التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل ، والاستعداد ليوم الرحيل .
كل من نخافه نهرب منه ، إلا الخوف من الله سبحانه وتعالى ؛ فإننا عندما نخشاه ونخافه نفر إليه ونتضرع له أن يرحمنا ويغفر لنا
وهذا الشعور الصادق المخلص النية في الرجوع إلى الخالق بالخوف منه وخشيته ليفرج الكرب ويزيل الهم والغم هو مدخل المؤمن
المخلص إلى الجنة ورضا الله جلّ وعلا .
وأضرب مثلين للخلق ( عبيد الله ) في الدنيا ، ويوم القيامة ،
عن سعيهم إلى رضا خالقهم والخوف من عقابه وطلب رضوانه عنهم :
ففي الدنيا أذكر قصة عن
أبي داوود صاحب السنن النبوية الشريفة
قال : رأيت رجلا وأنا على شاطيء البحر قد عَطَسَ ؛ فبحثت في جيبي فوجدت درهما فاستأجرت به قاربا وعبرت البحر حتى أتيت العاطس فقلت له
( يرحمك الله )
ثم عدت بالقارب إلى مكاني
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( اشترى رجل الجنة بدرهم )
وفي يوم القيامة : أروى قصة معروفة عن رجل عند الحساب والميزان فقد تساوت كفة حسناته بكفة سيئاته ، فقيل له اذهب فابحث لك عن حسنة تثقل ميزانك حتى تدخل الجنة ؛ فظل يبحث بين أهل المحشر يوما من أيام الآخرة مقداره خمسون ألف سنة مما تعدون عمن يعطيه حسنة ليدخل الجنة ، فتخلى عنه أهله والناس كل يقول نفسي نفسي ، حتى كان آخر اليوم فقابل رجلا ليس عنده إلا حسنة واحدة ؛ واعتقد أنها لن تنجيه من دخول النار ، فقال له خذ حسنتي لتدخل الجنة ، فقال له تأتي معي أمام الله والخلائق فتهبها لي أمام الله ، فلما سأله ربه عن سبب تخليه عن حسنته ، قال : لترحم بها هذا الرجل ليدخل الجنة ،
فقال له الله سبحانه وتعالى : وأين رحمتي التي وسعت كل شيء ،
خذ بيد أخيك فادخل معه الجنة؟!!