أحقا مات؟
قصة قصيرة للأديب الإيطالي:
Lugi Pirandello
لويجي بيرنديللو *
نشرت في المجلة العربية عدد محرم 1428هـ
ترجمها عن الإنجليزية: خلف سرحان القرشي
-----------------------------------------------------------------
أضطر الركاب المغادرون روما، في القطار الليلي السريع، للتوقف حتى يبزغ الفجر، في محطة صغيرة في (فابريا نو)، ليواصلوا رحلتهم في قطار محلي صغير، ذي طراز قديم ليقلهم إلى (سيلومونا).
بحلول الفجر، في واحدة من عربات الدرجة الثانية، هواءها فاسد، تعج بالدخان، كان خمسة أشخاص قد أمضوا ليلتهم هناك. انضمت إليهم امرأة ضخمة، مستغرقة في حزن عميق، بدت وكأنها كتلة بلا ملامح ، ومن ورائها زوجها يلهث ويئن، رجل ضئيل الجسم، ذو وجه نحيف، له عينان صغيرتان ومشعتان، بدا خجولا ومضطربا.
ما إن أخذ مقعده، وشكر بلطف الراكب الذي ساعد زوجته، وأفسح لها مكانا، التفت إلى زوجته محاولا إصلاح وضع شالها، وبأدب جم سألها:
- هل أنت على ما يرام عزيزتي؟
لم تجبه، سحبت شالها ثانية نحو عينيها وكأنها تريد إخفاء وجهها.
تمتم الرجل بابتسامة حزينة: - تعب كلها الحياة.
شعر بأهمية توضيح الأمر لبقية المسافرين، فزوجته تستحق الشفقة لأن الحرب أخذت منها ولدها الوحيد. شاب يافع في العشرين من عمره، كرسا له حياتهما تماما، حتى أنهما غادرا منزلهما في (سيلومونا) ليلحقا به في روما إبان دراسته هناك. بعد ذلك سمحا له بالتطوع للحرب، بعد أن أكد لهما بأنه لن يرسل للجبهة على الأقل في الأشهر الستة الأولى من انضمامه، لكنهما وعلى غير توقع، تسلما منه برقية، مفادها أنه يتوجب عليه الذهاب إلى الجبهة في غضون ثلاثة أيام، ويطلب منهما أن يأتيا لوداعه.
كانت المرأة تتململ تحت شالها الكبير، وأحيانا تدمدم مثل حيوان بري، واثقة من شعورها بأن إيضاحات زوجها تلك لن تحظى بأي تعاطف، من قبل هؤلاء الأشخاص الذين هم في الأغلب في نفس محنتها.
قال أحدهم بعد أن استمع لزوجها باهتمام شديد :
- عليك أن تشكر الله، لأن ابنك لن يذهب للجبهة إلا الآن، سيدي. إن ابني قد ذهب إلى هناك منذ أول يوم اندلعت فيه الحرب، عاد إلينا مرتين جريحا، وعاد أدراجه ثانية إلى الجبهة!!!
أضاف أخر:
- وماذا بوسعي أن أقول، لي ولدان في الجبهة الآن ولأخي ثلاثة.
تجرأ الزوج، وقال:
- قد تكون على حق. بالنسبة لنا الوضع مختلف، إنه ابننا الوحيد.
- وما الفرق؟ قد تفسد ابنك الوحيد بالاهتمام المفرط به، لكن يستحيل أن تحبه أكثر لو كان لديك غيره. الحب الأبوي ليس خبزا يمكن تقسيمه إلى قطع توزع بالتساوي بين الأبناء. إن الأب يعطي لكل واحد من أبنائه كل حبه، من غير تفضيل، بغض النظر عما إذا كانوا واحدا أو عشرة. إنني عندما أعاني من أجل أبنائي الاثنين، فأنا لا أعاني نصف المعاناة لكل منهما،بل أعاني الضعف....
تنهد الزوج المحرج وقال:
- حقا، لكن لنفرض – ونتمنى أن لا يحدث هذا لك – أن أبا له ولدان في الجبهة وفقد أحدهما، سيبقى له ولد آخر يعينه ويواسيه، لكن من ليس له إلا ولد وحيد فـــ ..........
- نعم، يتبقى لديه أخر ليعينه ويواسيه،.... لكن ذلك الذي يبقى، يتوجب على والده أن يعاني من أجله أيضا أما في حالة الأب ذي الولد الواحد، فلو مات ذلك الولد، فبوسع الأب أن يموت أيضا، ويضع نهاية لمحنته. فيا ترى أي الحالتين أسوأ ؟ ألا تتفق معي أن حالتي أسوء من حالتك؟
قاطعهما مسافر ثالث، رجل بدين ذو وجه مشوب بحمرة، وعينين محمرتين، كان يلهث ويكاد يتفجر من عينيه المتورمتين' عنف داخلي، لا يستطع جسده الواهن احتواءه، قائلا:
- هراء.
كرر الكلمة، محاولا تغطية فمه بيده، كما لو كان يريد إخفاء موضع سنيه الأماميتين المفقودتين، وأردف: -
- هل ننجب أبناءنا من أجل مصلحتنا؟
حملق فيه بقية المسافرين بضجر، وأجابه ذلك المسافر - الذي لديه ابن في الجبهة منذ أول يوم نشبت فيه الحرب- قائلا:
- أنت على حق، أطفالنا ليسوا لنا، إنهم للوطن.
وهنا ردٌ عليه الرجل البدين بقوة:
- هراء، وهل نفكر في الوطن عندما ننجبهم، أبناؤنا ولدوا لأنهم ..... حسنا .... لأنهم لا بد وأن يولدوا، وعندما يأتون إلى الحياة، فإنهم يأخذون حياتنا معهم... تلك هي الحقيقة. نحن لهم، لكنهم ليسوا لنا، وعندما يبلغون العشرين، فإنهم يكونون تماما، ما كنا عليه في تلك السن، نحن أيضا كان لكل منا أب وأم، ولكن كانت هناك أشياء أخرى كثيرة: ألأصدقاء، السجائر، الأوهام، العلاقات الجديدة....والوطن. من يا ترى منا عندما كنا في العشرين، كان يسمع لأبيه وأمه عندما يقولان له (لا). الآن وفي سننا هذه، حب الوطن ما زال كبيرا، بالطبع، ولكن أكبر منه، حبنا لأطفالنا، هل يوجد منا من يمانع أن يكون مكان ابنه في الجبهة لو استطاع إلى ذلك سبيلا؟
ساد صمت مطبق، بيد أن كل شخص أومأ برأسه موافقا.
واستطرد الرجل البدين:
- لماذا إذن لا نأخذ بعين الاعتبار مشاعر أطفالنا، عندما يبلغون العشرين؟ أليس من الطبيعي في هذه السن أنهم يعدون حبهم للوطن أعظم من حبهم لنا؟ إنني أتحدث عن الأولاد الصالحين. أليس من الطبيعي أن تكون المسألة على النحو التالي: أبناؤنا ينظرون إلينا على أننا أولاد كبار لم يعد بوسعنا الحراك وعليه لا بد أن نبقى في منازلنا، فطالما أن الوطن حاجة فطرية، مثله مثل الخبز فيجب على كل منا أن يأكل منه كي لا يموت جوعا، فلا بد أن يكون هناك من يدافعون عنه. لقد هبٌ أبناؤنا لذلك عندما بلغوا العشرين، لذا فهم لا يريدون منا دموعا، وإذا ماتوا فسوف يموتون سعداء مبتهجين، إنني أتحدث عن الأولاد الصالحين، وماذا يمكننا أن نرجو أكثر من ذلك لشاب مات سعيدا من غير أن يطوله الجانب القبيح من الحياة،السأم، التفاهة، خيبات الأمل. نعم ما الذي نرجوه له أكثر من ذلك؟ يجب أن يكف كل شخص عن البكاء، ويضحك بملء فيه، كما أفعل أنا، أو على الأقل يشكر الله كما أفعل أنا أيضا لأن ابني قبل أن يموت بعث إلي رسالة يقول فيها بأنه سيموت راضيا لأنه أنهى حياته بأفضل طريقة كان يرغبها، ولهذا السبب، وكما ترون فأنا لم أرتد أي لباس حداد من أجله.
أزاح معطفه الخفيف ليريهم أنه لا يرتدي تحته سترة حداد، كانت شفته المز رقة ترتجف فوق موضع سنيه المفقودتين. عيناه الشاخصتان مغرورقتان، أنهى حديثه بإطلاق ضحكة مدوية بدت كأنها تنهيدة.
ووافقه الآخرون بقولهم :
- حقا..، حقا.
جلست المرأة العجوز تستمع وهي متكومة في زاوية تحت شالها، تستمع، إنها منذ ثلاثة أشهر تحاول أن تجد في كلمات زوجها وأصدقائها شيئا ما فيه مواساة وعزاء عن حزنها العميق، شيئا ما يريها كيف يكون بوسع امرأة أن تذعن لفكرة إرسال ولدها ليس حتى إلى الموت ولكن إلى أي مكان فيه خطر محتمل على حياته. ومع ذلك لم تجد ولو كلمة واحدة من بين كل ما قيل تشفي علتها. وتعاظم حزنها لعدم رؤيتها أحدا كما ظنت يشاركها مشاعرها.
غير أن الوضع تغير الآن، فكلمات هذا الراكب، حيرتها وصدمتها، جعلتها تكتشف فجأة بأن الآخرين ليسوا هم الذين على خطأ، ولم يفهموها، بل هي نفسها التي لم تستطع أن ترقى بنفسها إلى مستوى هؤلاء الآباء والأمهات، الذين لديهم الرغبة ليكيفوا أنفسهم، من غير بكاء، ليس فقط على مغادرة أبنائهم بل حتى على موتهم.
أطلت برأسها، وسحبت نفسها، تحاول الاستماع باهتمام شديد إلى كل التفاصيل التي سيسردها الرجل البدين لمرافقيه عن الطريقة التي سقط بها ابنه بطلا من أجل مليكه ووطنه، سعيدا من غير ندم، بدا لها لحظتها وكأن قدمها زلت بها في عالم لم تحلم به قط، كانت مسرورة جدا لسماعها بقية الركاب، يهنئون ذلك الأب الشجاع الذي استطاع برباطة جأش الحديث عن سقوط ابنه ميتا في سبيل الوطن.
فجأة، كأنها لم تسمع شيئا من كل ما قيل، وكأنما أوقظت من منام، التفتت نحو الرجل البدين سائلة إياه:
- هل حقا مات ابنك؟
حملق فيها الجميع،التفت إليها الرجل العجوز بدوره مثبتا على وجهها نظرة عينيه الكبيرتين المتورمتين الشاخصتين، لوهلة حاول أن يجيبها، لكن الكلمات خذلته، نظر إليها محدقا، وكأنه فقط عند ذلك السؤال الغبي، اكتشف فجأة أن ابنه قد مات فعلا، وذهب إلى الأبد، نعم إلى الأبد، انكمش وجهه، وصار مشوها بشكل مفزع، في عجلة خطف منديلا من جيبه ووسط حيرة الجميع، انخرط في بكاء مرير ---------------
----------------------------------------------------------------------------------------
The passengers who had left Rome by the night express had had to stop until dawn at the small station of Fabriano in order to continue their journey by the small old-fashioned local joining the main line with Sulmona.
At dawn, in a stuffy and smoky second-class carriage in which five people had already spent the night, a bulky woman in deep mourning was hosted in—almost like a shapeless bundle. Behind her—puffing and moaning, followed her husband—a tiny man; thin and weakly, his face death-white, his eyes small and bright and looking shy and uneasy.
Having at last taken a seat he politely thanked the passengers who had helped his wife and who had made room for her; then he turned round to the woman trying to pull down the collar of her coat and politely inquired:
"Are you all right, dear?"
The wife, instead of answering, pulled up her collar again to her eyes, so as to hide her face.
"Nasty world," muttered the husband with a sad smile.
And he felt it his duty to explain to his traveling companions that the poor woman was to be pitied for the war was taking away from her her only son, a boy of twenty to whom both had devoted their entire life, even breaking up their home at Sulmona to follow him to Rome, where he had to go as a student, then allowing him to volunteer for war with an assurance, however, that at least six months he would not be sent to the front and now, all of a sudden, receiving a wire saying that he was due to leave in three days' time and asking them to go and see him off.
The woman under the big coat was twisting and wriggling, at times growling like a wild animal, feeling certain that all those explanations would not have aroused even a shadow of sympathy from those people who—most likely—were in the same plight as herself. One of them, who had been listening with particular attention, said:
"You should thank God that your son is only leaving now for the front. Mine has been sent there the first day of the war. He has already come back twice wounded and been sent back again to the front."
"What about me? I have two sons and three nephews at the front," said another passenger.
"Maybe, but in our case it is our only son," ventured the husband.
"What difference can it make? You may spoil your only son by excessive attentions, but you cannot love him more than you would all your other children if you had any. Parental love is not like bread that can be broken to pieces and split amongst the children in equal shares. A father gives all his love to each one of his children without discrimination, whether it be one or ten, and if I am suffering now for my two sons, I am not suffering half for each of them but double..."
"True...true..." sighed the embarrassed husband, "but suppose (of course we all hope it will never be your case) a father has two sons at the front and he loses one of them, there is still one left to console him...while..."
"Yes," answered the other, getting cross, "a son left to console him but also a son left for whom he must survive, while in the case of the father of an only son if the son dies the father can die too and put an end to his distress. Which of the two positions is worse? Don't you see how my case would be worse than yours?"
"Nonsense," interrupted another traveler, a fat, red-faced man with bloodshot eyes of the palest gray.
He was panting. From his bulging eyes seemed to spurt inner violence of an uncontrolled vitality which his weakened body could hardly contain.
"Nonsense, "he repeated, trying to cover his mouth with his hand so as to hide the two missing front teeth. "Nonsense. Do we give life to our own children for our own benefit ?"
The other travelers stared at him in distress. The one who had had his son at the front since the first day of the war sighed: "You are right. Our children do not belong to us, they belong to the country..."
"Bosh," retorted the fat traveler. "Do we think of the country when we give life to our children? Our sons are born because...well, because they must be born and when they come to life they take our own life with them. This is the truth. We belong to them but they never belong to us. And when they reach twenty they are exactly what we were at their age. We too had a father and mother, but there were so many other things as well...girls, cigarettes, illusions, new ties...and the Country, of course, whose call we would have answered—when we were twenty—even if father and mother had said no. Now, at our age, the love of our Country is still great, of course, but stronger than it is the love of our children. Is there any one of us here who wouldn't gladly take his son's place at the front if he could?"
There was a silence all round, everybody nodding as to approve.
"Why then," continued the fat man, "should we consider the feelings of our children when they are twenty? Isn't it natural that at their age they should consider the love for their Country (I am speaking of decent boys, of course) even greater than the love for us? Isn't it natural that it should be so, as after all they must look upon us as upon old boys who cannot move any more and must sit at home? If Country is a natural necessity like bread of which each of us must eat in order not to die of hunger, somebody must go to defend it. And our sons go, when they are twenty, and they don't want tears, because if they die, they die inflamed and happy (I am speaking, of course, of decent boys). Now, if one dies young and happy, without having the ugly sides of life, the boredom of it, the pettiness, the bitterness of disillusion...what more can we ask for him? Everyone should stop crying; everyone should laugh, as I do...or at least thank God—as I do—because my son, before dying, sent me a message saying that he was dying satisfied at having ended his life in the best way he could have wished. That is why, as you see, I do not even wear mourning..."
He shook his light fawn coat as to show it; his livid lip over his missing teeth was trembling, his eyes were watery and motionless, and soon after he ended with a shrill laugh which might well have been a sob.
"Quite so...quite so..." agreed the others.
The woman who, bundled in a corner under her coat, had been sitting and listening had—for the last three months—tried to find in the words of her husband and her friends something to console her in her deep sorrow, something that might show her how a mother should resign herself to send her son not even to death but to a probable danger of life. Yet not a word had she found amongst the many that had been said...and her grief had been greater in seeing that nobody—as she thought—could share her feelings.
But now the words of the traveler amazed and almost stunned her. She suddenly realized that it wasn't the others who were wrong and could not understand her but herself who could not rise up to the same height of those fathers and mothers willing to resign themselves, without crying, not only to the departure of their sons but even to their death.
She lifted her head, she bent over from her corner trying to listen with great attention to the details which the fat man was giving to his companions about the way his son had fallen as a hero, for his King and his Country, happy and without regrets. It seemed to her that she had stumbled into a world she had never dreamt of, a world so far unknown to her, and she was so pleased to hear everyone joining in congratulating that brave father who could so stoically speak of his child's death.
Then suddenly, just as if she had heard nothing of what had been said and almost as if waking up from a dream, she turned to the old man, asking him:
"Then...is your son really dead?"
Everyone stared at her. The old man, too, turned to look at her, fixing his great, bulging, horribly watery light gray eyes, deep in her face. For some time he tried to answer, but words failed him. He looked and looked at her, almost as if only then—at that silly, incongruous question—he had suddenly realized at last that his son was really dead—gone for ever—for ever. His face contracted, became horribly distorted, then he snatched in haste a handkerchief from his pocket and, to the amazement of everyone, broke into harrowing, heart-breaking, uncontrollable sobs.----------------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------------------------------
* نبذة عن كاتب القصة (لويجي بيرانديللو)
- كاتب وأديب إيطالي ولد في جزيرة صقليه عام 1867م، زاول مهنة التدريس في جامعتي روما وبون ، وعندما بزغ نجمه ككاتب، تفرغ بالكلية للكتابة، تنوع نتاجه الأدبي بين القصة القصيرة والرواية والمسرح والشعر والترجمة من اللغة الألمانية إلى لغته الأم (الإيطالية).
وبقدر تنوع الأجناس الأدبية التي أنتج فيها، تنوعت أيضا أساليبه فتجد في كتاباته الرومانسية والواقعية والتعبيرية والرمزية.
- عرف عنه الإخلاص لرسالته ككاتب ملتزم بقضاياه ووصفه أحدهم بأنه (صوت من لا صوت له)، إذ كان بحق ممثلا لصوت البسطاء والمعوزين والبؤساء.ولعل هذا من أسباب فوزه بجائزة نوبل للآداب عام 1934م أي قبل وفاته بعامين فقط.
- تناولت كتاباته أيضا أفكارا فلسفية مثل الصراع بين الحتمية والاختيار.
- امتاز عالمه السردي بتماسه القوي مع الواقع، غير أنه كمبدع ارتقى بمشاهداته الواقعية وشخصياته العادية وأحداث قصصه البسيطة، وجعل منها عالما سرديا أنيقا متألقا لا ابتذال فيه ولا إسفاف، يحمل رؤية مبنية على معرفة عميقة بما يختلج في النفس الإنسانية من تناقض وألم.
- أثرت في كتاباته عدة أحداث وظروف من أبرزها مولده في الجنوب الإيطالي حيث الفقر والفاقة والعوز - رغم أن والد الكاتب ووالدته ينحدران من أسرتين ثريتين - وكذلك الحرب العالمية الأولى، التي أسر فيها ابنه من قبل النمساويين، وبزوغ فجر الاشتراكية آنذاك. اتجهت معظم كتاباته نحو المسحوقين والمشردين والفقراء.
ومن أبرز أعماله:
1- روايات (الهاربة) و(المرحوم ماتيا باسكال) و(الشيوخ والشباب).
2- مسرحيات (ست شخصيات تبحث عن مؤلف)و(المعصرة) و (هنري الرابع) و (الحياة عطاء) و (ديانا والمثال) و (لذة الأمانة).و (رجل في فمه زهرة).
3- مئات من القصص القصيرة، ومن أشهرها ما ضمته مجموعتيه، (فكر بشأنها ... جاك)، و(من الأفضل أن تفكر بشأنها مرتين).
--------------------------------------------------------------------------------------------