جرحٌ وثورة
.....................
أسمعتَ
أم رأيتَ
إنّ الخطوَ يثقلُني
وأنا أمشي إلى المجهول
والخوف يتبعني
أرأيتني
أمشي د ماً
والنّزف يؤلمني
أمشي على الآهات
والصمت يجرفني
يجتاز بي
حدود الوقت والأحلام
يؤخذني بعيدا
في اللّظى
أو في السّديم
ويصرخ
هل تعلّمت صخب السكون
أم قرأت
ضجيج عقارب الزمن اللعين
أم سكبت الحنظل المطحون
في آنية الوقت السّقيم
أم تُراك من العبث اقتربت
وخرجت من خوابي الظلم
لتصرخ في وجه التتار
يا سيدي
أنا لا أعرف الثّوّار
أنا مذ نشأتُ
لم أقرأ أناشيد الفخار
وقرّرت أن أسكن القبو
وأن أنصت للفحيح وللنعيب
لكنّك يا سيدي
لم تعرني بالاً ولا وقتاً للنحيب
لم تعطني فرصة لأكون
حتى من العبيد
فما زلت تسحقني ..وتمنعني
وتقمعني ..عندما
أخرج للهواء
عندما يظهر في وجهي
لون الدماء
مازلت تقطعني.. كل يوم قطعة ...
أو قطعتان
لقد مات بريق حرفي
وصارت قصائدي حطبا
وكلامي هشيما للرياح
حتى دمائي تجمّدت
من برودة القبو
وصقيع الأمنيات
لكنْ.....
يا من كنت يوما
سيّدي
لكنني سأقمع الخوف
وأكسر جنون الطغاة
وسأعيد لأحرفي وهجها
الذي لا تريد
سأكتب عن ظلمك
على الغيوم والأشجار
في ظلّ الفيافي وفي القفار
سأكتب على الرمال
على الدماء
على جثث الشهداء
سأصرخ في المنابر
محدّثا عنك
عن الطاغوت
لن أملَّ الموت
والتعذيب
ولو منعتني من الكتابة
ولو اشتهيت قتلي
سأكتب على موتي
وأصرخ في الهواء
وفي القبور
لن تسكت صوتي
بعد أنين الصمت
لن تُخرس حرفي
بعد لهيب الموت
أيها المقتول يوما
لن تهدأ ثورتي
وسيزداد الأوار
.......
بسام
30/9/2009