تصريحات أحد فئران الأنابيب
محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــ
1
" في عشق أحجار القصور
طويت حلمي جانباً
و نسيت دوري…
وهمست في أذن الفراشة
طالباً أن أمتطيها ظافراً
بين الزهورٍ
متسلّقاً جبل الخرائط
عابراً مرج الصقور
متقلّداً ريش الحمام
و في يدي اليسرى غروري
فأنا ابن جرحٍ قد توارى
عن شفاه الصابرين
مع ابتسامات السفير
مُذْ قال لي أنّي غدوت صديقه
فعلام أجلس في الزوايا
حاملاً قهر العصور..؟!
و علام أحتضن الثرى
و أنا الأمير ابن الأمير…؟!
أبتاع أفئدة العذارى شاطئاً
للذكريات و للحبور
و أُرجّع الألحان قرب المقلة الحيرى
لتمنحني سروري … ".
2
" إنّي أحبّ فراشتي
و أحبّ ربات الخدور
و أصبّ في كوبي رحيق الورد
و صفيّ الخمور
فأنا سليل الحانة الكبرى
المليئة بالنهود و بالخصور
ألقيت من جيبي تصاويري القديمة
و البطاقة…
و الأماني الخضر …
و جواز المرور
و جعلت مزرعة الجماجم
منجماً للمائسات
الباحثات عن المصير
الخارجات على الصراط
الهائمات بلا نصير …".
3
" عشرين عاصمة هدمت
لما يسمّى بالضمير
فحصدتُ أوسمة البراعة
في معاقرة الشرور
و طمست تاريخ التراحم …والسماحة …
و القصورِ
حطّمت أرقام البطولات العظيمة في النفير
فغدوت أشهر لاعبٍ
عبر الدهورِ ….".
4
أطلق فراشتك المثيرة
و اكتشف كلّ الثغور
و اكسب كما تهوى الوحوش الضاريات
من الضحايا كاللهيب المستطير
وارحل إلى أقصى الكواكب
نم بأعماق الجحور
و اشرب دماء الخلق خمراً مسكراً
قرب الغدير
فغداً سيحجبك الثرى
والملتقى يوم النشور
الثلاثاء، 18 أيار، 1999