الشاعر محمد عاكف ارصوى ولد في شوال عام 1290 من الهجرة النبوية الموافق عام 1873 من الميلاد في حي السلطان محمد الفاتح بمدينة إسطانبول ، فأبوه هو محمد طاهر أفندي، الذي كان من المدرسين بجامع الفاتح الذي يعتبر مقر المؤسسات التعليمية في عهد الخلافة العثمانية وكان لقبه «تميز» أي نظيف نظراً لنظافته في ملبسه ومأكله ومشربه وجميع أحواله. وأمه هي أمينة شريفة هانم كانت من عائلة متدينة قدمت من بخارى إلى توقاد ثم إستانبول وسكنت في حي الفاتح .

بدأ تعليمه في مدرسة الأمير البخاري قرب جامع الفاتح، وهو ابن أربع سنوات، فدرس بها عامين، ثم انتقل إلى المدرسة الابتدائية قرب دار التوقيت لجامع الفاتح ودرس بها ثلاث سنوات وكان أبوه يعلمه مبادئ اللغة العربية أيضاً. ثم انتقل إلى المدرسة «الرُّشدية المركزية» في الفاتح أيضاً ومن الأساتذة الذين أثروا فيه تأثيراً كبيراً الأستاذ قدري أفندي، لغزارة علمه وثقافته العالية في اللغة العربية والفارسية والفرنسية. وفي نفس الوقت لم ينقطع عن متابعة دروس أبيه في اللغة العربية بحيث ارتقى مستواه فوق مستوى أقرانه في جميع مراحل تعليمه وخاصة في اللغات الأربع: التركية والعربية والفارسية والفرنسية ثم انتقل بعد ذلك إلى المدرسة الملكية ومنها إلى مدرسة البيطرة حيث تخرج فيها وكان ترتيبه الأول على زملائه.

عين عقب تخرجه موظفاً لدى وزارة الزراعة بقسم الشئون البيطرية وقد أتاحت له تلك الوظيفة زيارة عدد كبير من المناطق في الأناضول في بلاد البلقان والجزيرة العربية، واختلط بأهل تلك البلاد وتعرف عليهم وعايشهم وقد بدأت حياته الوظيفية في عام 1893م وانتهت عام 1913م وكانت آخر وظيفة تولاها هي نيابة الشئون البيطرية، وكان في تلك السنوات يلقي دروساً في الأدب في دار الفنون «جامعة إستانبول» وكلية الزراعة في حلقة لي في إستانبول، ثم استقال من وظيفته في دار الفنون ووزارة الزراعة وبقي على دروسه بكلية الزراعة ولم تتوقف زياراته لأجزاء الدولة العثمانية بعد أن ترك وزارته، فزار مصر قبيل الحرب العالمية الأولى، وزار الحجاز وعاد إلى إستانبول. وبعد عودته بشهور بدأت الحرب العالمية الأولى فذهب خلالها إلى برلين ثم إلى نجد بالجزيرة العربية، وفي عام 1926م اختارته جامعة فؤاد الأول «القاهرة الآن» لتدريس مادة الأدب التركي في كلية الآداب فقام بعمله خير قيام وكان اول مؤسسى قسم اللغة التركية بالجامعة و اقام بمصر لمدة 11 عام اثرى فيها الحياة الثقافية بالعديد من اعماله الرائعة .

ثم أنشأت المشيخة الإسلامية بإسطانبول داراً أطلقت عليها «دار الحكمة الإسلامية» وتم تعيينه سكرتيراً لهاوفى أثناء الحرب العالمية الأولى وحرب الاستقلال الوطني لعب دور عظيم حيث ألقى خطباً عديدة، لإثارة حماسة الوطنيين وشحذ هممهم للوقوف في وجه الأعداء ومقاومتهم. وتعددت الانتفاضات وتزايدت قوات المقاومة حتى عم الجهاد المسلح جميع البلاد التركية، وكانت نقطة الانطلاق للحركة الوطنية هي مدينة «أنقرة» فانتقل إليها وانضم إلى المجاهدين هناك. وواصل جهاده من أجل الدين والوطن فزار مدناً كثيرة ـ فاستأثرت به رحمة الله في اليوم السابع والعشرين من شهر ديسمبر عام 1936م، ووسد جثمانه الثرى في مقبرة الشهداء في منطقة أدرنَهْ قابو بمدينة إسطانبول .

و من عجائب القدر ان الشاعر القومى التركى توفى بمبنى يدعى مصر باسطنبول ، مما دعا البعض الى ان يقول ان ارصوى ترك مصر بجسده و لكنه لم يتركها بروحه .
و من اهم اعماله :

: 1ـ صفحات وهو اسم كتابه الأول . 2ـ على منبر السليمانية. 3 ـ أصوات الحق. 4 ـ على منبر الفاتح . 5ـ مذكرات . 6 ـ عاصم . 7ـ ظلال ، وقد نشرت هذه الكتب باللغة العثمانية التركية التي كانت تكتب بالحروف العربية. 8ـ تم تلحين بعض أشعاره مثل: النشيد الوطني التركي ـ بلبل ـ دعاء الجيش ـ الشهيد المجهول «شهداء جناق قلعة ، و ـ له مائة مقالة فكرية نشرت في مجلتي «الصراط المستقيم» و«سبيل الرشاد» اللتين أصدرهما مع صديقه الأديب الأستاذ أشرف أديب. 10ـ له زهاء خمسون ترجمة بين طويلة وقصيرة ومواعظ عشر. 11ـ
و ترجم مجموعة من الكتب إلى اللغة التركية مثل: أـ «المرأة المسلمة» للعلامة محمد فريد وجدي، وكان رداً على كتاب قاسم أمين «المرأة الجديدة». ب ـ الدفاع عن الإسلام أمام هانوتو للشيخ محمد عبده. جـ ـ الجواب على الكنيسة الأنجليكانية للشيخ عبدالعزيز جاويش. دـ كتاب «أضرار المسكرات على البشرية» وكتاب «العودة إلى الإسلام» وهما لسعيد حليم باشا الوزير العثماني. 12ـ أعد مشروعات مؤلفات أخرى ولم يتسع وقته لإنجازها مثل: حجة الوداع ـ عاصم الثاني ـ صلاح الدين الأيوبي. وهو يرحمه الله فيما يكتب، وفي شعره خاصة داعية للإسلام فالشعر عنده وسيلة من أجل غاية شريفة ولاغاية أشرف من الإسلام والدعوة إليه وهو يدعو إلى الوحدة الإسلامية وهي في نظرة دليل الإخلاص للعالم الإسلامي لذلك طالب ببقاء الخلافة، ونبذ دعاوي العصبية للقوميات وبعثها من مواتها، لأن في ذلك موات للوحدة الإسلامية. وهو يعادي أسلوب التغريب، ، لذلك جاء شعره مثقلاً بهموم أمته ومانزل بها من ازمات ...الاذاعة و التليفزيون التركى بمصر
المصدر
http://www.akhbaralaalam.net/news_detail.php?id=41674