من موسوعة الكحيل للإعجاز العلمي في القرآن الكريم
عن كلمة ( الحُبُك ) في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) الآية 7 من سورة الذاريات
واكتشافات العلماء التي تثبت بها صدق كتاب الله تبارك وتعالى والتي أكدت نظريات في علم الفلك سوف يتم اكتشافها بعد أكثر من 1400 سنة!!! وقد حدث في القرن ال 21 ذلك :
وهي تدل على ثلاثة معانٍ رئيسية كما يلي :
1- الحبك هي الطرق
قد تبين للعلماء أن الكون عبارة عن مجموعة من المجرات والنجوم والدخان والثقوب السوداء والنجوم الطارقة والنجوم اللامعة ومكونات أخرى... وجميع هذه المخلوقات تسير وتتحرك وتجري على مسارات محددة تشبه الطرق السريعة highways وكل الأجرام الكونية تتحرك حركة دقيقة جداً عبر هذه الطرق..إذاً الحقيقة العلمية تؤكد أن السماء ذات طرق! وهذا ما أنبأ عنه القرآن..
وهذا هو القرطبي والطبري وابن كثير وغيرهم من المفسرين قالوا:هي الطرائق وهي جمع لكلمة حبيكة. وبالفعل نحن نرى اليوم هذه الطرق التي لم يرونها من قبل، ولكنهم آمنوا بها لأن القرآن أنبأهم عنها.. فسبحان الله!
وفي هذه الصورة تظهر المجرات وهي تتدفق عبر مليارات السنين على ما يشبه الطرق السريعة، هذه المجرات تتدفق بسرعة هائلة وتتجمع فيما يشبه العقد، ثم تنطلق منها طرق أخرى .. وهكذا..
هذا الرسم يمثل التدفق السريع للمجرات واتجاهاتها وكيف أن النظام هو الذي يحكم هذا الكون، لا مكان للفوضى، لا مكان للعبث، ولا مكان للعشوائية أو المصادفة.. ولذلك فإن الآية الكريمة (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات: 7] تعبر تعبيراً دقيقاً عن هذه الحقيقة التي تعتبر اليوم حقيقة يقينية
2- الحبك تعني النسيج المحكم
فسر العلماء هذه الكلمة أيضاً على أنها تدل على النسيج القوي والمحكم، فهذا هو القرطبي يقول في تفسيره: قال ابن عباس وقتادة ومجاهد والربيع: ذات الخلق الحسن المستوي. وقاله عكرمة; قال: ألم تر إلى النساج إذا نسج الثوب فأجاد نسجه; يقال منه حبك الثوب يحبكه بالكسر حبكا أي أجاد نسجه
وقد أظهرت أحدث الدراسات الكونية أن المادة المظلمة في الكون وهي تشكل نسبة عالية منه مع الطاقة المظلمة، وهي التي تتحكم بمصير المجرات، وتجبرها على التحرك باتجاهات محددة لتشكل نسيجاً كونياً رائعاً، لم يتم الكشف عنه إلا في القرن 21 ولكن القرآن كشفه لنا بكلمة واحدة هي (الحبك) فسبحان الله!
صورة للخيوط الكونية التي تمتد لملايين السنوات الضوئية (كل سنة ضوئية تساوي تقريباً 10 مليون مليون كيلومتر)، ونرى آلاف المجرات وهي تظهر كنقاط مضيئة. فسبحان الذي أبدع هذا النسيج المحكم، بل وأنبأ عنه بكلمة واحدة بل وأقسم بهذه الظاهرة العجيبة: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات: 7]..
صورة للنسيج الدماغي مأخوذة بواسطة مجهر خاص يدعى fluorescence microscope وتظهر الخلايا العصبية للدماغ البشري وهي تشبه إلى حد كبير النسيج الكوني للمجرات، مع فارق بسيط وهو الحجم! والسؤال: ألا يدل هذا التطابق العجيب على أنه لا مصادفة في الكون، بل هو خالق واحد سبحانه وتعالى.. www.duke-nus.edu.sg
3- أمواج من الحبك
في عام 2014 تبين للعلماء أن الكون جاء نتيجة تضخم كبير أو توسع مفاجئ حدث قبل 13.7 مليار عام تقريباً، وبسببه نشأت النجوم والمجرات... والشيء الغريب أن هذا التوسع المفاجئ أطلق موجات تشبه تلك الخطوط التي ترسمها أمواج البحر على الشاطئ الرملي!
هذه الأمواج تميز السماء وتعتبر صفة مميزة لها اليوم، ونستطيع رؤيتها والتقاطها وتسجيلها من خلال مراصد فلكية متطورة، وتبين أن الأمواج التي أطلقها الكون في بداية تشكله ترسم خطوطاً ثلاثية الأبعاد ولكن أقرب شيء لها إذا أردنا أن نتخيل، هو الكثبان الرملية التي تضربها الرياح أو ما تتركه أمواج البحر على الشاطئ من أثر يشبه أنصاف الدوائر
عندما يضرب ماء البحر هذه الرمال فإنه يرسم خطوطاً متجعدة تدعى باللغة الإنكليزية ripples هذه الخطوط المجعدة تشبه إلى حد بعيد الأمواج التي أطلقها الكون في بداية تشكله.
هذه الخطوط المتشكلة على الشاطئ الرملي!! فهذا هو القرطبي يروي تفسيرة لكلمة (الحبك) فيقول: قال الضحاك: ذات الطرائق; يقال لما تراه في الماء والرمل إذا أصابته الريح حبك. ونحوه قول الفراء; قال: الحبك تكسر كل شيء كالرمل إذا مرت به الريح الساكنة، والماء القائم إذا مرت به الريح، ودرع الحديد لها حبك، والشعرة الجعدة تكسرها حبك. ولكنها تبعد من العباد فلا يرونها .
وهذا يعني أن العرب قديماً فهمت من هذه الكلمة أن للسماء صفة مميزة وهي هذه الأمواج المتجعدة على الشاطئ.. ولكن هذه الحبك تبعد عن العباد فلا يرونها
هذه الخطوط ترسمها الرياح عندما تحتك بسطح الماء وهي ما تعرفه العرب منذ عصر الجاهلية بأنه: الحبك. وهذا الشكل يشبه شكل الأمواج التي أطلقها الكون، وأصبحت صفة مميزة لهذا الكون تستحق أن يقسم بها البارئ عز وجل، والله لا يقسم إلا بعظيم.. سبحانه وتعالى.
إن هذه الكلمة تشهد على صدق كلام الله تعالى، وأن هذا القرآن هو الحق من عند الله، وأن محمداً هو رسول بلغ ما أوحاه الله إليه بأمانة وإخلاص.
بقلم عبد الدائم الكحيل ( منقول بتصرف )