نعم هي عبارة نسمعها كثيرا حتى يمكننا اعتبارها الحجة الجاهزة للهروب ..! بل للاستمرار في عادة تعودها صاحبها حتى كبرت وسمنت وضرب جذرها في عمق نفسه وكيانه...هي عادة باتت ظاهرة نراها بكثرة بين الذكور والإناث ..بين الصغار والكبار ..بين المتعلمين والجاهلين..بين الأغنياء والفقراء..ألا وهي التدخين....!لا داعي لإثبات ضرره على جميع الأصعد والمناحي..لا داعي لبحث آثاره الرهيبة على الجسد ...فبكبسة زر من أحدكم سيقرأ الكم الهائل من الأبحاث الطبية والدراسات الحديثة المختصة بآثار التدخين على صحة الإنسان عامة ...إذا عن ماذا نبحث؟في الحقيقة نحن هنا نبحث عن إجابات وافية ومؤكدة عن أسئلة مهمة..!مالذي دفع هذا الإنسان إلى الإمساك بالسيجارة الأولى في حياته..؟مالذي حفزه على الاستمرار بأخذها أياما..وأسابيع..وشهورا..؟مالذي جعله يزيد عدد السجائر يوميا حتى وصل إلى عدد كبير لا يسمح له بالتوقف دقيقة..؟لماذا نراه يصر على عدم التوقف رغم انهيار صحته وتدهورها المستمر..؟لماذا يجيب بالعبارة نفسها في كل مرة..(الأمر ليس بيدي..!)هل الأمر حقا كذلك ؟الإجابات الشافية عن كل تلك الأسئلة أسهل وأبسط مما تتخيلون..!بدأت القصة مع فكرة دقت باب عقله ..(طريقة تربية – قدوة مؤثرة- صاحب قريب)وقد تجد هذه الفكرة مكانا رحبا واسعا فيه وقد يرحب بها !! (إنه يسبب الراحة والاسترخاء – إنه يكسبني الثقة والقوة - ..) بمجرد أن سمح للفكرة بالتجول أخذا وردا في عقله ...ثم وجد أناسا يتبنون الفكرة ذاتها حينها سيؤكد لنفسه صحتها وجودتها (عمي – أبي – أصحابي - ..)ستبدأ بدغدغة المشاعر وتحريكها..!وتلك المشاعر بدورها ستؤكد صحة الفكرة وسلامتها وفعاليتها بأساليبها الملتوية الخداعة (شعور رائع – أهم مافي الحياة الشعور بالرضى والراحة – لا أشعر بالسعادة والقوة إلا معها ...)وهي أصلا قد نبتت من فكرة غير سليمة كما أسلفنا...هنا يبدأالسلوك يتحرك تحت أمر تلك المشاعر ليتحول السلوك عبدا مطيعا لها ! لا يناقش ولا يراجع..!يمكننا بذلك تمثيل ما شرحناه بمعادلة بسيطة الفكرة).......ينتج عنها ....(شعور).......ينتج عنه ......(سلوك).لنتخيل معا كرة الثلج الصغيرة التي لا يتجاوز قطرها السانتمتر الواحد والتي تتدحرج من أعلى السفح إلى أسفله ..هل ستصل إلى الأسفل وهي بالحجم نفسه وابالسرعة ذاتها ؟بالتأكيد ستصل بحجم أكبر بكثير من حجمها الأول وبسرعة أكبر..إذا استمر السلوك بالتكرار تحول إلى عادة وإذا استمر ت ممارسة تلك العادة تحولت إلى وسواس يتطور ويتعمق ويتعقد في نفس صاحبه..أي تحول ذاك السلوك الذي كان كرة ثلج صغيرة وضعيفة إلى كرة ثلج عظيمة وقوية لا يسهل تحطيمها..!!أي كلما سارع الإنسان في ترك التدخين كلما سهل عليه إيقاف كرة الثلج تلك.!وكلما تأخر قلت سهولة إيقافها..! لأن حجمها بات كبيرا جدا وسرعتها أكبر !السؤال الذهبي هنا :إن قرر أحد إخوتنا إيقاف كرة الثلج بعد أن وصلت إلى حجم عظيم وسرعة كبيرة لا يسهل إيقافها..هل سيستط يع؟!كل خبراء الدنيا وحكمائها ومفكريها يصرون على أن الإنسان قد أعطاه الله تعالى قدرة هائلة وإرادة عظيمة كامنة بداخله فقط عليه استخراجها لتكون كقمبلة عظيمة تفجر تلك الكرة الثلجية دون أن يبقى لها أثر بالمرة !فالندعو الله تعالى في كل سجود لنا ولأخوتنا أن يقوينا على تحطيم ذلك الوهم الذي يقد مضجعنا ليل نهار حتى ننعم بالسعادة الحقيقية والإرادة القوية التي تميزنا بها نحن البشرفقط اجلس مع نفسك كل يوم ساعة ..وضع تلك المعادلة أمامك وتأمل :ماالفكرة؟ ...مالشعور...؟مالسلوك.....؟ الذي أوصلك إلى هنا...كم استفدت فعلا ؟........كم خسرت؟.........على جميع الأصعدة...التأمل الثاني: ماذا سأكسب إن أقلعت؟.(.اكتب على الأقل عشرة أمور)ماذا سأخسر إن أقلعت؟..........ثم تخيل نفسك وقد أقلعت حقا...!..لماذا أقلعت؟ مالفكرة؟بماذا سأشعر ؟ ماهي المشاعر الرائعة التي ستغمرني؟...ثم استعن بالله أولا وأخيرا واعقد العزيمة...!أمسك بورقة وقلم وضع اقتراحاتك المبدعة التي تناسبك والتي تساعدك فعلا على الابتعاد عن تلك العادة شيئا فشيئاثم اكتب أشياء يمكن أن تعيقك أو تعرقل رحلتك (أصحاب –ضغوط)وأبدع حلولا تساعد على تخطيها..أرجوك لا تقل الأمر ليس سهلا!فقط جرب وبالتأكيد ستكسب!أتمنى لكم الثبات والتوفيق أختكم ميسم الحكيم