من حقيبة الشمس

حِينٌ من الشِّعْر،ظبيٌ، والنوى سَبَبُ
ألقى سؤالا نما في إثره الطلبُ
ما بالُ وجهِِكَ في أُخْدُوْدِهِ تعبٌ
يطفو، وآنسة ُ التَّشويق ِ تضطربُ
في بركة من رُعافِ الشمس قد ولغت
فيها الأعاصيرُ يبدو، واللمى قِرَبُ
فوضى الكآبة ِ في خَدَّيْكَ راسمة ٌ
أشلاءَ شكوى، وفيها ينخَِرُ الشَّغَبُ
كأنَّ وجهَك موءودٌ بتربته
لونُ الرجاءِ، وفيه الإثمُ يُرتكب
يبني عليه رماد ُ البين ِ ملحمة ً
من وصفها تابَ عن رسم ِالضنى أدبُ
مازلتَ في سفن الآلام مرتحلا
مجدافُك الأمُّ ثكلى ، والحُطامُ أبُ
وَاحدودبَ الصَّبْرُ في جفنيك،وانخفضت
عن مستوى العِين ِ في قاع الجوى أُرَبُ
هذي النوائبُ في صَدغيك دالية ٌ
ساقيتَها غُرْبَة ً، فاسَّاقَطَتْ رُكَبُ!!
ما بين ضلع المسا والفجر ِ يا زمني
هيَّجَتَ بي وطنا ، بالنبض يرتقب
على جبينك تحقيقٌ ومتَّهمٌ
والشاهدانِ ِ كثيبُ اللوم واللهبُ
لمَّا تَسَمَّرَ حرفي، واليراعُ سعى
بين القوافي،جرى من مقلتي السببُ
أحكمتُ قوسَ شرودي ،فانكشفت سما
صفراء َ يرجُمُها بالعثرة ِالهربُ
واسَّابقتْ تُوْدِعُ الحارات ِ أخيلتي
في بيدرٍ غَلَّفَتْ أسرارَه الكتبُ
أغلقتُ دارة َ إنصاتي على مقل ٍ
حوراءَ ، إن أطلقت سهما فبي عطبُ
كفّاك آنستي يطفو بحزنِهما
قيدٌ تَمَرَّغ في سلساله التعبُ
ترصَّعتْ بحريق اللفظ لهجتُها
أنثى يشاغلني عن صمتِها عنبُ
قالت : ووجهي لا شِعرٌ يغسله
والعمرُ من عتباتِ الشيب ِ يقتربُ
منذ ارتحلت َعن الأحباب، عانسة ً
ماتت دواتُك، والأوراق ُ تنتحبُ
كأنَّ فيها بجَفن الضوء من شجنٍ ٍ
ما يجعل الصبحَ غصنَ الوهن ِيحتطبُ
بالدمع مكتبة ُ الأحداق أقرؤها
وجدا، فيبكي سطورَالهمة ِالعجبُ
فيم اكتأبت؟، وسطر ُالبين هامشُه
زمَّت عليه صحافُ القهر ما كتبوا؟
قلتُ: استميحيه نجما بعدَ صحوتِه،
قَرْنا سيبقى عليه من دمي غضبُ
خلفَ الضباب شراعُ البين ينشرني
ميتَ البحار ِ،وميناءُ الدُّنى عتبُ
عني الأوانس مالتْ والنسيب غفا
والعيدُ عن شمعة النسرين محتجبُ
عكازةُ الغزل ِ استقوت بهلوسة ٍ
مجنونة ِ اللحن ِ، لا يصبو لها الطربُ
صبري على جمرات الشعر أرفعُه
همسا ، فتنهارُ في أعماقي الخُطَبُ
أنا ابن حوران، هل أنكرت عاطفة ً
منها الأصيل بكف النذر مختضبُ؟؟
قاموس عينيك حقلٌ، والفصولُ أنا
من بلدة عرفتْ فتيانَها الشهب
حورانُ أمي وأصحابي ، وعائلتي
فيها، وجذري إذا ما عقَّني النَسَبُ
حبي الخليجُ ، بصدق الورد ألثِمُه
وللكويت شَغافي ، والهوى عربُ
معجونة بدمي يا مصرُ من أزل
والضفتان لبغداد ِ المنى عَصَبُ
وللمحيط حصانُ الشمس يحملني
ما استنهض الفجرَ من عين ِالكرى أدبُ
والروح بالشام ، يا للشام ، حاضرة
منها سأجمع نيسانَ الألى ذهبوا
ولتعلمي أن فلَّ الشام آزرني
بالغوطتين ربيعا ، عطرُه ُ حلبُ
حورانُ: يا لخميل القمح سَنْبَلَني
روحا، وبيدرني عشقا لمن طلبوا
ودَّعتُها ، ونبيذ ُ الحُلْم ِ في شفتي
ما سال من قِربِة ِ الآصال مغترب


ــــــــــــ