(( حُسْنُ الدين ِوالخُلـُق ))


خير الأنام إذا ما قال قد صدقا = وأكْمَلُ الخَلـْق ِ مَنْ فاق الورى خُلـُقا



وأحسنُ الناس أخلاقا فـمجلسُهُ = قرب َ الرسول بيوم الحشر قد سَبَقا



أعلى الجنان ذوو الأخلاق مسكنُهُمْ= بشرى الحبيب لهم إنْ قال قَدْ صَدقا



تلقى الكثيرَعلى الاسلام ظاهِرهُمْ = لكنَّ أخلاقهَمْ مَـنْ شـامَها بَصَقا



صلَّى وصام ولا تـَلـْقـاهُ ذا أدَبٍ = إنْ قـال شَـطَّ ولا يخشى وإنْ سرقا



يعصي ويظلمُ ما فاتته معصية ٌ = حـتى الـكـبائر يـغـشاها لو احْتَرَقا



أينَ الصلاة ُ التي لم تنْهَ صاحبَها = أيـْنَ الـحـيـاءُ وَحَـدُّ الله قَـدْ خَرَقا



إني لأعْجَبُ من دين بلا خُلُقٍ = أوْ كـان ذا خُلــُق ٍ ينسى الذي خَلـَقا



أتَدَّعي الدين يا هـذا مجامـلـة ً = والله يـعلم مـا فـي القلب إنْ خَفـَقـا؟



تبدو مَلاكا أمامَ الناس ملتزماً = وإنْ خـلوْتَ فـشيـطـانٌ إذا اسْـتـَرَقا



أليس يعلمُ من يُبدي تـَدَيـُّنََهُ = ويُفْسِدُ النَّاس أنَّ الدينَ قد حَلـَقا؟



إنِّي أخافُ على الاسلام مِنْ رَجُلٍ = قال الرسول بليغ القول قد فَسَقا




هذا المخادع يَسْتهويك مجلسُهُ = عند اختبارٍ فـَذِئبٌ سـاء مُـرْتـَفَـقـا




ما أطيب المرء إنْ طاب َالفؤاد به= والنُّطْق ُطاب كما في القلب وانْطبقا




ما أجمل الدين والأخلاقَ تـَلْبَسُها = هما الـكمـالُ و إلا تـلـبـَس الـخَـلـَقـا




وأي شعب أبى إلا بـِخَـلْـعـِهِـمـا = فاعـلـمْ نـذيـرَ دمــارٍ بـيـنـهـم نـَعَـقـا



دينٌ بلا خُلق كالورد مُفـْتـَقَِدٌ = طـيـبَ الروائح ذاوٍ ما اكتسى ورَقَا
هو المنافق يُبدي حُسْنَ ظاهِرِه ِ= والقلبُ مات ويُخـْفي الخُبْثَ والمـَلـَقا



هل تـَلـْبـَسُ الثوبَ لو ناداكَ مظهرُهُ = ولا مكانَ به إلا وقـد خُرِقا؟



أما الخَلوق ُ ودينُ الله يهجرُهُ = لا يـقبـلُ اللهُ أعْـمالاً بغير تـُقـى



هل تأكلُ النبتة َالخضراءَ مَنْظَرها = بـين الـمـزابل تنمو طولـُها شَهَقا؟



ماذا تقولُ لمن قد لانَ ملمسُهُ = والـسُّـمُّ فيه ومن أنْيابه دَفـَقا



ماذا تقول لمن قد طاب منطِقـُهُ = وعـنـد غَـضْبَتـِهِ بالكفر قد نَطـَقا




ما ذا تقول لمن بالدين مُشـتهِرٌ = عند الحقوق إذا ما طولب انْصَعَقا



مال ُ الحرامِ بظلم ِ الناس يأكـُلهُ = ويـحمـَدُ الله أنْ بـالمـال قد رُزِقا



وكلُّ لحـم نما بالسُّحْت موئـلـه ُ = للـنار حتـما وربـي مالـَهُ مَحَقا



ينسى الإلهَ وفي دنياه مُنـْشَغِلٌ = لا الدين أبقى وفي دنياه قد عَـلـِقا



أما الكريمُ كريمٌ في خلائقِهِ = والـدين ُ منهجُهُ باق ٍ ولو شَهـِقا



من كان ذا خُلق والدين ُ غايتـُهُ = أرْضى الإلهَ وفيه الناسُ قَدْ وَثـِقا



حتى العروسُ إذا ما جاء يخطِبُها = قال الرسول ُ فأعطوهُ إذا طَرَقا
هي السعادةُ طول العُمْر تصحَبُهُ= فالدينُ نـورٌ وأخـلاقٌ بها انـْطلقا



كيف الحياة بلا ديـن ولا خُـلـُقٍ = فالموتُ أرْحَمُ يُنْسي الهمَّ و الأرَقا



فكيف تصبرُ عن فُحْشٍ مجاهرَة ً = وكيف تصبر عن هَرْجٍ إذا نَهَقا



وكيف تصبر عن طَيْشٍ وعربدةٍ = ومنكرات تراها عَمَّتْ الطُرُقا



وكيف تصبر عن حـُكـْمٍ به سـَفـَهٌ = لا يقبلُ الحقَّ مَنْ إنْ قالَـهُ سَحـقا



أعوذ بالله أنْ أحْيا إلى زَمَنٍ = الشَّرُّ فيه يُغَطِّي الكوْنَ والأفـُقا



ما أصعَبَ العيشَ والأخلاقُ غائبَةٌ =عيـش الوحوش ونحيا الخوفَ والقلقا
لا خيرَ في أمَّة ضاع الحياءُ بها = إن ْضاع ضاعَتْ وذاقوا الذل والرَّهـَقا



كم أمة اُهـْلـِكـَتْ ساءتْ خلائقـُهـُمْ = صاروا حديثا فلا تتبعْ مَنْ انْزَلـَقـا



الحُرُّ يبحثُ عن عيش يليق بهِ = ويُـنـْقـِذ ُالناسَ مَنْ بالـشر قد غَرِقا



هي الدروسُ لأهْل العلم موعـِظَةٌ = إذا اتعظتـُمْ فصونوا الدينَ والخـُلـُقـا



لا يستـوي أبـدا ليلٌ بظلمـتهِ =والنور يضحكُ عند الفجر وانفلقا



شتـّان بين حياة الذل تحكمُنا = وبـيـن حـكـم كتـاب اللـه قـد عَـبَـقا




دينٌ عظيمٌ وأخلاقٌ إذا اجْتمعتْ= في المرء نال كلا الداريْن والألقا



والـدُّرَّتـانِ إذا إحـداهـمـا انـْفقـدَتْ = بِئسَ المصيرُ لِمَنْ قَدْ ضَلَّ أو أبَقا



ما أكرم العيش َإنْ عشنا بـِظـِلـِّهِما = نصرٌ وخيرٌ وغـيث ٌ نازل ٌغـَدَقـا