خزانة الاسكوريال للكتب والمخطوطات العربية النادرة
متحف يقع في جبل واد الرام ويبعد 50 كيلو متر شمال غرب العاصمة الإسبانية مدريد
قام ببناءه فيليب الثاني ملك إسبانيا عام 1557م إبان انتصارات الأسبان في معاركهم مع الفرنسيين.
ويعدّ من أهم منجزاته الحضارية التي تعدّ من أهم الصروح الملكية في أوروبا لضخامتها ومحتوياتها الفنية ومكتبتها الشهيرة.
تضاهي بمحتوياتها وشهرتها المكتبات المشهورة في ذلك العصر، خاصة مكتبة الفاتيكان في روما.
أصل التمسية اشتق من اللفظ الإسباني إسكورياس (مخلفات المعدن المصهور) الدال على الحديد لوجود المتحف في موقع أقدم مناجم الحديد في إسبانيا.
تم تشييد الإسكوريال بعد خروج العرب من الأندلس بنصف قرن أو يزيد، في سنة 1557 ميلاديَّة ، وجمع فيه الملك فيليب الثانى بقايا المخطوطات العربية المتناثرة فى غرناطة.. فكانت نواة مكتبة الدير 183 مجلداً مخطوطاً
تشتهر مكتبة الإسكوريال بما تحويه من كتب ومخطوطات قديمة وأعمال علمية وأدبية لعلماء عرب في القرون الوسطى، وزخارف على قبة المكتبة عبارة عن صور تمثل الفنون السبعة الحرة التي تدرس في الجامعات إبان انشاءها وتمثل النحو والبلاغة والمنطق والحساب والفلك وخصصت الواجهتان الشمالية والجنوبية للفلسفة والعقائد بنقش يعود للفنان تيباليدي.
أول كاتب إسباني قدم عرضا لتاريخ المسلمين في الأندلس هو خوسيه كوندي ألف كتاب (تاريخ الحكم العربي لإسبانيا) ، يعتمد فيه علي مصادر أصيلة مما أطلع عليه من مخطوطات مكتبة الإسكوريال.
أعلن الإسكوريال موقع تراث عالمى من قبل اليونسكو في 2 تشرين الثاني / نوفمبر 1984، ومن أجل الجذب السياحي.
مباني الاسكوريال تحيطها غابات من شجر الصنوبر . يعد منتجعا للراحة إذ يعتقد الإسبان أنه ثامن عجائب العالم تطلب بناؤه إحدى وعشرين سنة.
الإسكوريال مبان أثرية شيدت في القرن السادس عشر الميلادي في سفح جبل وادي الرملة على ارتفاع 1000م عن سطح البحر في قشتالة الجديدة قرب قرية سان لورنزو .
وتعدّ مجموعة مباني الإسكوريال من أهم الصروح الملكية في أوربة لضخامتها ومحتوياتها الفنية ومكتبتها الشهيرة
يؤكد القائمون علي المكتبة بأنها فريدة من نوعها لندرة المخطوطات العربية باعتبارها أجمل وأحسن المخطوطات في أوربا تتوزع حسب مضامينها وعددها إذ أن بعضها لا يوجد إلا فيها.
حضنت «الاسكوريال» كتبا تعد تحفة إسلامية من المخطوطات العربية التي بقيت في قرطبة وبقية مدن الأندلس في اسبانيا وقد اتبع فليب الثاني خطة والده شارل الخامس لبذل الجهود للحصول على الكتب والمخطوطات العربية النادرة في شتى بقاع أسبانيا وما جاورها من الدول الأوربية.
بدأت مكتبة الاسكوريال تنمو حسب نظام يعمل على تأسيس مكتبات كبرى على غرار المكتبات الإيطالية حيث طلب من سفرائه جمع المخطوطات العربية واقتنائها بل كان يقدم المكافآت لمن يمتلك هذه المخطوطات وهكذا أمكن له إثراء خزانة الاسكوريال بالذخائر النفيسة.
وفي العام 1616م أصدر الملك فليب الثالث أمرا طلب فيه أن ترسل إلى خزانة الاسكوريال نسخة من كل كتاب يطبع في الأراضي الخاضعة لملكه فازداد رصيدها من الكتب والمخطوطات ولا سيما نوادرها العربية وغيرها.
ويذكر المستعرب الاسباني براوليو خوستيل الذي شغل مديرا لخزانة الاسكوريال في السبعينيات من القرن الماضي بأنها تحتوي على 45000 من الكتب المطبوعة وخمسة آلاف مخطوط بينها 1870 من المخطوطات العربية.
والواقع أن ما في المكتبة من مخطوطات ليس إلا ما بقي بعد الحريق الذي استعر في خزينة الاسكوريال عام 1671م كما أن عشرين مخطوطا واكثر من 1600 كتاب مطبوع اختفت من المكتبة خلال حملات نابليون على إسبانيا في مطلع القرن الماضي.
أعظم ما اشتهرت به خزينة الاسكوريال المجموعة العربية فهي من أهم ما ضمته المكتبة إذ أنها تنوف عن 2000 كتاب ومجلد مخطوط بالنبسة إلى تاريخها ونوعها وما تمثله من تراث الأندلس الفكري، وتتكون على الأغلب من كتب أندلسية.
وحين سطقت غرناطة آخر القواعد الأندلسية في عام 1492م كانت غرناطة وباقي مدن المملكة الإسلامية مثل ألمرية ومالقة ورندة وبسطة ووادي آش تغص بالمكتبات والمجموعات الخاصة كانت معظم الكتب الأندلسية تسربت عند سقوط المدن الكبرى مثل قرطبة وبلنسية ومرسيا وأشبيلية وغيرها إلى مملكة غرناطة وبعد سقوطها بدأت سياسة الأسبان جهودها للقضاء على ما تبقى من الأمة المغلوبة وكانت الكتب العربية من أهما فجمع منها مايربو على ألف ألف كتاب ومخطوط أحرقت في غرناطة،
حتى جاء الملك كارلوس الخامس في القرن السادس عشر وأمر بجمع الكتب والمخطوطات العربية فجمعت مقادير عظيمة من الكتب في الممالك الأندلسية حملت إلى المكتبة الملكية إلى أن تم نقلها إلى قصر الاسكوريال الذي بناه ولده فليب الثاني.
توجد مكتبة المخطوطات العربية في قسم بحتوي على أكثر من 2000 كتاب ومخطوط عربي لم يحتفظ بها الاسبان إبان سقوط الأندلس لما تحتويه من تراث بل لأنها تحمل قيمة مادية كبيرة من تجليدها الفاخر وخطها النادر وكتابتها بالذهب وسكب حروفها بماء الذهب وما أضيف عليها من نقوش وزخارف نادرة.
سبب شهرة هذه المكتبة هو الذخائر التي تحتفظ بها من المخطوطات العربية، وبعضها نسخ وحيدة في العالم، انها ذخائر يهتم بها الدارسون الغربيون أكثر من اهتمام العرب بها.
تعتبر تلك المخطوطات العربية الأندلسية كنزا ألف معظمه وخطوه بأيدهم علماء أندلسيون ومن أشهر علماء الأندلس المسلمين
الإمام بقي بن مخلد الذي ولد في قرطبة عام 200 هـ ورحل إلى بغداد وتتلمذ على الإمام أحمد بن حنبل ثم عاد إلى الاندلس فصنف في التفسير وكتب مسنده في الحديث والفقه وتوفي عام 276 ه
العالم ابن حزم المتوفى في (456هـ / 1064م) صاحب كتاب طوق الحمامة،
والعالم أبو عبيد البكري المتوفى في (487هـ / 1085م) وهو أول الجغرافيين الكبار بالأندلس، والطبيب أبو زهر الإشبيلي المتوفى في (464هـ / صاحب كتاب “المسالك والممالك”. في الطب 1071م)
الفيلسوف الكبير ابن رشد ( 520هـ / 1198م في الفلسفة،
وابن زيدون المتوفى في عام (1070م)، في الشعر
وغيرهم المئات من علماء الأندلس الذين برعوا في مختلف مجالات المعرفة.
تحسن الاهتمام بها في عام 2005، لتصبح منظمة وبها إنارة تجلي أهميتها وشروط لضبط استعارة المخطوطات.
في عام 1971 قررت الحكومة الاسبانية درج قصر الاسكوريال من ضمن المراكز التاريخية السياحية في اسبانيا والاقسام الرئيسية هي قصر الملك ومكتبته وكنيسة. يحتوي القصر على 15رواقا، و86 سلما، و88 نافورة، وتسعة أبراج.
تعتبر مكتبة الاسكوريال من أهم المكتبات التاريخية الاسبانية، وتحتوي على وثائق اثرية، وتحتوي المكتبة الآن على حوالي 45000 قطعة بين مجلد ومخطوط وخرائط ورسوم ومنحوتات ونقود، والكثير منها يعود الى القرون الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر.
وكجزء من مكملات المكتبة، قسم خاص للمخطوطات القديمة، وتشكل المخطوطات العربية جزءا منها، وقد تم جمع هذه المخطوطات من مناطق مختلفة من اسبانيا وخارجها، وكان السفير ميندوثا في البندقية قد لعب دورا مهما في نقل الكثير من المخطوطات الى الاسكوريال.
وحصلت المكتبة على عدد كبير من المخطوطات العربية تقدر بأربعة آلاف مخطوط عام 1612 بعد اختطاف سفينة السلطان السعدي زيدان، عندما قام بنقل هذه الكتب من مدينة اسفي إلى مدينة أغادير في المغرب، ثم هربت نحو فرنسا، فاعترضت السفن الاسبانية تلك السفينة وصادرت كل ما فيها من المخطوطات.
وهناك مجموعات أخرى أضيفت الى المكتبة ايضا منها مكتبة كوندي لوكي.
وفي عام1671 نشب حريق في الاسكوريال أتى على آلاف المخطوطات، ثم تعرضت مرة أخرى للتلف بسبب الحروب التي خاضتها اسبانيا في حربها ضد فرنسا.
وقد قام العديد من الباحثين بدراسة وفهرسة مخطوطات الاسكوريال، لعل اشهرهم الراهب اللبناني ميشيل كازيري الذي اصدر فهرسا لمخطوطات الاسكوريال في مجلدين بين 1760 و 1770، ومن الذين قاموا بفهرسة كتب الاسكوريال المستشرق ديرنبيرغ.
لقد اهتم الكثيرون بدراسة وفهرسة مخطوطات الاسكوريال، ويزيد عدد المخطوطات عن 2000 مخطوط.
لم تقتصر علي المخطوطات والكتب بل جمعت الكثير من نوادر الاسلحة والسيراميك والبسط وغيرها.
أضيفت إلى المكتبة غنائم معركة عام 1571م بين الأتراك والأسبان في شمال اسبانيا ومن بين الغنائم 20 مخطوطا باللغة العربية والفارسية والتركية بينها نسخة نادرة من القرآن الكريم.
وأضيفت عن طريق الشراء محتويات مكتبة المؤرخ اخوان بيريث دي كاسترو الذي توفي بمدينة كوادالخارا في شهر اذار من سنة 1571.
ومن لشبونة تم ارسال صندوقين من الكتب إلى الاسكوريال تحتوي على كتب ومخطوطات باللغة العربية والتركية والفارسية والعبرية والصينية.
ومن تلك الكتب العربية مخطوط خاص بالادوية المركبة لجالينوس بترجمة حنين بن اسحق ومخطوط اخر هو (تفسير جالينوس لرسالة الاوبئة لابقراط) بترجمة حنين بن اسحق ايضا ومخطوط يحتوي علي اربع دراسات من بينها رسالة شهيرة عن الامراض النسائية وامراض الاطفال لمؤلفها عريب بن سعيد الكاتب القرطبي . فضلا علي القانون في الطب لابن سينا وباللغة العبرية
وحسب احصائيات تلك المدة والتي تعود بالتحديد الي سنة 1575 فان مجموع المخطوطات والكتب المطبوعة انذاك كانت 2820 مخطوطا 1700 مطبوع
وقد اودع الملك فيليب الثاني كتبه الخاصة بمكتبة الاسكوريال لتعم الفائدة بها وبلغ عدد مجموع المخطوطات العربية المسلمة 67 موزعة بين علوم الدين والاعتقادات والفلسفة والطب والرياضيات والقانون.
وخلال عام 1572 تم التفاوض علي شراء محتويات مكتبتين غنيتين بالمخطوطات احداهما لـ(دياغو دي ميندوثا) كان سفيرا للملك في البندقية مما سمح له بجمع الكثير من نوادر المخطوطات بمختلف اللغات وفي شتي العلوم والفنون، والاخري لـ(فرانثيسكو دي ميندوثا كاردينال بورجوس).
وقد اختفت قائمة الجرد الخاصة بتلك المخطوطات والكتب في الحريق الشهير الذي حدث في عام 1671 مع ان ظهور بعض الوثائق في ما بعد قد ساعد علي التعرف علي بعض المخطوطات الاغريقية والعربية التي تم تصنيفها ضمن موضوعات علم الإعتقادات والتاريخ والقانون والطب (وهي اكثرها عددا) والاعتقادات الاسلامية وتم تصنيف 35 من مجموع 263 مخطوطا عربيا كانت ضمن المقتنيات السابق ذكرها.
فى سنة 1671 ميلادية ( 1082 هجريَّة) شبَّ حريقٌ عظيمٌ فى المكتبة، فالتهمت النارُ أغلب المخطوطات، ولم يبق بها غير 1900 مجلد مخطوط باللغة العربية، إلى جانب المخطوطات اللاتينية والعبرية .
لكن المكتبة عادت للنمو مع الأيام، وتزايدت مع الوقت أعدادُ المخطوطات فيها، خاصة بعد أن أُضيف إليها سنة 1876ميلادية (= 1293 هجريَّة) خمسةُ آلاف مجلد ، بأمر ملكى
اما المجموعة التالية من الكتب والمخطوطات العربية التي دخلت مكتبة الاسكوريال عام 1582 فتعود الي ما قامت محاكم التفتيش في غرناطة بمصادرته ومن بينها 32 مجلدا يعالج معظمها حفلات واعياد المسلمين 3 في الطب و 1 في الفلك.
ولدي وصول الطبيب المورسكي الونسو ديل كاستيو الي البلاط الملكي بالاسكوريال تم عقد العزم علي نقل المخطوطات العربية الموجودة في الكنيسة الملكية بغرناطة سنة 1591.
واخر مجموعة مهمة من المخططات العربية التي دخلت مكتبة الاسكوريال في القرن السادس عشر تعود الي بينيتوا ارياس مونتانو بعد وفاته في اشبيلية سنة 1598 وصلت الكتب الي الاسكوريال سنة 1599 وقوامها 34 مخطوطا باللغة العبرية 6 باللغة الاغريقية 26 بالعربية وبهذا يكون الرصيد البدائي للمخطوطات العربية قد تثبتت ركائزه.
وأخر مكتبة غنية بالمخطوطات تم تحويل رصيدها إلى مكتبة الاسكوربال تعود إلى كاسبار دي كوثمان قومس دوق أوليفارس ويبلغ عدد المخطوطات نحو 1000 مخطوط كان صاحبها قد جمعها من بعض الأديرة ومن الخواص.
بدأت عمليات الفهرسة والجرد من بداية تأسيس المكتبة واستمرت إلى يومنا هذا ويذكر المؤرخون أن أهم الفهارس القديمة للمخطوطات العربية تم تدوينه سنة 1598م فيما قام الكثير من الأمناء على المكتبة بإعداد فهارس جديدة من بين أهم تلك الفهارس ما أنجزه ميشيل قصيري الباحث اللبناني الذي وصل إلى مكتبة الاسكوربال سنة 1749م
وقد تمت دراسة ونشر الكثير منها وانجزت بحوث ورسالات دكتوراه علي البعض الاخر إلا انه لا توجد احصائية عن المخطوطات العربية التي لم تبلغها حتي الان ايدي الباحثين والدارسين
ويذكر ان الكثير من تلك المخطوطات قد تم تصويرها علي شكل ميكروفيلم ونقلت الي دول اخري بهدف دراستها وتبقي مئات المخطوطات العربية الثمينة تنتظر دورها علي رفوف مكتبة الاسكوريال علي امل ان تمتد اليها ايدي الباحثين لتنشرها علي الملأ
وكانت الملكة صوفيا ملكة اسبانيا قد اهدت قبل سنوات ميكروفيلم عن مخطوطات الاسكوريال الى مكتبة الاسكندرية في مصر فتحت نافذةً عظيمة للإطلال على هذه الثروة التراثيَّة التى طالما تمنَّى الباحثون أن يتمكَّنوا من نَهْلِ المعارف من ذخائرها المخطوطة التى توارت طويلاً عن الأنظار خلف جدران هذا الدير العتيق الأثرى .
وفي عام 2010 اتم تصوير المخطوطات العربية الموجودة في مكتبة الاسكوريال بمدريد وإعداد نسخ منها على الميكروفيلم وأهديت إلى المكتبة الوطنية بالرباط. في المغرب.
تتألف مجموعة مباني الإسكوريال من القصر الملكي، والدير، والكنيسة، والمعهد الديني، والمتحف، وعدد من الأبنية الصغيرة. ويعود فضل بنائها إلى ملك إسبانية فيليب الثاني (حكم 1556- 1598)، وتعدّ من أهم منجزاته الحضارية. ويرد في الحديث عن بناء هذه المجموعة أن المدفعية الإسبانية كانت قد أصابت خطأ كنيسة سان لورنزو
في أثناء معركة سان كانتان فأراد الملك فيليب الثاني أن يخلد ذكرى القديس لورنزو بمناسبة انتصار جيشه انتصاراً حاسماً في تلك المعركة التي دارت يوم 10/8/1557 وهو يتفق مع ذكرى استشهاد القديس لورنزو (10/8/258م). وتذكر الموروثات أن هذا القديس عذب ووضع فوق مشوى من الحديد المحمّى بنيران فحم ملتهبة.تتألف مجموعة مباني الإسكوريال من القصر الملكي، والدير، والكنيسة، والمعهد الديني، والمتحف، وعدد من الأبنية الصغيرة. ويعود فضل بنائها إلى ملك إسبانية فيليب الثاني (حكم 1556- 1598)، وتعدّ من أهم منجزاته الحضارية. ويرد في الحديث عن بناء هذه المجموعة أن المدفعية الإسبانية كانت قد أصابت خطأ كنيسة سان لورنزو San Lorenzo في أثناء معركة سان كانتان San Quentin فأراد الملك فيليب الثاني أن يخلد ذكرى القديس لورنزو بمناسبة انتصار جيشه انتصاراً حاسماً في تلك المعركة التي دارت يوم 10/8/1557 وهو يتفق مع ذكرى استشهاد القديس لورنزو (10/8/258م). وتذكر الموروثات أن هذا القديس عذب ووضع فوق مشوى من الحديد المحمّى بنيران فحموطبقاً لآخر فهارس مكتبة الإسكوريال الفهرس الذى نشر بباريس سنة 1939، فإن المكتبة تشتمل اليوم على : 4000كتاب مطبوع 1900 مخطوطة عربية 700 مخطوطة يونانية
2086 مخطوطة لاتينية 73 مخطوطة عبريَّة
نالت مكتبة الإسكوريال الكثير من عناية المستشرقين والمفهرسين، وقد عرض نجيب العقيقى فى كتابه (المستشرقون) لمجموعة الفهارس التى حصرت محتويات المكتبة، ثم أشار إلى وجود مجموعات أخرى من المخطوطات العربيَّة فى خزائن ومكتبات إسبانيا .
فمن ذلك
مكتبة مدريد الوطنية، وتضم 606 مخطوطة (مفهرسة
مكتبة جمعية الأبحاث العلميَّة فى خونته ولها فهرس يقع فى 320 صفحة .
.ثم ضمت إليها مكتبة المجلس الأعلى للأبحاث العلمية
مكتبة الإقامة الإسبانية فى تطوان وبها 5650 كتاباً و757 مخطوطة.
مكتبات الجامعات والمعاهد والمراكز ومجمع التاريخ، ولكل منها فهرس مستقل.
وبالإضافة إلى هذه المكتبات (العامة) هناك مجموعةٌ كبيرة من المخطوطات العربية، تضمها المكتبات الخاصة لكبار المستشرقين الإسبان المعاصرين ، أمثال: جانيجوس، وكوديرا، وآسين بلاثيوس. وغيرهم من أعلام الاستشراق الإسبانى ، الذين حظوا دوماً بتقدير المجامع العلمية المتخصصة.
غير أن مجموعةَ دير الإسكوريال تهيمن أكثر مجموعات المخطوطات العربية فى إسبانيا شهرة وأهمية ، ولم ينشر من مخطوطات مكتبة الإسكوريال العربية، سوى بضع عشرات ! وهى إشارة تدعو إلى العناية بهذه الذخيرة التراثية
من المخطوطات العربية المحفوظة فى خزانة دير الإسكوريال ، ماهو نادر ، لاتوجد منه نسخةٌ أخرى فى أى مكتبةٍ من العالم، مثل مخطوطة كتاب العلامة ابن خلدون لُباب المحصل التى كتبها بخط يده سنة 752 هجريَّة ولا يسمح لمثل هده النسخ لمسها باليد.
كما أن هناك مجموعة مخطوطات نادرة ضمن مجموعة الإسكوريال منها ما يربو على 20 كتاب مخطوط لأشهر المؤلفين كتبت في الفترة بين عام 473 ه حتى 670 ه
من تلك المخطوطات
شرح رسالة جالينوس إلى أغلوقن فى التأتِّى لشفاء الأمراض، لعلى بن رضوان كُتبت سنة 473 هـ
كتاب المقامات للحريرى أبى محمد القاسم بن على البصرى، المتوفى 516 هجريَّة كُتبت فى حياة مؤلِّفها، سنة 483 هـ.
شرح الجمل فى النحو، لأبى الحسن على بن خروف الإشبيلى (المتوفى 606 هجريَّة) كُتبت قبل وفاة مؤلِّفها بعشرة أعوام، سنة 596 هـ.
وكتاب أخبار عقلاء المجانين، لأبى الأزهر محمد بن زيد النحوى ( المتوفى 325 هجريَّة) مخطوطة جيِّدة، يعود تاريخ نسخها إلى سنة 670 هـ.
بعد أكثر من خمسة قرون على سقوط آخر معاقل الحضارة الإسلامية (غرناطة) على يد الأسبان عام 1492م، تطالب بعض الجمعيات الإسبانية السلطات بإنشاء مكتبة في مدينة غرناطة ليتم جمع المؤلفات الإسلامية التي نجت من الإحراق حين سقوط الحكم الإسلامي في الأندلس وتسببت بضياع وتفرق الكتب في إسبانيا ودول أوروبية أخرى.
وترى أن تجميع الكتب الناجية من الإبادة أمرا ملحا لاستعادة الذاكرة الأندلسية”.
وكانت آلاف الكتب والمخطوطات الأندلسية التي خطها أبرز المفكرين والعلماء المسلمين (أغلبهم من أصول إيبيرية)، أحرقت عام 1502م بعد أن أصدرت الملكة الكاثوليكية إيزابيلا قرارها الشهير بمطاردة وملاحقة المسلمين الأندلسيين، فأقيمت محرقة للتراث العلمي الأندلسي في ساحة “باب الرمبلة” بغرناطة.
كان هدف الإحراق “فرض نسيان شامل ومسح التاريخ الأندلسي من الذاكرة واقتلاع الشعب الأندلسي من جذوره”. عندما كان اللهب يرتفع في السماء بباب الرمبلة كان العالم يخسر كنزا عظيما (…) إن عملية الإحراق التي أشرف عليها الكاردينال المسيحي سيسنيروس، تعتبر إبادة حقيقية لأجيال طويلة من البحث العلمي والتأليف”.
واليوم تسعى حكمة المثقفين من الأسبان إلى إنشاء مكتبة خاصة تضم جميع الكتب الأندلسية التي نجت من الإحراق.
أذ أن بالإمكان إنشاء مكتبة كبيرة في (غرناطة) تضم الكتب الناجية من النار، إضافة إلى الكتب التي تم تأليفها بعد ذلك، ولها صلة بتلك المرحلة”. وأن “عددا من هذه الكتب موجود حاليا في مكتبة (الأسكوريال) الشهيرة شمال غرب مدريد، تضم مئات الكتب والمخطوطات العربية في مختلف صنوف المعرفة تعود للحقبة الأندلسية وأن عودتها لغرناطة أصبح ضروريا”.
وقد يتم الانتهاء من بناء المكتبة المرتقبة عام 2013، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الألفية لإنشاء مملكة غرناطة.
تجميع الكتب الناجية للحضارة الأندلسية هو تذكر الكتب التي تم إحراقها في الساحة تجاوز مليونا وخمسة وعشرين ألف كتاب.
لم تحرق جميع الكتب الأندلسية، حيث جرى إنقاذ آلاف الكتب التي تم حملها إلى منطقة “ألكالا” (القلعة) قرب مدريد. وتم حمل الكتب التي أفلتت من الحرق من غرناطة إلى أمكان أخرى بإسبانيا، في الوقت الذي كانت المدينة في أمس الحاجة للاستفادة من تلك الكتب”.
ويقول مؤرخون إسبان: إن الكثير من الكتب الناجية نقلت إلى كنائس إسبانيا ليستفيد منها الرهبان، إضافة إلى آلاف الكتب العلمية التي توزعت بمختلف البلدان الأوروبية، والتي لعبت دورا كبيرا في النهضة العلمية والثقافية التي عرفتها أوروبا خلال تلك الفترة.
ولم تكن الكتب وحدها التي تعرضت للإحراق، بل إن آلاف الأندلسيين المسلمين تعرضوا للإحراق أحياء في الساحات العامة خلال محاكم التفتيش الرهيبة التي أشرفت عليها الكنيسة الكاثوليكية بتحالف مع الملكة إيزابيلا والملك فيرديناند.
الفردوس المفقود