بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الطفل العربي في اليوم العالمي للطفل
شبكة البصرة
الدكتور غالب الفريجاتفي العام (1924) صدر في جنيف اعلان حقوق الطفل، وفي العام (1954) اوصت الجمعية العامة للامم المتحدة، بان تقيم جميع دول العالم يوما عالميا للطفل، وفي بلداننا العربية تشكل الطفولة حيزا كبيرا من الجسم السكاني، والطفل من العناصر الهشة في المجتمع، التي لا تقدر على حماية نفسها، كذلك المرأة والشيخوخة، مما يتطلب العناية بهم والعمل على حمايتهم.
والطفولة لها حقوق مشروعة على الدولة والمجتمع، ولابد من ان تتمتع بهذه الحقوق، وفي مقدمتها حمايتها من ويلات الحروب، ومن الاعتداء الجنسي، الى جانب ان تعيش في ظل اسرة قادرة على العناية بها، والاهتمام بمتطلباتها التعليمية والصحية...الخ.
الطفل الفلسطيني الذي يعيش مرارة الاحتلال، والذي استشهد (950) طفلا، واعتقل (360)، منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في اواخر ايلول/سبتمبر لعام (2000)، الى جانب ضنك العيش والحرمان، بسبب تضييق الاحتلال على الشعب الفلسطيني، وحرمان الطفولة من حقوقها المشروعة في التعليم والصحة والغذاء والدواء.
والطفل العراقي الذي فقد الامن، وضاع مع تمزيق النسيج الاجتماعي، وسياسة التهجير القسرية في داخل البلاد وخارجها، بسبب الاحتلال الامبريالي الاميركي، الذي جاء زاعما لنشر الحرية والديمقراطية، من خلال المدفع والدبابة والصاروخ، ففقد الطفل مدرسته ونهشت منه اسواق العمل، وتردت صحته، وزادت نسبة الامية، نظرا لارتفاع حالات الرسوب والتسرب.
والطفل الصومالي الذي فقد الاحساس بالامن، في بلد مزقته الحروب، وحرم من فرص التعليم، ومن حاجاته من الغذاء والدواء، والرعاية الصحية المعدومة مع غياب حضن الاسرة المستقرة.
فالطفل العربي عموما محروم من ابسط حقوقه، نظرا لان معظم الدول العربية لا تعير الطفولة اي اهتمام، ولا تقدم له ما يبني كيانه ويحميه، ويساعده على بناء مستقبل منشود، يستطيع من خلاله ان يكون لبنة قوية في بناء المجتمع، وتحقيق آماله وتطلعاته.
الطفولة تشكل البنية الاساسية في المدماك الاجتماعي، وعدم الاهتمام بها لا تسهم في بناء مجتمع، ولا في تحقيق اهداف وطن ولا امة، فاذا كان التعليم قد بات حاجة اساسية في تقدم الامم والشعوب، فاين من هذا وطننا العربي الذي تشكل الامية فيه اكثر من (60%) من اجمالي السكان؟.
الطفل العربي يكاد يخسر نفسه وذاته، لانه يعيش في ظل اسرة تلهث وراء لقمة العيش، ومحرومة من الكثير من حقوقها الاساسية، وخاصة الحرية، فكيف يتسنى لها ان تبني في نفس هذا الطفل؟، ما يمكن ان يساعده على المضي قدما في مسيرة الحياة، التي تخلو من الحرية والممارسة الديمقراطية، في لبنات المجتمع الاولية التي تعنى بالطفولة كالبيت والمدرسة.
مجتمع الطفولة العربية مجتمع بائس، للطفل نفسه، وللمجتمع الذي سيشكل الطفل فيه العمود الفقري لتطلعه نحو المستقبل، مما يتطلب جهودا مضنية، من قبل المؤسسات الحكومية المعنية بالطفولة، ومن المؤسسات غير الحكومية، مؤسسات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية كاليونسيف.
الطفل العربي يحتاج الى حماية من الاعتداء عليه وعلى حقوقه، فكثيرة هي تعاليمنا الدينية التي تطالبنا بالعناية بالطفولة وكثيرة هي امثالنا عن الطفولة، وليس هناك اغلى على الانسان من نفسه الا ابنه، فلماذا نحن مقصرون في حق ابنائنا؟، ولماذا نحن نجهل التعامل معهم؟، ولماذا نحن لا نعدهم لحياتهم التي سيعيشونها؟، ونصر على اعدادهم لحياة نحن عشناها، الأننا لا نعرف ان حياتهم ليست كما هي حياتنا، ام لاننا لانعرف ان لكل عصر رجاله، ولكل زمان متطلباته التي تختلف عما قبله وما بعده.
الطفولة لها حقوقها، والطفل العربي يجب ان يتمتع بهذه الحقوق، ليعيش حياته كطفل، وليكون انسانا صالحا في البناء الاجتماعي في المستقبل، حتى لا نخسر الحاضر والمستقبل، وعلى الانسانية جمعاء ان لا تكتفي بالتغني في حقوق الطفل في يوم الطفل العالمي،بل ان تلزم الدول بتطبيق القوانين والتشريعات الخاصة بالطفل، وان تضع نصب عينيها اهمية بناء الانسان، من خلال توفير حياة حرة كريمة للطفل، وان يتمتع بالامن والغذاء والدواء، والمسكن اللائق والعناية والرعاية.
dr_fraijat@yahoo.com
شبكة البصرة
الاحد 15 ذو الحجة 1431 / 21 تشرين الثاني 2010
http://www.albasrah.net/pages/mod.ph...eb2_211110.htm