لا تمشي عليها

أحيانا وأحدنا يقود سيارته وبجانبه مرافق، يسمع صوتا غريبا، قد لا يكون ظاهرا بشكل كاف، ولكنه لم يكن قد سمعه من قبل، وعندما يصيخ سمعه بشكل جيد ويطلب من مرافقه أن يساعده في التعرف على الصوت ومصدره، يتأكد هو ومن معه أن الصوت يصدر من قلب محرك السيارة، أو هكذا يفترض ..

هنا يدور حوار بين من يقود السيارة ومرافقه، يتعلق الحوار بتخمين ما يحدث للسيارة، وتثقل القدم التي تضغط على مورد الوقود ويحدث التردد، فيبادر أحدهما بالاتصال بخبير أفضل ممن في السيارة بواسطة التلفون النقال .. فتأتي النصيحة : لا تمشي عليها .. أوقفها على يمين الطريق وانقلها بواسطة رافعة لمكان تصليح السيارات ..

هذه الحالة قد تحدث في السيارات، وقد تحدث في الإنسان نفسه، عندما يشتكي من ألم في ساقه أو أعلى فخذه أو صداع مستمر في رأسه، فتأتيه النصيحة بأن يبادر بإجراء فحوصات طبية بعد أن يعرض نفسه على طبيب ..

كل ذلك يتم من باب الحرص على أن لا تحدث مضاعفات، فالسير أو المشي على (صينية كلاج) أو (صينية بريك ـ كابح) سيجعلها تتآكل ويصل التآكل الى قطع أخرى، سيزيد من حجم الخراب في السيارة .. فتكون النصيحة: لا تمشي عليها .. وكذلك يحدث في الساق أو الرأس الخ ..

لكن في حالة أوضاع أمتنا .. والخراب والمهانة تتوالى شيئا فشيئا لم نسمع من يقول لنا نفس النصيحة : لا تمشي عليها!

وحتى لو قيل لنا لا تمشي عليها .. هل سنسمع النصيحة؟ أقصد من يقود سيارة الأمة؟