ومضة من كتابين
الومضة الأولى من "قصة الحضارة" .. حيث نقل صاحب الكتاب رأي أحد الأطباء :
(( يقول الدكتور أولفر وندل هولمز، بعد حياة طويلة قضاها في شفاء المرضى : ( لن يتردد الناس في أداء شيء ، بل ليس هناك شيء لم يؤدوه فعلا، في سبيل استعادة العافية وإنقاذ الحياة، فقد رضوا أن يُغْرقوا في الماء نصف إغراق، ويخنقوا بالغاز نصف إخناق،ورضوا أن يدفنوا في الأرض إلى أذقانهم، وأن يوصموا بالحديد المحمى مثل عبيد قادس،ورضوا أن يُقَصّبوا بالمدى كأنهم سمك القُدّ، وأن تثقب لحومهم بالإبر، وأن تشعل المشاعل على جلودهم، ورضوا أن يجرعوا كل صنوف المقززات وأن يدفعوا لذلك كله أجرا كأنما سَلْقُ الجسم وإحراقه ميزة ثمينة ) {ص 139جـ1 مجلد1 ( قصة الحضارة ) / ول ديورانت}.
وعلى العكس من ذلك نجد في تراثنا العربي هذه القصة :
( قدم أعرابي إلى المصر،فأكل فُطرا { في الهامش : الفطر : حبات العنب أول ما تبدو} فأصابته ذبحة،فقيل له :
"إن الطبيب بعث أن يحلب في فيك.
فقال : ما زلت أسمع باللئيم الراضع ولا والله لا أكونه،قال : فتموت إذا،قال : وإن مت){ص 51 ( نوادر الأعراب ) / أحمد عوض) .}
استومضها لكم : محمود الشنقيطي