الحب ومراحله
من قلم غالب أحمد الغول
&&&&&&&
الحب ثمرة من ثمار الحياة , لولاها لفسد الكون وحل محله الكراهية والبغضاء , ونرى البشر على هذا الكون بثلاث خصال , ((يحب ـــ يكره ـــ لا يحب ولا يكره))
أما الأخير , فهو سلبي وإيجابي , ومتردد , ومتقاعص عن النشاط , أو أنه لا يعمل إلا بمقابل , وما أكثر هذا النوع عند البشر , فهم الأغلبية الساحقة .
النوع الثاني , وهؤلاء قلة , وينشطون حين يعلمون بأنهم الأقوى , فمنهم المنافق والحاسد والشرير , فالحذر منهم واجب
.
أما الأول , فهو الشخص الذي يحب , وهنا نستطيع أن نقسم حب الناس إلى ثلاث فئات وهم:
حب مؤقت , يزول بزوال المؤثر , ولا تشعر بمحبته إلا إذا وجد مصلحة تنفعه , ويستمر هذا الحب ما دامت الشراكة بينهم على قدم وساق , ولكن سرعان ما ينقلب هذا الحب إلى عداوة شديدة , لأن كل واحد منهما يريد أن يظهر للآخر عدله في المعاملة ونشاطه في العمل , لكن الشيء الموجود بينهما يتعاظم بالشك والريب والخيانة , وهذه شريحة كبيرة في المجتمع , والحذر منهم واجب
.
حب سريع جداً , يتأجج ما دام المحب أمام بصرك بلحمه ودمه , فقد تحب خصلة من خصاله ما دام هو أمامك , ولكن عند مغادرته , وكأنك لا تعرفه ولا يعرفك
,
حب دائم , وهذا الحب قليل جداً لأنه جاء عن تجربة وواقعية , وبعد تفكير ومناقشات وحوارات , فعرف الغث من السمين , وتبدأ القلوب بالتجاذب شيئاً فشيئاً إلى أن تترسخ المفاهيم والأحاسيس بأن هذا الذي تحبه هو في الواقع يناسبك فكره وعمله وإنتاجه ومزاجه وثقافته , . وهذا الحب الذي ينبع عن تجربة , لا تربطه بمن يحب أي مصلحة كانت , فيبقى الحب متواصلاً في حضوره وغيابه , ويستمر إلى سنين وسنين , ويتمنى كل واحد منهما أن يتلقي بالآخر شوقاً ومحبة وألفة ,لأن في الحب سخاء وعطاء, وهو أقرب إلى الإنتاج من تفريغ العواطف , لأن الإيمان بالعمل يوصلك إلى الحب للعمل وإلى صاحب العمل , فالحب بحيرة علم ومدرسة حياة , لغتها سهلة ممتنعة , لا يفهمها إلا الأذكياء والمخلصين , ويبدأ الإنسان في مخاطبة بما يجول في حواسه , ليكتسب حرارة الحياة ومهارة العمل , فالإيمان بالحب النابع من صدق المشاعر , به الاستمتاع بعذوبة الذكريات التي كانت ضائعة من ساعة فطامه عن صدر أمه ليبدأ البحث عن عطف وحنان يعوضه عن حرمانه , *وللحب مراحل إختصرها الشاعر بالكلمات الآتية:
نظرة فابتسامة فسلام* فكلام فموعد فلقاء
أي أن بدايتها عاطفة عابرة فتتعمق لتصل إلى مودة ثم لتصل إلى محبة وتتطور لتصل إلى عشق فولهٍ , ولا يبنى الحب الدائم إلا بالصدق أولاً لأنه لمسة وفاء وعطاء .
*وهنا لا بد للمحب أن يقدم لحبيبه أغلى ما يملكه القلب والعقل , ويتفانى لأجله , ويقدم الغالي في سبييله , بالرضاء والطاعة . وهذا الحب يصنع التعاون والإنتاج في شتى المجالات , ونرى أمثال هذا الحب قد ذكر في القرآن والأحاديث مئات المرات , لنحب الله ورسوله والمؤمنين محبة دائمة ومخلصة ,
تحياتي إلى مفردة الحب الصادق والوفاء الدائم .
*
من قلم غالب أحمد الغول |