منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    ديمقراطية القطار

    ديمقراطية القطار

    رغم أن أساتذة فنون الحوار والخطابة، ينصحون تلاميذهم أن لا يبدءوا حديثهم مع الآخرين بنكتة، لاعتباراتٍ يسوقونها في تبرير نصيحتهم، فإنه ـ وعلى خلاف تلك النصيحة ـ تقفز نكتة أخوة الشهيد السبعة الذين أعطتهم الدولة سيارة (سعة سبعة ركاب) تكريماً لأخوَّتِهم للشهيد، شكوا لخالهم أن ليس هناك مردود ولا ربح من تلك السيارة، فلما أعلن شكوكه بأن السائق يسرقهم، بادروا على القول بأنهم لا يتركوا السيارة لحظة واحدة، فهم (السبعة) يركبون معه باستمرار! فاقترح عليهم تغيير السائق لأنه يجلب النحس!

    جاء اقتحام تلك النكتة فسحة التفكير في الديمقراطية والتخلف الذي يصيب بلادنا العربية، من أن تساؤلاتنا لا تتوقف: لماذا لا نتقدم كبقية الشعوب؟

    إذا كانت الحرية توحي لمن يسمع لفظها برحابة المكان وامتداد حدوده، فإن ما يعكر اكتمالها وجود القيود الكثيرة والتقنينات التي تسوقها وِفق مسارٍ بعينه يحدده من منح تلك الحرية لشعبه!

    وعندما نقول قيود، فإنه لا يُفهم من حديثنا إطلاق الحريات بشكل يتنافى مع قوانين السماء والطبيعة، فترك الحرية لسوَّاق السيارات أن ينطلقوا عندما تكون الإشارة (حمراء) سيؤدي الى إزهاق الأرواح وإتلاف الممتلكات، وترك الأطفال على (دلالهم) أن لا يذهبوا للمدارس، سيزيد في نسبة الأمية، والتجاوب مع الأطفال إذا صرخوا رافضين جُرعات التلقيح ضد الشلل والجدري سينشر مثل تلك الأمراض الخ.

    المواطنون متساوون في فُرصهم بالتسابق على تَبَوُّء مراكزهم في التراتب الهرمي للمراكز الإدارية والسياسية والنقابية والبلدية وغيرها. هذا ما تَنُصُ عليه الدساتير في كل بلدان العالم ومن بينها بلداننا العربية.

    لكن أن نرى ديمقراطية في العراق وفلسطين مثلاً، ونريد أن ندرب أنفسنا على التصديق بأنها (ديمقراطية) نكون نضحك على ذقوننا وعلى عقولنا، فالتسابق في ظل الاحتلال لتبوء المراكز القيادية أشبه ما يكون بالضحك على أسماك في حوض (زينة) أنها حرة في حركتها والتجول بين فقاعات الأكسجين والنباتات المصطنعة وحبيبات الطعام المُصنع، فكيفما تذهب السمكة ستصطدم بجدار ـ حتى وإن كان شفاف ـ وشفافيته هنا تفضح قلة عقل تلك الأسماك. نسيَ هؤلاء أنه لا حرية بلا تحرر.

    أما في البلدان العربية الأخرى، فالديمقراطية تختلف من أحواض أسماك الى خطوط سكك حديدية، إن خرج عنها المرشح (يتدهور)، و تبدأ بمحطة المواطن وتنتهي بمحطة الحاكم، فهي مفصلة على هذا الأساس بصيغٍ لا تجلب الأكفاء، بل تجلب من يضمنون بقاء الحال على ما هو.. ومع ذلك يتسابق الناس على ممارستها رغم قناعاتهم بعدم جدواها..

    ونسأل لماذا لا نتقدم؟


  2. #2
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    يسكنني العراق
    المشاركات
    1,581

    رد: ديمقراطية القطار

    الحرية في بلادنا تشمل السلطان وحاشيته
    في (أخذ راحتهم) و(مد أرجلهم)
    أما الرعية فعليهم أن يشربوها
    تحيتي وتقديري
    حين تحترم الآخرين إنما تحترم نفسك
    فحاذر أن تكون في مكان ليس فيه محترمين

  3. #3

    رد: ديمقراطية القطار

    الإجابة سهلة جدا ولكن الحل كيف سيكون هذا هو السؤال..
    لك احترامي
    أسامه
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

المواضيع المتشابهه

  1. لا تركب القطار وهو يتحرك !
    بواسطة أحمد حلمي في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-14-2012, 07:32 AM
  2. الشيخ الوقور وركاب القطار
    بواسطة حسين خلف موسى في المنتدى حكايا وعبر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-19-2009, 02:49 PM
  3. القطار لم يمر بعد...
    بواسطة مصطفى الطاهري في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-15-2009, 10:34 PM
  4. القطار (قصّة قصيرة جدّا)
    بواسطة سعيد محمد الجندوبي في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 04-28-2008, 10:58 PM
  5. هل سمعتم بقصه الشيخ الوقور وركاب القطار؟
    بواسطة مصطفى الطنطاوى في المنتدى حكايا وعبر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-15-2007, 07:27 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •