ما بعد الموت فلسطينيا
----------------
عندما لايكون لك وطن .....
حيا أو ميتا .....
ولا توجد مقبرة ....
* * * *
وتبقى صبرا وشاتيلا في الأذهان ماثلة .....
الموت بالهوية الفلسطينية واللبنانية التقدمية عنوانها تلك مسالة -
مذبحة – قضية وطن ...
ومن جانب – السؤال الفلسطيني الحائر بعد مرور اقل من عام على المذبحة أين أبناؤنا , أين أزواجنا ...؟؟
نسال فقط عن مكان دفنهم ....!! حيا أو ميتا .....!!
ولتبقى الإجابة ثابتة .... لايوجد مطار يستقبلك ....!!
مادمت فلسطينيا ...!! ولا توجد مقبرة .....!!
* * * *
مسالة المطار عرفناها , طحنتا وطحناها ....
عجنتنا , كسرت عظامنا , لم نهتز لها , ولم تئن ضلوعنا حفرت في ظهورنا علامات كشواهد القبور متجمعة .....!!
ليست مشكلة فالاختيار لا زال واردا .... الاختيار بين الزنزانة وبين المقصلة ....!! ذلك قدر فلسطيني ....!!
لكن القدر الأشد قسوة ومرارة هو ما بعد المقصلة !!!! و أين تعلق رقابنا , جثث رجالنا ....؟؟
رأيت هذا السؤال في عيني طفل فلسطيني حائر بعد مولده وموت
والده ....!! كان السؤال هو :-
كيف يتعرف هذا الطفل على شاهد قبر والده بعد زمن من هذا الزمن ؟
والموت فلسطينيا ليست الآن المشكلة ....!!
ان ما بعد الموت فلسطينيا هو المشكلة
عندما تجندل جسد دلال المغربي برصاصات خمس أو ست , أحبت أن تدفن بعد الموت فلسطينيا , بوطن شكلته في أتوبيس على الأقل سيكون اختيار فلسطينيا على الأرض الفلسطينية , مادم الموت هو فلسطيني ....وكما ووجه حيا بالرصاص .. لكنها قررت أن تدفن في أرضها الفلسطينية , وعاش الاختيار الفلسطيني بعد أن صنع من الناقلة وطن ...
فعندما لا يكون لك وطن لا يوجد مطار يستقبلك
حيا أو ميتا ولا توجد مقبرة
* * * *
هكذا حال المقهورة دائما ....
المغلوب على أمراه أبدا ....
في الحل والترحال أمره ليس بيده ...
تلك هي أهمية الوطن ....
حرية الاختيار في كيفية الموت ....
فمن بلا وطن لا يملك القدرة على اختيار الوطن ....!! حيا أو ميتا ....!!
تلك المأساة المفجعة ....
حيا يقولون لك : ليس لك قرار وطني ...؟؟
أنا متفق معك , فهل تسمح لي بالعمل فدائيا من جبهتك ...!!
وميتا , سيقولون لك : ليس لك أن تختار مقبرة ...؟؟ قد تكن البقاع , قد تكون تونس أو بنزرت وقد تتعفن جثتك في إحدى المطارات , وتحرق مع باقي الأوبئة ....
انت بلا وطن ... فأنت وباء مستتر ... كما هو غال هذا الوطن ...!!
كم هو جميل الموت على أرضه ...!!
كم هو محزن التفكير في ما بعد الموت فلسطينيا ...!!
وعندما لا يكون وطن
حيا أو ميتا
لا يوجد مطار يستقبلك
ولا توجد حتى مقبرة ....
--------------------------------------