انطلاق فعاليات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بحضور عربي متواضع
Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: ...وخير جليس في الزمان كتاب
بدأت فعاليات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في ظل مشاركة عالمية كبيرة. التعليم والقضاء على الأمية كجسر عبور نحو المستقبل ضمن أولويات العروض والأنشطة، والهند ضيفة الشرف لهذا العام.
تستضيف مدينة فرانكفورت الألمانية في هذه الأيام أكبر تظاهرة ثقافية عالمية من نوعها. وتتمثل هذه التظاهرة في إقامة فعاليات المعرض الدولي السنوي للكتاب الذي يبدأ اليوم ( 4 أكتوبر/ تشرين الأول) ويستمر لمدة خمسة أيام. وتتحول المدينة الألمانية خلال إقامة فعاليات المعرض إلى عاصمة عالمية للكتاب والثقافة. وحسب المصادر الرسمية للمعرض، فأن حوالي 7272 عارضا من 113 دولة يشاركون في دورة هذا العام. وتعد هذه هي أعلى نسبة مشاركة في تاريخ المعرض، حسب تلك المصادر. ويضم المعرض هذا العام حوالي 382000 عنوانا ووسيطا ثقافيا وتعليميا، منها 112 ألف إصدار جديد. هذا ويقام المعرض في 13 صالة عرض وعلى مساحة إجمالية تقدر بـ 172 ألف متر مربع. وتتوقع الجهة المشرفة أن يصل عدد الزوار إلى حوالي 280 ألف زائر وأن يحضر الفعاليات حوالي 2000 من الكتاب المؤلفين والخبراء والمشاهير. كما يغطي هذه التظاهرة الثقافية العالمية حوالي 10 آلاف صحافي ومندوب وكالة إعلام. وتشير التقديرات الرسمية إلى أن قيمة الصفقات التي ستعقد على هامش المعرض ستصل إلى حوالي 600 مليون يورو معظمها مقابل منح التصاريح الخاصة بالملكية الفكرية وحقوق النشر.
اللغة أهم وسيلة للتفاهم بين الشعوب والثقافات
تظاهرة ثقافية عالمية وملتقى للحوار
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: اللغة أهم وسيلة للتفاهم بين الشعوب والقافات لا يعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب فقط مجرد سوقا يلتقي فيه البائعون والمشترون لعقد الصفقات التجارية، وإنما هو بالدرجة الأولى منبر لتبادل المعارف والحوار، حيث تقام على هامشه وكجزء من فعالياته العديد من الندوات الثقافية والأدبية وحلقات الحوار والنقاش والمحاضرات وغيرها من الفعاليات الثقافية التي يشارك فيها في العادة كبار الأدباء والكتاب والفنانين والمبدعين في مختلف المجالات المعرفية والعلمية. أما من الناحية التجارية، فإن أهمية المعرض تكمن في الدرجة الأولى في كونه ملتقى بين المشتغلين في صناعة الكتاب في مختلف وسائلها وتقنياتها المكتوبة والمسموعة والمرئية وبعضهم البعض من جهة، وبين هؤلاء وصناع الثقافة من المبدعين والمثقفين والكتاب من جهة أخرى. حيث يكون المعرض فرصة للترويج للمنتجات المتصلة بالمعرفة. كما تعقد صفقات ضخمة على أرضية المعرض، سواء صفقات بيع وشراء للمنتجات أو لحقوق الطبع والنشر وعقود الشراكة والوكالة. يذكر أن حوالي نصف زوار المعرض من التجار يأتون لتبادل حقوق وتصاريح الملكية الفكرية وحقوق النشر. وتشمل هذه العملية كل المنتوجات المتعلقة بالمعرفة، سواء كان ذلك في شكل كتب ورقية أو أفلام سمعية وبصرية وألعاب الكترونية وغيرها من الوسائط الثقافية. كما تُسنح الفرصة عادة في اليومين الأخيرين للجمهور العادي لزيارة المعرض للإطلاع على كل ماهو جديد في مجال صناعة الكتاب واقتناء وسائل المعرفة والبحث عن خير جليس في الزمان.
في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن معرض فرانكفورت الدولي للكتاب أخذ خلال السنوات الأخيرة يستوعب متغيرات التكنولوجيا التي حدثت في مجال صناعة وسائط المعرفة ويتكيف مع التطورات الناجمة عن عصر المعلوماتية والتكنولوجيا الرقمية. وهذا يعني أن الكتاب بشكله التقليدي الورقي المطبوع لم يعد سيد الموقف كما كان في السابق. فبعد حوالي 550 سنة على اختراع يوهانيس غوتنبرغ للمطبعة بالقرب من مدينة فرانكفورت، حيث شكل ذلك ثورة في مجال المعرفة، أصبح الكتاب الورقي اليوم يشكل فقط حوالي نصف وسائط القراءة والثقافة المعروضة في معرض فرانكفورت.
الثقافه الهنديه ضيف شرف
الثقافة الهندية "ضيف شرف" على معرض فرانكفورت
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: الهند ضيف شرف على معرض فرانكفورت كعادة المعرض في كل سنة، يتم دعوة إحدى الدول كضيف شرف على المعرض. وتتاح الفرصة "لضيف الشرف" لتسليط الضوء على إنتاجه الثقافي والأدبي والتعريف بتراثه ومستوى نموه وتطوره الحضاري. الهدف العام من ذلك هو إقامة جسور الحوار والتواصل المعرفي والثقافي بين الأمم والثقافات والحضارات. وضيف الشرف لهذا العام هو الهند التي تشارك بهذه الصفة للمرة الثانية. حيث كان قد سبق لها المشاركة في عام 1986. ويبرر مدير معرض فرانكفورت للكتاب مشاركة الهند للمرة الثانية كضيف شرف بأن أشياء كثيرة قد تغيرت في هذا البلد منذ عام 1986 مشيرا إلى "القوة الاقتصادية" الصاعدة. لكنه لفت النظر أيضا إلى المخزون الثقافي والحراك الأدبي والعلمي والفني على الساحة الهندية "التي تتعايش فيها 24 لغة رسمية ومئات اللهجات."
هذا وتقوم الهند بتقديم نفسها في معرض فرانكفورت تحت شعار "الهند اليوم" بعد أن أعدت برنامجا حافلا للمناسبة يشمل الأدب والثقافة والفن والموسيقى والسينما والرقص. كما سيشارك حوالي 70 مؤلف وأديب هندي كسفراء لأدب بلادهم ذات التعددية الثقافية والثراء الأدبي والفني.
"التعليم ومحو الأمية كطريق نحو المستقبل"
#b# وتناغما مع الزيادة المضطردة لأهمية التعليم في عصر التكنولوجيا الرقمية والعولمة، فأن إدارة المعرض سوف تقوم بإطلاق حملة "التعليم والقضاء على الأمية كطريق نحو المستقبل." وتهدف الحملة التي من المقرر تنظيمها على المدى الطويل إلى تشجيع القراءة والعمل على التغلب على مشكلة الأمية في العالم. في هذا المضمار سوف تخصص العديد من الفعاليات لهذين الموضوع مثل استعرض بعض المشاريع النموذجية للقضاء على الأمية. في هذا السياق يقول يورغن بوس، مدير معرض فرانكفورت للكتاب:" نعمل على تسليط الضوء على حقيقة أنه يوجد بيننا أناس كثيرون، حوالي 800 مليون شخص، لا يستطيعون القراءة." ويضيف بوس قائلا إن التعليم يحدد المستقبل سواء بالنسبة للفرد أو للمجتمع وبصفة خاصة للمشتغلين بصناعة الكتاب، لذلك يشكل هذا الموضوع محورا مهما بالنسبة لمعرض فرانكفورت للكتاب، حسب تعبيره. وتساهم في هذه الحملة جهات كثيرة أهمها معهد اليونسكو للتعليم المستمر، الجمعية الألمانية لمكافحة ألامية ورابطة المدارس القومية الألمانية العليا وغيرها.
حضور عربي خجول ودعائي الطابع
تبدو المشاركة العربية في معرض فرانكفورت الدولي لهذا العام خجولة بشكل كبير مع استثناء بسيط عام 2004 حينما كان العالم العربي ضيف الشرف. وتشير الأرقام المنشورة على موقع معرض فرانكفورت للكتاب إلى أن المشاركة العربية هذا العام لا تتعدى 82 عارضا، معظمها مشاركات حكومية تقوم بها وزارات الثقافة العربية. وهذه الجهات الرسمية تحرص على الحضور ليس بغرض تبادل المعارف أو عقد الصفقات بقدر ما تهدف إلى عرض "منتجات الدعاية الرسمية". وعادة ما توزع هذه الكتب الدعائية كهدايا مجانية. وبلغة الأرقام تأتي مشاركة لبنان على رأس قائمة المشاركة العربية بـ 25 دار عرض وفي المرتبة التالية مصر بعدد 16 دار عرض. وبصفة عامة تعد المنطقة العربية من أفقر مناطق العالم في صناعة الكتاب وفي تبادله وفي القراءة أيضا. ووفقا لرئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، أنه ماريا كابانيلاس، تشكل المنطقة العربية مع الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء ودول أمريكا اللاتينية حوالي 5 في المائة من إجمالي الإصدار العالمي للكتب. وهذا الأمر مثير للقلق في رأي رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين وهو يشير إلى غياب "ثقافة الكتاب"، حسب تعبيرها.
عبده جميل المخلافي
عن
Dw-world.de