قيلولة بين زلزالين (*)

عبدالوهاب محمد الجبوري

(1)

بلادي .. قيلولة بين زلزالين

زلزال ٌ مختوم بالشمع الأصفرْ

ينام على أفكٍ معصوب َ العينين

يسوم كلَّ رذيلةٍ وجه السهل الأخضر

يُغرق البيداء جراحا ً سمراء

وجوها وندوبْ

أرشيفه الحراب والحروبْ

يضاجع جثثا تعرفني

كانت إذا عبرَ ، أو تنكّرْ

(تجذب أذيالي .. تستوقفني )

مرة تهبّ من رقدتها

تسمو على كل الذرى

تصبو نسورا

مرة تمتد على الأفق

تمد ّالظلال َ سعيرا

الصَلب ُعلى أهدابِ رمح ٍ

( ينتظر صحوة أخوية )

زلزال ٌ آخر

كان منا بعيد

يتثاءب من ألف عام ويزيد

ثم تحالف على الموج مع القرصان

فتناثرت أوجاعنا

بين السحرة والكهان

توقِد ُما تبقى من مآقينا

شهبا حمراء

تقاسم الشمس دفء الشواطيء العربية

فيصبح فؤادي ربيئة عمري الموزّع

( بين هجير الحياة

وأحلامي المطرية )


(2)

الريح تعوي في مجون

تكتظ دخانا في مسرانا

تتصابى .. تتوانى

تطوف بنا زمهرير الشتاء

تتشمّم .. تلعق

وما زالت تتساقط على الدماء

تود لو أن العيون تفقد شهيتها

لو أن لها في الظلام عشاقا خدّج

ودموعا تنوح بها

لكن ومضة الشعاع في أحداقها

أقسمت بكل طرف ٍ قاصر

أن تسرج اللهيب َ في ليل ماطر

تزرع الصحارى نجوما ً

لعشاقها العائدين

وسنابل في الأمسيات

( تجدلها أوسمة تهتك ضباب الحاسدين )

(3)


يا ويلكم

كيف نسيتم ؟

أن القبور التي تحفرون

ستكتظ يوما بارجاسكم

وان الرصاص الذي تطلقون

سيرتدّ في عدّ أنفاسكم

أما تدرون

أنكم مدركون

حيثما كنتم

أو ستكونون

(4)

يا ويلكم

سأكتب بدمي أسمها البدوي

واجعل شموع :

القاف

والدال

والسين

شعرا ً في المساء يؤنسني

ورصاصا ًعند الصبح يطربني

يا ويلكم لو تدرون

أنكم مدركون

فلا عاصم من هدير الغائب

الآتي على ناصية البرق

لو تعلمون

***

(*) القصيدة محدثة