اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
"وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)" [سورة إبراهيم]
عن أَبي موسى رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (( إنَّ الله لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ ، فَإِذَا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ )) ، ثُمَّ قَرَأَ : { وكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } [ هود : 102] مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
عن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (( ثلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَات لاَ شَكَّ فِيهِنَّ : دَعْوَةُ المَظْلُومِ ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) . وليس في رواية أَبي داود : (( عَلَى وَلَدِهِ )) .
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ.صحيح البخاري
ويقول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ ، فَإنِّهَا تَصْعَدُ إلَى السَّمَاءِ كَأنَّهَا شَرَارَةٌ (1) " انظر صَحِيح الْجَامِع : 118 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2228
( كأنها شرارة ) : كناية عن سرعة الوصول , لأنه مضطر فى دعائه .
ذكرت كتب السيرة والتاريخ , بأن خالد بن يحيى البرمكي لما نكب , وكان وزيرا, سجن هو وابنه , ولما كانوا في السجن , وهما مصفدين مغلولين مقهورين مأسورين , قال : الابن لأبيه يا أبتِ بعد العز أصبحنا في القيد والحبس بعد الأمر والنهي صرنا إلى هذا الحال !!! فقال : يا بُنِي دعوة مظلوم سرت بليل , ونحن عنها غافلون , ولم يغفل الله عنها .
لا تظلمن إذا كنت مقتدرا ... فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك وعين الله لم تنم
عن رجاء بن حيوة أنه سمع قاصا في مسجد منى يقول : ثلاث خلال هن على من عمل بهن البغي والمكر والنكث قال الله عز و جل :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ " ، وقال: " وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ "، وقال تعالى: " فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ ".
ذر البغي إنَّ البغي موبق أهله ... ولم يعدم الباغي من النَّاس مصرعا
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم ) حديث صحيح
وقيل: من سلب نعمة غيره سلب نعمته غيره .
وسمع مسلم بن بشار رجلا يدعو على من ظلمه فقال له: كل الظالم إلى ظلمه فهو أسرع فيه من دعائك .
ويقال: من طال عدوانه زال سلطانه .
وقيل :يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم .
فلم أر مثل العدل للمرء رافعا ... ولم أر مثل الجور للمرء واضعا