـوقُ الوَجـدَ فِـي مَـذَقِ
فَفُزتَ ؛ لَكِنْ بِقَلبٍ مـا سَكَنـتَ بِـهِ
وَ إِنَّمـا قَـدْ سَلَبـتَ القَلـبَ بِالمَلَـقِ
فَعِشْ فَوقَ جَمـرِي - فَهْـيَ عاشِقَتِـي
يا أَيُّها اللِّـصُّ - فِـي دَوَّامَـةِ الحُـرَقِ
وَ مُـجْ مَـعْ هَدِيـرِ المَـوجِ ؛ إِنَّكُمـا
كَراكِبَـي لُجَّـةٍ حَتمِـيَّـةِ الـغَـرَقِ




.....


العرق :
نوع من الخمور يشرب مزيجًا بالماء , و التعبير : ( على خديها الماء و العرق ) : صورة تعبر عن عدم اكتفائي بلثم خد واحد فقط ؛ فضرورة لثم كلا الخدين كضرورة مزج العرق بالماء .