ونقلت صحيفة "هآرتس" عن أحد كبار الأطباء تصريحه أنه "كان بالامكان تشخيص المرض أو عوارضه لدى فحص شارون بالأشعة المقطعية في المرة الأولى". ويصيب مرض "الترسب الشمعي في الأوعية الدموية للدماغ" (سيريبرال اميلويد انجيوباتي) الكبار في السن، وهو السبب في 20فى المئة من حالات الإصابة بالسكتة الدماغية، ولا يوجد له أي علاج.
ويمكن أن ينجم الترسب الشمعي في الأوعية الدموية للدماغ عن عيب وراثي. ويمكن عموما تشخيصه من خلال صور الأشعة المقطعية للدماغ أو أخذ عينات منه ثم تحليلها في المختبر. ويتسبب المرض في تكون جلطات دموية أو نزيف دماغي وربما بظهور مرض الزهايمر.
وتم تشخيص المرض عبر صور الأشعة المقطعية التي أجريت بعد إدخال شارون إلى المستشفى في المرة الثانية، كما نقلت "هآرتس" عن طبيب مشارك في علاج شارون. واكتفى الناطق باسم مستشفى هداسا روك كرومر الذي يرقد فيه شارون، بالقول تعليقا على هذه الإنباء "إننا منشغلون حاليا بعلاج رئيس الوزراء ونكافح لإنقاذ حياته. نحن لا نهتم بأي شيء آخر".
وقال طبيب آخر لـ "هآرتس" إن السؤال يكمن في معرفة إن كان المرض أو أي مؤشرات بشأن هذا المرض كان يمكن تشخيصها من خلال صور الأشعة المقطعية التي أخذت لشارون بعد إصابته بالجلطة الأولى. و قال الطبيب طالبا عدم الكشف عن اسمه "إذا كان ممكنا تحديد المرض من خلال تلك الصور ولم يحدث، فسيشكل ذلك أخفاقا كبيرا بالنسبة لمستشفى هداسا".
إلى ذلك، لم يطرأ أي تغيير على وضع شارون ولا يزال الأطباء يواصلون عملية التقليل من الأدوية المخدرة من أجل الكشف عن حجم الأضرار التي أصابت الدماغ، وذلك وفقا لما صرح به مصدر طبي مسؤول في مستشفى "هداسا" صباح الثلاثاء.
توسع استيطاني!
في هذه الأثناء يشعر سكان معاليه ادوميم، اكبر تجمع استيطاني في الضفة الغربية المحتلة، أنهم لن يتأثروا بالتغيرات السياسية بعد شارون الذي حماهم ورعاهم خلال السنوات الأخيرة، وأكدوا أنهم سيواصلون توسيع مستوطنتهم.
وقال الناطق باسم بلدية المستوطنة حزقي زيسمان إن "هدفنا هو التوسع. نحن لا نخشى الزوال. لكن لو جاء رئيس وزراء عمالي بعد شارون، ستتوقف مشاريع التوسع".
وأضاف أن شارون "كان واضحا في إفهام الجميع أن معاليه ادوميم مقدسة ولا يمكن المساس بها. كل وزرائه تلقوا الأمر بتقديم تسهيلات لنا وأسهمت أسعار المساكن التشجيعية وموقع المستوطنة والضرائب المخفضة والتعليم والرعاية الصحية المجانية آلاف الإسرائيليين على شراء مساكن في المستوطنة المزدهرة التي أصبحت تعتبر مدينة في 1992".
وقالت مرسيديس خاكاك التي تسكن في المستوطنة منذ سنة 2000 "نحن هنا لنعتني بالقدس ونزداد اقترابا منها يوما بعد يوم. شارون جعلنا أقوى وأكبر. نكن له كل اعجاب، ونتألم من اجله، واذا فاز حزب كاديما (الذي اسسه شارون في نوفمبر) في الانتخابات وأصبح أيهود اولمرت رئيسا للوزراء، لن يكون هناك ما نخشاه لأنه هو أيضا صديق لمعاليه ادوميم".
اندحار الاحتلال
من جانبه توقع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل أن يسهم رحيل شارون عن المسرح السياسي في إضعاف الكيان الصهيوني. وقال إن انتهاء عهد الجنرالات على المسرح السياسي الصهيوني سيساعد على اندحار الاحتلال وصعود الفلسطينيين تمهيدا لاستعادة ارضهم المحتلة ومقدساتهم.
وطمأن مشعل في مقابلة مع قناة "العالم" الفضائية الإيرانية السلطة الفلسطينية بأن حركة حماس لا تسعى للتفرد بالحكم إذا فازت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقبلة مؤكدا ضرورة تكامل الاهتمامات بين الفصائل الفلسطينية وأنها ترغب في إنهاء حالة الجمود والفساد والتفرد بالسلطة على حد تعبيره.
المصدر
http://ejabat.google.com/ejabat/thre...022c4af8&pli=1