منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 46

العرض المتطور

  1. #1

    الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    تعـــددت الكراسي والمقعد واحد !


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    في الماضي سمعت أغنية ماجنة فرنسية يصرخ في مطلعها المغني ( أتمنى أن أكون كرسيا في صالة كوافير نسائية !) ... ولم أتفهم شعور هذا المطرب إلا حينما وقعت عيني على محل كوافير للنساء !.
    تجلس الواحدة منهن بكل لطف منتظرة دورها ..لتصبح أجمل ، ولا تترك الكرسي إلا بعد أن تملأه عطرا ..والعكس صحيح في بعض صالات حلاقة الرجال والتي تكاد تكون الكراسي فيها أشبه بمقاعد المراحيض أكرمكم الله .
    دعاني الحلاق للجلوس على كرسي الحلاقة حاملا في يده ( الموس) فكان أشبه بذباح خروف العيد ..تقدمت بخطوات متثاقلة ، وارتميت فجأة على الأريكة التي كانت تبدو لي منتفخة ، وما إن جلست عليها حتى وجدت نفسي وجها ..ل..ل..لوج..ه مع حديدة كادت أن تدخلني إلى عالم الزاهدين في الزواج لولا أن ستر الله !.
    بلا شك فإن الكرسي الذي أجلس عليه عند طبيب الأسنان يختلف كليا عن ذلك الذي عند الحلاق ...
    دعاني الطبيب للجلوس على الكرسي حاملا في يده شيئا يشبه المفتاح الإنجليزي .فجلست..وللأمانة كراسي أطباء الأسنان هي خمس نجوم ...
    وعلى غير العادة طلب مني الطبيب أن أفتح فمي ..ففتحته وأنا أحمد الله لأنني سمعت أن هناك بلادا يخلع فيها الضرس عبر فتحتي الأنف ! .
    كان الجلوس على الكرسي مريحا لولا ذلك الألم الذي يصاحب قلع الضرس المسوس ..خرجت من العيادة وأنا أمني نفسي بكرسي مريح ..ولأنني مواطن من الدرجة الثالثة فإن قدري أن أجلس على كرسي الأتوبيس ..
    بعد أن لفحت الشمس رأسي وأنا في انتظاره ..تمكنت من أخد مكاني وكعادتي حجزت المقعد الذي جنبي لأجمل فتاة كانت تقف في المحطة ، لأنني لا أتفاءل بالمشوار إلا إذا جلست بقربي فتاة جميلة ، وفي كثير من الأحيان يقتحم المقعد الذي بجنبي رجل يفرض نفسه بالقوة ..فأستسلم للأمر الواقع صاغرا ..! .
    ألقيت بثقلي على كرسي الأتوبيس والذي حديدته تقطع الخلف ، من أجل ذلك أنصح أصدقائي من الرجال أن يتفحصوا الكراسي قبل أن يجلسوا عليها و قبل أن تقع الفاس على ال ..الرا..س ...وتصبح فضيحتهم بجلاجل ..
    لم أنس تلك الآلام المزمنة إلا عندما جلست بقربي فتاة ..( عيناها سبحان المعبود ، فمها مرسوم كالعنقود ) ..اقتربت منها وهمست في بلاهة منقطعة النظير : ( كم الساعة ؟) ، فأجابت في رقة ( الساعة الواحدة والنصف )..
    قلت :- الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف النهار أم بعد منتصف الليل ؟
    ضحكت وكانت ضحكتها أنغام وورود ثم قالت
    - وأنت ما رأيك ؟.
    فأجبت في غزل صريح " يبدو لي أنها الواحدة بعد منتصف الليل لأن القمر كله يجلس على الكرسي بقربي "..ثم سألتها بمناسبة الكرسي " هل تشعرين بشيئ ما ؟" ..مع أنه يبدو لي أن النساء لا يعانين من كراسي أتوبيسات هذه الأيام كالرجال ! .
    وعند نزولي في المحطة لم يشأ الكرسي أن يتركني دون أن يمزق أحد أسلاكه الشائكة مؤخرة سروالي ..!!.
    كرسي آخر من الكراسي المهمة المقدرة على المواطن ..كراسي مكاتب التحقيق والشرطة ...
    يستقبلك الضابط ..ويدعوك للجلوس على كرسي الاعتراف والذي يبعث فيك الشعور بأنه مكهرب دون أن يوصل بالكهرباء !...فبمجرد أن تجلس عليه حتى يقف شعر رأسك ، وترتعد أوصالك ..ويرتخي رأسك كاشفا عن قفاك التي يتفنن ( عمي المخبر) في ضربها بكفه المتين !.
    وتحت الضربات الترجيحية لعمي المخبر ( حفطه الله) ..يسألني الضابط :
    - أين كنت في الساعة الواحدة والنصف ؟.
    فأسأله ببراءة لا تختلف عن براءة سؤالي لفتاة الأتوبيس ..( الواحدة والنصف بعد منتصف النهار أن بعد منتصف الليل ؟ ) ...يصرخ الضابط غاضبا ..( وما الذي يجعلك تخرج بعد منتصف الليل ؟) ..
    فأجيبه يائسا ..
    ( في كثير من الأحيان نفعل نحن المواطنون أشياء نستحق عليها ضرب الجزمة !) ...;ويسترسل صاحبي المخبر في ضربي على القفا الذي انكشف بمجرد جلوسي على الكرسي ! .
    هناك أنواع أخرى من الكراسي يعتبر مجرد الجلوس عليها بدعة منكرة ..
    وهي تلك الكراسي التي تدور في مكانها ..
    حدث وأن انصرف مديري في العمل إلى الحمام فجأة بعد أن أصابه تلبك معوي تاركا مكتبه ..فقررت أن أجرب الجلوس على كرسيه الدوار !.
    والذي يراني جالسا على ذلك الكرسي يقول أنني سيناتور في الكونجرس ..حتى أنني رسمت على ورقة حيزين كتبت على أحدهما إيران والآخر سوريا ..لأقدم اقتراحا لأعضاء الكونجرس لضرب الدولتين ، ورسمت خارطة طريق لحل القضية الفلسطينية وذلك بحرمان حركة حماس من الجلوس على الكراسي ...ما أفخم كراسي المديرين ، على العكس من كراسي الموظفين التي تتسبب فيما يسمى بالبواسير !!.

    حقا إن الكراسي تختلف ليس بأشكالها فقط ، ولكن في الشعور الذي يصاحبك طوال الجلوس عليها ..فأنا مثلا لا أكتب إلا حينما أجلس على كرسي محدد ، وإذا حدث أن اختفى ذلك الكرسي فأغلب الظن أنني سوف أعتزل عالم الكتابة إلى الأبد .
    كرسي آخر مهم في حياتي بصفتي مواطن .. وهو كرسي المقهى الخشبي والذي بمجرد أن أجلس عليه أشعر بتنميل في كافة أنحاء جسمي مما يدفعني لطلب كأس من الشاي وسيجارة ...أو شيشة ...ثم أنطلق في تقديم التحاليل ..تحليل الأحداث السياسية ، وتحليل أسهم البورصة ، وتحليل مباريات الدوري ، وتحليل البول ...كل شيئ قابل للتحليل بمجرد أن أجلس على هذا الكرسي .
    أضع رجلا على رجل ..لأتحول إلى حسنين هيكل ..
    إن ما يحدث في الساحة هو أزمة سياسية ألقت بظلالها على الاقتصاد الذي يتاثر عكسا وطردا بالمتغيرات التي تعرفها المنطقة ، خاصة وأن مؤشرات التنمية البشرية في تنازل مستمر في العالم العربي الذي يتفاعل كقطعة الدومينو مع بقية العالم ، وأرجوكم لا تسألوني لأنني شخصيا لا أفهم شيئا ...
    ثم أخرج غائبا في الزحام ...مخلفا ورائي الجريدة ..!!.
    هناك كراسي ..لا يمكنك أن تجلس عليها حتى يأذن لك الشعب بالتصويت ...كرسي نيابة البرلمان ، وكرسي الرئاسة ...تلك الكراسي التي بمجرد أن تجلس عليها يطلق عليك لقب الفخامة ..
    أعود وأتذكر الأغنية الفرنسية لأصرخ ( ليتني أكون كرسيا في قصر الرئاسة ) ...لأنه إذا قدر لي أن أكون كذلك ..فسأكون حتما الحديدة التي تقطع الخلف !.


    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  2. #2

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    موستافا ( محامي الشيطان !)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    كان موكلي الشرير ينظر إلي والرعب يسكن أحداقه بعد أن أسمعنا المدعي العام مرافعته مطالبا بتوقيع أقصى العقوبة على المتهم بعد ثبت بأنه أصدر شيكا بدون رصيد ..وهي جريمة تؤدي إلى ستين داهية في ظل الاقتصاد المفتوح والأزمة الاقتصادية العالمية .
    وما إن أعطاني القاضي المجال للترافع عن موكلي زكريا ..ووقفت على المنصة ، كبس علي السعال .. حتى قدم لي أحد الجالسين كوبا من الماء وهو يقول ( صحة وعافية يا أستاذ ).
    شربت الماء وأنا أقول ( أية صحة وأنفلونزا الخنازير تنتشر في البلاد ؟).
    وما إن استمع القاضي إلى كلامي حتى وضع يده على أنفه وفمه ..وتكلم بصوت مكتوم ..( تفضل يا أستاذ ماهي أوجه دفاعك وخلصنا؟ ) .
    وفجأة ارتفع صوتي مجلجلا ليهز أركان قاعة الجلسات :
    " سيادة القاضي ، يجب أن يكون سيف العدالة صارما ليقطع يد كل من تمتد يده إلى أموال الناس بغير حق ، وبأن لا نكتفي بأقصى العقوبات التي ينص عليها القانون الوضعي التي أصبحت لا تخيف المجرمين ، هذا القانون الوضعي الذي تمت صياغته في برلمان يتشكل أساسا من ..."
    قاطعني القاضي بصوته المكتوم بيده (وما دخلك أنت في البرلمان ؟، تكلم في صلب الموضوع وإلا حبستك بتهمة القذف في سلطة رسمية ) .
    تنحنحت بعد أن لفت انتباهي وعيد القاضي ...وواصلت مرافعتي ( بلا شك فإنني أشاطر النيابة في طلبها لتوقيع أقصى العقوبة على كل من تسول له أصابع يده توقيع شيك بدون رصيد لأكل أموال الناس بالباطل ) .
    صرخ موكلي خلف القفص ( الله يخرب بيتك ، كان يوما أسودا عندما اخترتك محاميا لشركاتي ) ..
    دنوت من قفصه وهمست له ( لقد ذهبت إلى البنك لسحب أتعابي عن طريق الشيك الذي أعطاه لي مدير مكتبك ، ولم أجد في رصيدك دينارا واحدا ، تريد أن تستغفلني ، سوف أقدم لهم الشيك إذا لم تخرس وتتركني أكمل مرافعتي ) .
    وبصوت غاضب مكتوم صرخ القاضي ( ماذا تقول للمتهم يا أستاذ ؟، قسما بالله لو اقتربت منه مرة أخرى لوضعتك معه ) .
    تأسفت للقاضي وواصلت مرافعتي ( لو لاحظنا الشيك المقدم إلى عدالتكم سوف نجده أنه مستحق الدفع بعد ثلاثة أشهر ، وهذا ما نسميه بالائتمان الذي تقوم عليه التجارة والأعمال ) .
    قاطعني المدعي العام قائلا ( الشيك أداة للوفاء وليس للائتمان يا سيدي وعليه فلا قيمة لأي تاريخ يوضع عليه ) .
    نظر إلى القاضي مبتسما ولسان حاله يقول ( وقعت يا جميل ، لماذا لا تذاكر دروسك جيدا قبل أن تأتي إلى المحكمة؟ ).
    صرخ موكلي خلف قفصه مرة أخرى ( الله يخرب بيتك ، الله يخرب بيتك ضيعتني ) .
    ولم يسكته سوى أن رآني أخرج من جيبي الشيك الذي هددته به ..عاد وجلس في مكانه كمن تلقى ضربة على فمه .
    تقدمت بالشيك إلى القاضي ..قائلا ( هذا الشيك كتبه لي موكلي بأتعابي في قضيته ، وبطبيعة الحال لن أذهب إلى البنك لأقبض أتعابي قبل أن أطمئن إلى براءة موكلي الذي يثق ثقة مطلقة بأنني سوف أبذل قصارى جهدي لأثبت لعادلتكم طهارة يده ...أتمنى أن تنظر سيدي القاضي جيدا في الشيك الذي أضعه بين يدي عدالتكم ..مستحق الدفع بعد ثلاثة أشهر ، لاحظ معي القيمة المالية الموضوعة على الشيك هي نفسها التي هي في الشيك محل الدعوى ، وهذا إن دل على شيئ إنما يدل على الثقة المتبادلة بيني وبين هذا الرجل ، رغم أنني لست تاجرا مثله وليس لنا مصالح مشتركة ، فكيف سيكون الحال مع زملائه التجار ، إذن كيف نقول بأن الشيك ليس وسيلة للائتمان والثقة ؟ ،والعرف بين التجار هو الثقة وعلى هذا الأساس أصدر موكلي الشيك ، لكن خصومه افترضوا سوء النية ، واشتكوه إلى عدالتكم ) .
    قاطعني المدعي العام : ( إن النص أولى من العرف يا أستاذ ) .
    وقف موكلي من مقعده خلف القفص وهو يبلع ريقه ، بينما أجبت المدعي العام ( المعروف عرفا كالمشروط شرطا ، ومع ذلك ليس هذا الوجه الوحيد الذي أستند فيه للدفاع عن موكلي ..لو تأملت عدالتكم الشيك محل الدعوى ، ستجد أنه حرر بخطين مختلفين ، وبقلمين مختلفين أيضا ، خط بالأزرق القاتم ، والمبلغ كتب بالأزرق الباهت ..وهذا يدفعني إلى التشكيك في صحة هذا الشيك أساسا ، وأطلب من عدالتكم إحالته إلى المخبر للكشف عن صحته ..إذ كيف يكتب شيكا واحد بقلمين مختلفين ، خاصة أن موكلي لا يكتب شيكاته إلا بقلم الحبر الأسود ..) .
    صرخ موكلي فرحا ( الله ينصرك ، ويحفظك ..يا أستاذ ) .
    دنوت من قفصه وهمست ( حتى تعرف بأنني شهم ولست مثلك نذل يا لص يا سارق يا آكل البلد في بطنك ، قسما بالله لو خرجت من المحكمة قبل أن يعطيني مدير مكتبك أتعابي كاش سوف أشتكيك في محكمة مختصة أخرى وأقدم لهم الشيك المضروب الذي أعطيته لي ..) .
    نطق القاضي بحكم يقضي بإعادة فحص الشيك ، مما يعني مبدئيا براءة موكلي ..اللص !.
    وفي جلسة أخرى ...

    كانت موكلتي تقف خلف القفص ، وهي شابة في منتصف العشرينات من العمر ، حسناء ..فمها مرسوم كالعنقود ، ضحكتها أنغام وورود ، وشعرها غجري مجنون ...ياويلي يا ويلي !!...لكن للأسف تم ضبطها في قضية إخلال بالآداب العامة .
    قرأ وكيل النيابة مرافعته ( إن هذه الماثلة أمام العدالة لهي واحدة ممن يخربن المجتمع بالفسق والانحلال ، وإن سلوكها المشين سيعود بالوبال على البلاد والعباد ، فلقد تم ضبطها في شقة مشبوهة يمارس فيها المنحرفون كل ألوان الرذيلة ..).
    أعطى القاضي الكلمة للدفاع وما إن رآني أتقدم إلى المنصة حتى عاد ووضع يده على أنفه وفمه خوفا من أنفلونزا ....!
    فورا وعلى غير العادة انطلقت في مرافعتي ( سيادة القاضي ، إني أستسمحكم أن تنظروا معي إلى هذا الوجه الملائكي..إنه وجه قال عنه الشاعر يوما وجه مثل الصبح مبيض ..وشعر مثل الليل مسود
    ضدان لما اجتمعا حسنا ..والضد يظهر حسنه الضد
    أستسمح عدالتكم أن تنظروا إلى هذا القوام الممشوق كأنه ذلك القوام الذي قال عنه العندليب قدك المياس يا عمري ...
    لا يجب أن نخجل من النظر إليها ، ونحن نرى كل يوم ألوان الدعارة في بيوتنا ..هل يستطيع النائب العام أن ينكر بأنه شاهد يوما كليبات ميلودي ومزيكا وروتانا ، هل تنكر يا سيادة القاضي بأنك شاهدت ولو على سبيل الفضول كليب الفنانة روبي وهي تركب البسكتله وتقول ليه بيداري كده وكده ..محركة أجزاء حساسة من جسمها تجعل من الديك حمارا ؟ ) .
    زمجر القاضي وقال بصوته المكتوم : "احترم نفسك وإلا قسما بالله وضعتك في السجن بتهمة قلة الأدب مع المحكمة ! ".
    واصلت مرافعتي : ( إن الشرع يقول لا تعاقب الزانية إلا بحضور أربعة شهود عدول ، فأين هم الشهود العدول ؟ ).
    زمجر القاضي مرة أخرى ( هذا إذا كنا سنعاقبها بالجلد مئة جلدة ، قل كلاما عدلا وإلا جلدتك بحزامي مئة جلدة ) .
    اعتذرت من القاضي وواصلت مرافعتي قائلا ( سيدي القاضي إن القانون الذي وضعه نواب شرفاء في برلماننا الشريف تحت إشراف حكومة شريفة عفيفة طاهرة ..إنه ذلك البرلمان الذي يضم أكثر الناس عفة وشرفا قد أصدر قانونا يقول بأن التلبس بجريمة الزنا لا يكون إلا إذا وجد المتهم في مكان عام أو مقهى أو ملهى ..وموكلتي تم القبض عليها في شقة خاصة ) .
    قاطعني وكيل النيابة قائلا ( لكنها كانت تمارس نشاط الفحش في شقتها الخاصة ..) .
    دنوت من قفص المتهمة ..ورميت بها قصاصة صغيرة من الورق كتبت عليها هذا رقم هاتفي ، عندما يحكم لك بالبراءة كلميني أو أرسلي رنة وسأتصل بك فورا ) .
    وواصلت مرافعتي : ( إن تقارير شرطة الآداب تقول بأنها ضبطت في غرفة مغلقة ، بينما كان الزبون المحترم ينتظر في الصالون ، وهذا يعني بأن التلبس بالجريمة غير موجود ، أستطيع أن أدفع بأن الرجل جاء ليأخذ حقنة في عضلة مؤخرته ..).
    نطق القاضي خلف يده : ( تأدب !) .
    واصلت قائلا : ( إن القانون يمنع تفتيش البيوت بعد الساعة الثامنة مساءا إلى الخامسة صباحا ، والشرطة اقتحمت المسكن على الساعة التاسعة ليلا ، أي في توقيت غير قانوني بما يعني انتهاك حق أساسي من حقوق المواطن وهو حق الراحة ...فأين حقوق الإنسان ؟ )
    ورحت أصرخ .. "أين حقوق الإنسان؟ ، أين حق المواطن في الراحة ؟..لك الله يا بلدي ..لك الله يا بلد ! ".
    أسكتني القاضي ..وحكم للمتهمة بالبراءة ...
    ثم حكم علي بالسجن لمدة خمسة عشر يوما بتهمة الإساءة لهيئة المحكمة ! .

    ولك الله يا بلد !!.


    كان معكم الأستاذ مصطفى بونيف من سجن الليالي السوداء
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  3. #3

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    موستافا ( محامي الشيطان !)

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    كان موكلي الشرير ينظر إلي والرعب يسكن أحداقه بعد أن أسمعنا المدعي العام مرافعته مطالبا بتوقيع أقصى العقوبة على المتهم بعد ثبت بأنه أصدر شيكا بدون رصيد ..وهي جريمة تؤدي إلى ستين داهية في ظل الاقتصاد المفتوح والأزمة الاقتصادية العالمية .
    وما إن أعطاني القاضي المجال للترافع عن موكلي زكريا ..ووقفت على المنصة ، كبس علي السعال .. حتى قدم لي أحد الجالسين كوبا من الماء وهو يقول ( صحة وعافية يا أستاذ ).
    شربت الماء وأنا أقول ( أية صحة وأنفلونزا الخنازير تنتشر في البلاد ؟).
    وما إن استمع القاضي إلى كلامي حتى وضع يده على أنفه وفمه ..وتكلم بصوت مكتوم ..( تفضل يا أستاذ ماهي أوجه دفاعك وخلصنا؟ ) .
    وفجأة ارتفع صوتي مجلجلا ليهز أركان قاعة الجلسات :
    " سيادة القاضي ، يجب أن يكون سيف العدالة صارما ليقطع يد كل من تمتد يده إلى أموال الناس بغير حق ، وبأن لا نكتفي بأقصى العقوبات التي ينص عليها القانون الوضعي التي أصبحت لا تخيف المجرمين ، هذا القانون الوضعي الذي تمت صياغته في برلمان يتشكل أساسا من ..."
    قاطعني القاضي بصوته المكتوم بيده (وما دخلك أنت في البرلمان ؟، تكلم في صلب الموضوع وإلا حبستك بتهمة القذف في سلطة رسمية ) .
    تنحنحت بعد أن لفت انتباهي وعيد القاضي ...وواصلت مرافعتي ( بلا شك فإنني أشاطر النيابة في طلبها لتوقيع أقصى العقوبة على كل من تسول له أصابع يده توقيع شيك بدون رصيد لأكل أموال الناس بالباطل ) .
    صرخ موكلي خلف القفص ( الله يخرب بيتك ، كان يوما أسودا عندما اخترتك محاميا لشركاتي ) ..
    دنوت من قفصه وهمست له ( لقد ذهبت إلى البنك لسحب أتعابي عن طريق الشيك الذي أعطاه لي مدير مكتبك ، ولم أجد في رصيدك دينارا واحدا ، تريد أن تستغفلني ، سوف أقدم لهم الشيك إذا لم تخرس وتتركني أكمل مرافعتي ) .
    وبصوت غاضب مكتوم صرخ القاضي ( ماذا تقول للمتهم يا أستاذ ؟، قسما بالله لو اقتربت منه مرة أخرى لوضعتك معه ) .
    تأسفت للقاضي وواصلت مرافعتي ( لو لاحظنا الشيك المقدم إلى عدالتكم سوف نجده أنه مستحق الدفع بعد ثلاثة أشهر ، وهذا ما نسميه بالائتمان الذي تقوم عليه التجارة والأعمال ) .
    قاطعني المدعي العام قائلا ( الشيك أداة للوفاء وليس للائتمان يا سيدي وعليه فلا قيمة لأي تاريخ يوضع عليه ) .
    نظر إلى القاضي مبتسما ولسان حاله يقول ( وقعت يا جميل ، لماذا لا تذاكر دروسك جيدا قبل أن تأتي إلى المحكمة؟ ).
    صرخ موكلي خلف قفصه مرة أخرى ( الله يخرب بيتك ، الله يخرب بيتك ضيعتني ) .
    ولم يسكته سوى أن رآني أخرج من جيبي الشيك الذي هددته به ..عاد وجلس في مكانه كمن تلقى ضربة على فمه .
    تقدمت بالشيك إلى القاضي ..قائلا ( هذا الشيك كتبه لي موكلي بأتعابي في قضيته ، وبطبيعة الحال لن أذهب إلى البنك لأقبض أتعابي قبل أن أطمئن إلى براءة موكلي الذي يثق ثقة مطلقة بأنني سوف أبذل قصارى جهدي لأثبت لعادلتكم طهارة يده ...أتمنى أن تنظر سيدي القاضي جيدا في الشيك الذي أضعه بين يدي عدالتكم ..مستحق الدفع بعد ثلاثة أشهر ، لاحظ معي القيمة المالية الموضوعة على الشيك هي نفسها التي هي في الشيك محل الدعوى ، وهذا إن دل على شيئ إنما يدل على الثقة المتبادلة بيني وبين هذا الرجل ، رغم أنني لست تاجرا مثله وليس لنا مصالح مشتركة ، فكيف سيكون الحال مع زملائه التجار ، إذن كيف نقول بأن الشيك ليس وسيلة للائتمان والثقة ؟ ،والعرف بين التجار هو الثقة وعلى هذا الأساس أصدر موكلي الشيك ، لكن خصومه افترضوا سوء النية ، واشتكوه إلى عدالتكم ) .
    قاطعني المدعي العام : ( إن النص أولى من العرف يا أستاذ ) .
    وقف موكلي من مقعده خلف القفص وهو يبلع ريقه ، بينما أجبت المدعي العام ( المعروف عرفا كالمشروط شرطا ، ومع ذلك ليس هذا الوجه الوحيد الذي أستند فيه للدفاع عن موكلي ..لو تأملت عدالتكم الشيك محل الدعوى ، ستجد أنه حرر بخطين مختلفين ، وبقلمين مختلفين أيضا ، خط بالأزرق القاتم ، والمبلغ كتب بالأزرق الباهت ..وهذا يدفعني إلى التشكيك في صحة هذا الشيك أساسا ، وأطلب من عدالتكم إحالته إلى المخبر للكشف عن صحته ..إذ كيف يكتب شيكا واحد بقلمين مختلفين ، خاصة أن موكلي لا يكتب شيكاته إلا بقلم الحبر الأسود ..) .
    صرخ موكلي فرحا ( الله ينصرك ، ويحفظك ..يا أستاذ ) .
    دنوت من قفصه وهمست ( حتى تعرف بأنني شهم ولست مثلك نذل يا لص يا سارق يا آكل البلد في بطنك ، قسما بالله لو خرجت من المحكمة قبل أن يعطيني مدير مكتبك أتعابي كاش سوف أشتكيك في محكمة مختصة أخرى وأقدم لهم الشيك المضروب الذي أعطيته لي ..) .
    نطق القاضي بحكم يقضي بإعادة فحص الشيك ، مما يعني مبدئيا براءة موكلي ..اللص !.
    وفي جلسة أخرى ...

    كانت موكلتي تقف خلف القفص ، وهي شابة في منتصف العشرينات من العمر ، حسناء ..فمها مرسوم كالعنقود ، ضحكتها أنغام وورود ، وشعرها غجري مجنون ...ياويلي يا ويلي !!...لكن للأسف تم ضبطها في قضية إخلال بالآداب العامة .
    قرأ وكيل النيابة مرافعته ( إن هذه الماثلة أمام العدالة لهي واحدة ممن يخربن المجتمع بالفسق والانحلال ، وإن سلوكها المشين سيعود بالوبال على البلاد والعباد ، فلقد تم ضبطها في شقة مشبوهة يمارس فيها المنحرفون كل ألوان الرذيلة ..).
    أعطى القاضي الكلمة للدفاع وما إن رآني أتقدم إلى المنصة حتى عاد ووضع يده على أنفه وفمه خوفا من أنفلونزا ....!
    فورا وعلى غير العادة انطلقت في مرافعتي ( سيادة القاضي ، إني أستسمحكم أن تنظروا معي إلى هذا الوجه الملائكي..إنه وجه قال عنه الشاعر يوما وجه مثل الصبح مبيض ..وشعر مثل الليل مسود
    ضدان لما اجتمعا حسنا ..والضد يظهر حسنه الضد
    أستسمح عدالتكم أن تنظروا إلى هذا القوام الممشوق كأنه ذلك القوام الذي قال عنه العندليب قدك المياس يا عمري ...
    لا يجب أن نخجل من النظر إليها ، ونحن نرى كل يوم ألوان الدعارة في بيوتنا ..هل يستطيع النائب العام أن ينكر بأنه شاهد يوما كليبات ميلودي ومزيكا وروتانا ، هل تنكر يا سيادة القاضي بأنك شاهدت ولو على سبيل الفضول كليب الفنانة روبي وهي تركب البسكتله وتقول ليه بيداري كده وكده ..محركة أجزاء حساسة من جسمها تجعل من الديك حمارا ؟ ) .
    زمجر القاضي وقال بصوته المكتوم : "احترم نفسك وإلا قسما بالله وضعتك في السجن بتهمة قلة الأدب مع المحكمة ! ".
    واصلت مرافعتي : ( إن الشرع يقول لا تعاقب الزانية إلا بحضور أربعة شهود عدول ، فأين هم الشهود العدول ؟ ).
    زمجر القاضي مرة أخرى ( هذا إذا كنا سنعاقبها بالجلد مئة جلدة ، قل كلاما عدلا وإلا جلدتك بحزامي مئة جلدة ) .
    اعتذرت من القاضي وواصلت مرافعتي قائلا ( سيدي القاضي إن القانون الذي وضعه نواب شرفاء في برلماننا الشريف تحت إشراف حكومة شريفة عفيفة طاهرة ..إنه ذلك البرلمان الذي يضم أكثر الناس عفة وشرفا قد أصدر قانونا يقول بأن التلبس بجريمة الزنا لا يكون إلا إذا وجد المتهم في مكان عام أو مقهى أو ملهى ..وموكلتي تم القبض عليها في شقة خاصة ) .
    قاطعني وكيل النيابة قائلا ( لكنها كانت تمارس نشاط الفحش في شقتها الخاصة ..) .
    دنوت من قفص المتهمة ..ورميت بها قصاصة صغيرة من الورق كتبت عليها هذا رقم هاتفي ، عندما يحكم لك بالبراءة كلميني أو أرسلي رنة وسأتصل بك فورا ) .
    وواصلت مرافعتي : ( إن تقارير شرطة الآداب تقول بأنها ضبطت في غرفة مغلقة ، بينما كان الزبون المحترم ينتظر في الصالون ، وهذا يعني بأن التلبس بالجريمة غير موجود ، أستطيع أن أدفع بأن الرجل جاء ليأخذ حقنة في عضلة مؤخرته ..).
    نطق القاضي خلف يده : ( تأدب !) .
    واصلت قائلا : ( إن القانون يمنع تفتيش البيوت بعد الساعة الثامنة مساءا إلى الخامسة صباحا ، والشرطة اقتحمت المسكن على الساعة التاسعة ليلا ، أي في توقيت غير قانوني بما يعني انتهاك حق أساسي من حقوق المواطن وهو حق الراحة ...فأين حقوق الإنسان ؟ )
    ورحت أصرخ .. "أين حقوق الإنسان؟ ، أين حق المواطن في الراحة ؟..لك الله يا بلدي ..لك الله يا بلد ! ".
    أسكتني القاضي ..وحكم للمتهمة بالبراءة ...
    ثم حكم علي بالسجن لمدة خمسة عشر يوما بتهمة الإساءة لهيئة المحكمة ! .

    ولك الله يا بلد !!.


    كان معكم الأستاذ مصطفى بونيف من سجن الليالي السوداء
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  4. #4

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    مسابقة ملكة الجمال !

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    كنت أجلس أمام التلفزيون أتنقل من محطة إلى أخرى حتى استقر نظري على إحدى المحطات التي كانت تذيع مسابقة ملكة جمال العالم ، اعتدلت على الأريكة وأنا أمني نفسي بمشاهدة أجمل ما خلق الله ، لاحظت زوجتنا حماسي الشديد لمتابعة الحدث الذي هو أهم عندي من مباراة كرة القدم لفرقتنا الوطنية ..
    أعلنت المذيعة انطلاق المسابقة ..قلت في نفسي ( والله إن المذيعة تستحق لقب ملكة الجمال حقا ، إذا كانت المذيعة حسناء بهذا الشكل فكيف سيكون الحال مع المتسابقات ؟ )
    وتحت أنغام الموسيقى دخلت الفتيات المسرح ...أربعون حسناء ..تتقدمهن فتاة بولونية شقراء فارعة الطول ، شعرها الأشقر يلهث خلفها كسنابل تركت بغير حصاد ..اسمها شاشتولينا ، أخذ لها المصور لقطة من أصابع قدميها إلى الساق الطويلة المكشوفة ، ثم الخصر ..إلى الشفتين والأنف القرنفلي الصغير إلى العينين الزرقاوين ..ابتسمت شاشتولينا للكاميرا ولوحت بيدها لتحيي الجماهير ، فابتسمت أنا الآخر ..وكأنها كانت تبتسم لي !.
    أطلقت زوجتنا تعليقا سخيفا مفاده أن شاشتولينا نحيفة جدا وأشبه بالكلب السلوقي ، والكلب السلوقي لمن لا يعرفه هو ذلك الذي يستخدم في الصيد !.
    ثم تقدمت المتسابقة الفرنسية ، فتاة طويلة خضراء العينين ، بنية الشعر ، بيضاء كالثلج ..فمها مرسوم كالعنقود ضحكتها أنغام وورود ، اسمها برجيت ..وتعمد المصور الشقي التركيز على مناطق محددة من جسمها مما جعلني أشرب كل زجاجة الماء التي كانت أمامي ..تأففت زوجتنا ثم أطلقت صاروخا آخر قائلة ( هذا النوع من النساء يزول جماله بعد سن الخامس والعشرين ، وبشرتها تتكرمش كالقماش المحترق )..لم أول اهتماما بما تقوله هذه السيدة !...
    ثم تقدمت المتسابقة الروسية ..صاروخ روسي مزود برأس نووي ، راحت الفتاة الروسية تمشي على المسرح وأنا أحوقل وأهلل ، فتاة خرافية الحسن اسمها ناتاشا ..ابتسمت في لطف للكاميرا ثم وقفت في الطابور إلى جانب شاشتولينا وبرجيت ..وقلبي ..
    أطلقت زوجتنا تعليقا آخر ومفاده ( يع !) .
    وتوالت الفتيات الحسان على الشاشة ، وكأنها ماسورة نسوان ضربت ..حتى تقدمت البرازيلية راكيل ...كان كل شيئ بارزا في راكيل وينم على أنوثة صارخة ، تذكرت حينها صديقي جعفر الذي أصيب بالجنون ليلة دخلته ، وخرج إلى الشارع يقول ( زوجوني ابنة عمي ، ولما دخلت عليها وجدت أنها ابن عمي ) .
    صالت راكيل وجالت في المسرح . بينما كانت زوجتنا تتأفف وتقول ( إف إف ..يا قليلة الأدب ..كل هذا سيليكون ، يفترض أن يعاقبوا المترشحات لمسابقة ملكات الجمال إذا اكتشفوا أنهن دخلن المسابقة بعد إجرائهن لعمليات التجميل والنفخ ، مثلما يعاقبون الرياضيين الذين يتعاطون المنشطات في الأولمبياد ) .
    حتى دخلت المتسابقة الكينية..فتاة سوداء كقطعة الفحم ، ونحيفة جدا أكبر ما فيها فمها ..وشعرها أشبه بسلك المواعين ...
    انبسطت أسارير زوجتنا التي هتفت ( هذا هو الجمال الحقيقي ، بلا مكياج ولا عمليات تجميل ولا تصنع ) ..ثم راحت تمتدح جمال هذه الفتاة الكينية التي كان اسمها سالي ..بينما رحت أتأفف وأقول ( كيف يسمحون بدخول مثل هاته إلى المسابقة ...؟) .
    تابعت المسابقة على أعصابي منتظرا تتويج شاشتولينا أو برجيت أو راكيل ،بينما كانت زوجتنا واثقة في فوز سالي التي قالت بأن دمها خفيف ومثل العسل ...
    كانت لجنة التحكيم تتكون من كبار الأدباء والشعراء والفنانين وملكات الجمال السابقات ..
    تداولت اللجنة ...أعلنوا الوصيفة الأولى ..شاشتولينا البولونية .
    صعقت ..هل يعقل أن تكون شاشتولينا وصيفة ؟ ..ولكن الحق يقال برجيت أكثر منها هدوءا وجمالا ..وغنجا ودلالا !.
    ثم أعلنوا الوصيفة الثانية ..برجيبت الفرنسية .
    أصابني الذهول : هذه المزة وصيفة ؟ يبدو أن أعضاء لجنة التحكيم عمي .
    كانت شاشتولينا تبكي بحرقة لضياع اللقب منها ، وكنت أبكي معها في داخلي ...
    ثم قلت وأنا أفكر ( إن إمكانيات راكيل تؤهلها أن تكون ملكة للجمال بقوامها المتناسق وصدرها الذي يبدو وكأنها أرضعت "أبو الهول" ..).
    وتحت قرع الطبول والقلوب ، أعلنوا اسم ملكة الجمال ... سالي !.
    قفزت زوجتنا من السرير فرحا وطربا ..بينما رحت أندد بقرارات لجنة التحكيم ..وأشكك في مصداقيتها ، وبأن اللوبي اليهودي الكيني قد أعطاهم رشوة ..ورحت أهدد برفع عريضة احتجاج إلى هيئة الأمم ، واليونسكو ، والفيفا ...لا بد من أخد ملف إلى الفيفا لأن الذي حدث ليس رياضيا بالمرة ..وغير مقبول ، بل هو شكل من أشكال الإرهاب ...
    ولم أشعر بنفسي حين رحت أهتف بعلو الصوت ( تحيا شاشتولينا ..).
    لم يخرص صوتي سوى الفازة التي أرسلتها زوجتنا على رأسي .

    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  5. #5

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف


    مسابقة ملكة الجمال !

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    كنت أجلس أمام التلفزيون أتنقل من محطة إلى أخرى حتى استقر نظري على إحدى المحطات التي كانت تذيع مسابقة ملكة جمال العالم ، اعتدلت على الأريكة وأنا أمني نفسي بمشاهدة أجمل ما خلق الله ، لاحظت زوجتنا حماسي الشديد لمتابعة الحدث الذي هو أهم عندي من مباراة كرة القدم لفرقتنا الوطنية ..
    أعلنت المذيعة انطلاق المسابقة ..قلت في نفسي ( والله إن المذيعة تستحق لقب ملكة الجمال حقا ، إذا كانت المذيعة حسناء بهذا الشكل فكيف سيكون الحال مع المتسابقات ؟ )
    وتحت أنغام الموسيقى دخلت الفتيات المسرح ...أربعون حسناء ..تتقدمهن فتاة بولونية شقراء فارعة الطول ، شعرها الأشقر يلهث خلفها كسنابل تركت بغير حصاد ..اسمها شاشتولينا ، أخذ لها المصور لقطة من أصابع قدميها إلى الساق الطويلة المكشوفة ، ثم الخصر ..إلى الشفتين والأنف القرنفلي الصغير إلى العينين الزرقاوين ..ابتسمت شاشتولينا للكاميرا ولوحت بيدها لتحيي الجماهير ، فابتسمت أنا الآخر ..وكأنها كانت تبتسم لي !.
    أطلقت زوجتنا تعليقا سخيفا مفاده أن شاشتولينا نحيفة جدا وأشبه بالكلب السلوقي ، والكلب السلوقي لمن لا يعرفه هو ذلك الذي يستخدم في الصيد !.
    ثم تقدمت المتسابقة الفرنسية ، فتاة طويلة خضراء العينين ، بنية الشعر ، بيضاء كالثلج ..فمها مرسوم كالعنقود ضحكتها أنغام وورود ، اسمها برجيت ..وتعمد المصور الشقي التركيز على مناطق محددة من جسمها مما جعلني أشرب كل زجاجة الماء التي كانت أمامي ..تأففت زوجتنا ثم أطلقت صاروخا آخر قائلة ( هذا النوع من النساء يزول جماله بعد سن الخامس والعشرين ، وبشرتها تتكرمش كالقماش المحترق )..لم أول اهتماما بما تقوله هذه السيدة !...
    ثم تقدمت المتسابقة الروسية ..صاروخ روسي مزود برأس نووي ، راحت الفتاة الروسية تمشي على المسرح وأنا أحوقل وأهلل ، فتاة خرافية الحسن اسمها ناتاشا ..ابتسمت في لطف للكاميرا ثم وقفت في الطابور إلى جانب شاشتولينا وبرجيت ..وقلبي ..
    أطلقت زوجتنا تعليقا آخر ومفاده ( يع !) .
    وتوالت الفتيات الحسان على الشاشة ، وكأنها ماسورة نسوان ضربت ..حتى تقدمت البرازيلية راكيل ...كان كل شيئ بارزا في راكيل وينم على أنوثة صارخة ، تذكرت حينها صديقي جعفر الذي أصيب بالجنون ليلة دخلته ، وخرج إلى الشارع يقول ( زوجوني ابنة عمي ، ولما دخلت عليها وجدت أنها ابن عمي ) .
    صالت راكيل وجالت في المسرح . بينما كانت زوجتنا تتأفف وتقول ( إف إف ..يا قليلة الأدب ..كل هذا سيليكون ، يفترض أن يعاقبوا المترشحات لمسابقة ملكات الجمال إذا اكتشفوا أنهن دخلن المسابقة بعد إجرائهن لعمليات التجميل والنفخ ، مثلما يعاقبون الرياضيين الذين يتعاطون المنشطات في الأولمبياد ) .
    حتى دخلت المتسابقة الكينية..فتاة سوداء كقطعة الفحم ، ونحيفة جدا أكبر ما فيها فمها ..وشعرها أشبه بسلك المواعين ...
    انبسطت أسارير زوجتنا التي هتفت ( هذا هو الجمال الحقيقي ، بلا مكياج ولا عمليات تجميل ولا تصنع ) ..ثم راحت تمتدح جمال هذه الفتاة الكينية التي كان اسمها سالي ..بينما رحت أتأفف وأقول ( كيف يسمحون بدخول مثل هاته إلى المسابقة ...؟) .
    تابعت المسابقة على أعصابي منتظرا تتويج شاشتولينا أو برجيت أو راكيل ،بينما كانت زوجتنا واثقة في فوز سالي التي قالت بأن دمها خفيف ومثل العسل ...
    كانت لجنة التحكيم تتكون من كبار الأدباء والشعراء والفنانين وملكات الجمال السابقات ..
    تداولت اللجنة ...أعلنوا الوصيفة الأولى ..شاشتولينا البولونية .
    صعقت ..هل يعقل أن تكون شاشتولينا وصيفة ؟ ..ولكن الحق يقال برجيت أكثر منها هدوءا وجمالا ..وغنجا ودلالا !.
    ثم أعلنوا الوصيفة الثانية ..برجيبت الفرنسية .
    أصابني الذهول : هذه المزة وصيفة ؟ يبدو أن أعضاء لجنة التحكيم عمي .
    كانت شاشتولينا تبكي بحرقة لضياع اللقب منها ، وكنت أبكي معها في داخلي ...
    ثم قلت وأنا أفكر ( إن إمكانيات راكيل تؤهلها أن تكون ملكة للجمال بقوامها المتناسق وصدرها الذي يبدو وكأنها أرضعت "أبو الهول" ..).
    وتحت قرع الطبول والقلوب ، أعلنوا اسم ملكة الجمال ... سالي !.
    قفزت زوجتنا من السرير فرحا وطربا ..بينما رحت أندد بقرارات لجنة التحكيم ..وأشكك في مصداقيتها ، وبأن اللوبي اليهودي الكيني قد أعطاهم رشوة ..ورحت أهدد برفع عريضة احتجاج إلى هيئة الأمم ، واليونسكو ، والفيفا ...لا بد من أخد ملف إلى الفيفا لأن الذي حدث ليس رياضيا بالمرة ..وغير مقبول ، بل هو شكل من أشكال الإرهاب ...
    ولم أشعر بنفسي حين رحت أهتف بعلو الصوت ( تحيا شاشتولينا ..).
    لم يخرص صوتي سوى الفازة التي أرسلتها زوجتنا على رأسي .

    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  6. #6

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    تعالوا معي لكي (نبوس الواوا !)

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    معلومة مذهلة تلك التي قرأتها مؤخرا عن فوائد (القبلة ) أي (البوسة !)
    والمعلومة تفيد بأن البوسة هي العلاج الناجع والسريع للصداع !.
    الله ...كم أذهلتني هذه الدراسة ، وجعلتني أقف احتراما للطب المتقدم في الغرب .
    عندما يفتك بك صداع رهيب ..لا تطلب أقراص الصداع ، أطلب بوسة .
    يقال أن القبلة هي تطور لعملية كان يقوم بها أجدادنا في العصور الغابرة ، وهي أن الرجال كانوا يقضمون شفاه النساء عندما يصيبهم الجوع ...ثم تطورت هذه العملية لتصبح بالشكل الذي قدمه لنا عبد الحليم مع مريم فخر الدين في فيلم حكاية حب ..وربما يكون عبد الحليم قد فعلها وقضم قطعة من شفتيها !.
    تخيل معي لو أن الناس يصدقون هذه الدراسة...الكل يبوس بعضه في كل مكان ...
    وأنت جالس في أتوبيس ..هاجمك صداع رهيب ..ماذا ستفعل ؟.
    أنظر في تلك التي تجلس بقربك ، و في ظروفها ..ثم قل لها برشاقة
    "ممكن بوسة ؟" ...
    وإذا حدث أن خلعت نعلها وضربتك به على رأسك وهي تصرخ " يا قليل الأدب !" .. فلا تتردد في طلب البوسة مرة ثانية ..وستجدها تضربك بحقيبة يدها على كتفك وهي تقول بغنج " ليس أمام الناس يا شقي !" .
    أنصحك أن تأخذ البوسة في مكانك بالأتوبيس ، لا أحد سيقول لك شيئا ..لأن الجميع شاهد أغنية هيفاء وهبي "بوس الواوا " ولم يفعلوا شيئا !!.
    فكرت ..وفكرت كثيرا في مسألة البوس هذه فوجدت أنها مفيدة جدا من الناحية الاقتصادية ..وتغنينا عن تكاليف الأطباء والصيدليات ..بالإضافة إلى فوائدها الاجتماعية في ترسيخ أواصر المحبة بين أفراد الأسرة والمجتمع .
    بلا شك أن الكثير من المتزوجات يشتقن إلى ذلك السؤال السحري الذي يطلقه الزوج .." هل نام الأطفال ؟ " .
    بعد نشر هذه الدراسة سيتغير السؤال إلى شكوى مريرة يطلقها الزوج وهو يشاهد مسلسل الساعة السابعة والربع مساءا .." آه صداع سيفرق رأسي !"
    فتفهم أم العيال ..لتنوم أطفالها من المغرب !.
    هل رأيتم العظمة في مثل هذه الدراسات ؟
    لنفرض أنك لست متزوجا ماذا ستفعل ؟ ...
    اذهب وقبل يد السيدة الوالدة ...ومن المؤكد أن دفء يد الأم أفضل من دفء شفايف الست هيفاء ...وستجد أن والدتك تدعو لك ...

    فائدة أخرى ..للشباب العاطل عن العمل ...
    الشاب العاطل عن العمل يفتح (مبوسة ) ...
    ( المبوسة العمومية ) سيتحول إلى مشروع قومي بكل تأكيد ...
    والأسعار ستكون بالعداد..حسب طول وعمق البوسة ...المصاب بالصداع يدخل يبوس ..والعداد يحسب ..3 كيلو في الساعة ب 20 دولار !.
    مع مراعاة السن والخبرة ...
    إذا كان البوس يقع على من هن في سن 18 إلى 25 سنة البوسة ب 10 دولارات ...يا بلاش !.
    أما إذا كان يقع على من هن في سن 30 إلى 40 فالسعر يصل إلى 5 دولارات .
    فوق الأربعين ...نكتفي بتقبيل الأيادي !!.
    و البوسة فأنواع ...
    هناك البوسة المستعجلة ، كتلك التي تطبعها على خد من تبوسه ، وأنت ذاهب إلى العمل . وعادة لا تصدر هذه البوسة صوتا .
    هناك بوسة العطف والحنان كتلك التي تطبعها على خد طفل يتيم ، وعادة ما تفر الدمعة من عينك وأنت تفعلها ..وصوتها يكون أشبه بسقوط ورقة من شجرة في فصل الخريف ..
    هناك بوسة الصلح خير ..وعادة ما تكون في أقسام البوليس وغرف الأحوال الشخصية في المحاكم ..عندما يطبع الزوج قبلة على خد زوجته التي تريد خلعه بالثلاث ...فيصدر صوت أشبه بصوت زرزقة الباب ..فضيحة !!.
    وهناك بوسة بقرف ..تطبعها ويكون في نفسك شيئ من طلب الانتحار ..يعني تبوس من هنا ، وتطلق عيار ناري على دماغك من هنا ...
    وهذا عندما تمسك عليك الحرم المصون زلة ..أو تكون وافرة الصحة أكثر منك .
    وهناك بوس أشبه بالتطعيم ... أي مجرد حصانة من الوقوع في الخطيئة فقط !.
    حسنا ...
    ماذا لو كنت عازبا وأصابك صداع رهيب ، قفررت أن تبوس يد الوالدة الكريمة ، فوجدت أن والدك هو الآخر يشتكي من الصداع .؟.
    ليست مشكلة ...بوس نفسك في المراية .

    والله العظيم ..يا جماعة ..
    سمعت أحد روؤساء الجمهورية ..يشكو من الصداع .
    وأعتقد أنه وطبقا للوصفة البلجيكية ..لا بد أن يبوس الشعب فردا فردا ومن الفم !.

    أموووووواح

    كان معكم / مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  7. #7

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    موستافا في الخرطوم !!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيهذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 800x533 الابعاد 169KB.نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    البلاد العربية سنة 2050

    يقف موستافا الثامن عشرأمام صور جذوره من الأجداد المعلقة على حائط الصالون ..بينما تشرح له والدته الحاجة ياسمين ظروف كل صورة ..
    - هذه صورة جدك موستافا الكبير وهو يشارك في حرب تحرير الجزائر سنة 1954 ، كان مسؤولا على نقل السلاح إلى الثوار باستخدام الحمار ، من أجل ذلك سرى العرف في عائلتنا أن لا نشتم أو نسخر من الحمير ، لأنها شاركت في الثورة يا ابني ...عندما ترى حمارا يمر أمامك يجب أن تقف له احتراما وتقديرا .
    يبستم موستافا الثامن عشر في هدوء ، ثم ينظر إلى صورة أخرى ويسأل جدته
    - من هذا البطل الذي في الصورة ؟ .
    تجيبه الجدة : - هذه صورة جدك موستافا الخامس وهو يشارك في حرب 1967 ، عندما خرج مع لواء مدرع أرسله الزعيم الراحل هواري بومدين إلى مصر ..رغم ظروف النكسة حينها جدك عاد يا بني من هناك بعروسة مصرية ..من أجل ذلك تجد أن عائلتنا يحبون مصر كثيرا .
    يسألها موستافا الثامن عشر في استغراب :
    - وما هي النكسة يا ماما ؟ .
    - النكسة يا ابني هي أنك تشعر فجأة وأنت ذاهب إلى الأمام بأنك تعود إلى الخلف ، وبأن قفاك أصبح يحتوي عينيك ..
    وقف موستافا أمام صورة أخرى ، وتسائل ..
    - من هذا الأسد الشجاع الذي يظهر في هذه الصورة يا ماما ؟.
    تتحسر الجدة :
    - هذه صورة جدك موستافا السادس ، عندما شارك في حرب أكتوبر 1973 ، خرج مع لواء جزائري كامل إلى سيناء ، كان من ضمن الذين اجتازوا خط برليف ..أيام أكتوبر لا يمكن أن تنسى يا ولدي ..
    قاطعها موستافا الثامن عشر :
    - وهل عاد جدي بعروس مصرية من هناك أيضا ؟ .
    ابتسمت الجدة :
    - لم يتزوج جدك هذا بمصرية لأنه غضب مع جامعة الدول العربية من إتفاقية كامب ديفد ..سنة 1979 أصيب بجلطة أخذته وتخلص من الدنيا .
    واصل موستافا الثامن عشر المشي في الرواق وهو يتأمل الصور ...
    - لمن هذه الصورة يا جدتي ؟ .
    - هذه صورة جدك موستافا العاشر يا ولدي وهو يتوجه إلى العراق سنة 1983 للمشاركة في حرب القادسية ، ضد إيران ..كرمه في حينها الزعيم الراحل صدام حسين وأعطاه وسام البطولة ..وعاد من هناك متزوجا !!
    - تزوج بعراقية يا جدتي ؟.
    ضحكت الجدة حتى سالت دموعها ..
    - لا عاد بزوجة إيرانية يا ولدي !.
    ضحك موستافا الثامن عشر هو الآخر ...وواصل يتسائل عن الصور واحدة تلو الأخرى ..
    " هذه صور جدك موستافا 11 الذي ذهب إلى الجهاد في البوسنة والهرسك سنة 1990 ".
    وقف الحفيد موستافا الثامن عشر طويلا أمام صورة أحد جدوده ...
    - ألاحظ يا جدتي أن جدي في هذه الصورة يربي ذقنا ..ما قصته ؟
    - هذه صورة جدك موستافا ال12 الذي ذهب إلى ..( خفضت صوتها وهي تقول الشر برا وبعيد ) ..هذا الذي ذهب إلى أفغانستان للجهاد ضد السوفيات ، وبعد الانتصار تزوج من امرأة أفغانية ..لم تكتمل فرحته بها لأنها قامت بعملية فدائية وفجرت نفسها في نقطة تفتيش أمريكية رغم أنها كانت حامل ...ونشرت المخابرات صور جدك في كل مكان على أنه عضو خطير في تنظيم القاعدة ..لكنه توفي قبل أن تصل إليه المخابرات الأمريكية .
    سأل موستافا الثامن عشر جدته بحزن شديد :
    - كيف توفي جدي المسكين ؟.
    أجابته الجدة بسرعة :
    - توفي نتيجة تسمم أكل علبة تونا دون قبل أن يقرأ تاريخ انتهاء صلاحيتها .
    وقف موستافا الثامن عشر أمام صورة أحد جدوده وهو يحمل علم العراق ..
    - من هذا يا نينا .؟
    - هذا جدك موستافا 13 الذي ذهب ليجاهد في العراق سنة 2003 ويقاوم الاحتلال الأمريكي ...دخل إلى العراق ليحارب الأمريكان فوجد أن الأمركييين لا يحاربون ..ولكن العراقيين يقتلون بعضهم ..سنة وشيعة ..
    اختصر جدك الطريق وعاد بزوجتين عراقيتين واحدة سنية وأخرى شيعية !.
    - تسمر موستافا الثامن عشر أمام صورتي ؟
    - من هذا يا نينا ، إنه يختلف عن الآخرين ، يضع كفيه على خديه ويبستم للكاميرا ..هل كان مطرب راي ؟ .
    - هذا موستافا الرابع شعر يا ولدي ، كاتب ساخر ...هذا أكثر جدودك بطولة ...شارك في عدة حروب يا ولدي ...معركة زامبيا ضد الزامبيين ، ومعركة القاهرة الشهيرة ضد المصريين ، ومعركة أم درمان الأشهر ضد المصريين أيضا ...
    استغرب موستافا الثامن عشر ..
    - كل أجدادي شاركوا في حروب مع مصر ، إلا هذا خرج ليحاربها ما معنى هذا يا نينا ؟.
    - جدك هذا يا ولدي ، خرج إلى موقعة القاهرة ، عندما هزم المنتخب الجزائري لكرة القدم 2 مقابل صفر أمام منتخب المصري . كاد أن يتقله غيظه فخرج مع المنتخب إلى أم درمان في العاصمة السودانية الخرطوم ..
    واستطاع أن يواجه ألوية الجماهير المصرية التي كان يقودها آنذاك علاء مبارك ، وحسن شحاته ..يومها هاجم الإعلام المصري بلادك يا موستافا يا ابني ..كانت حربا كلامية لم يسبق لها مثيل في التاريخ ، وكان جدك موستافا أكبر كلمنجي في العالم في حينها ..
    - وفلسطين يا نينا ، ماذا كان يحل بها في تلك الأثناء ؟ .
    - كان أبناء غزة يموتون تحت الحصار ...
    - والعراق يا نينا ؟ .
    - كانت العراق لا تزال تحت الاحتلال الأمريكي .
    - وأفغانستان يا نينا ؟ .
    - كانت هي الأخرى لا تزال تحت الاحتلال يا ولدي ...
    - كل حروب أجدادي كانت هزائم في هزائم ...!!
    قاطعته الجدة ياسمينة ..
    - إلا جدك هذا يا ولدي ، فقد انتصر المنتخب الجزائري في الموقعة وعاد بتأشيرة الذهاب إلى مونديال 2010 ...في جنوب إفريقيا .

    نظرالحفيد موستافا الثامن عشر ، إلى صورتي أنا موستافا الرابع شعر وهو يقول
    -( حقا أنت الوحيد يا جدي كنت بطل الأبطال ) !!.


    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  8. #8

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    أحبك ..أحبك والخبز سيأتي !

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    فتح صاحبي ديوانا لنزار قباني ثم قرأ بعلو صوته

    " وإني أحبك ..لكن أخاف التورط فيك
    أخاف التقمص فيك .."
    نظر إلي صاحبي وهو يكاد يذوب كالأيسكريم ...ثم سألني وهو يتنهد
    - هل هناك شيئ أهم من الخبز يا موس ؟
    وسرعان ما صعقته بإجابتي
    - طبعا ، إن اللحم أهم من الخبز بكثير !
    انتفض صاحبي وثار في وجهي " هكذا أنت دائما همك على بطنك ، أليس لقلبك هموم كبقية الشباب ..الحب أهم من الخبز .."
    ثم عاد ليقرأ على مسامعي قصائد العشق والغرام ..بينما رحت أغط في نوم عميق ، لأنني تعودت أن يكبس علي النوم لو جاء أحدهم على سيرة الحب ، ولا أجد منوما خيرا من أغاني عبد الحليم ( بحلم بيك أنا بحلم بيك) ، وقصائد الغرام إذا أصابني أرق !!.
    رأيت فيما يرى النائم ..خير اللهم اجعله خيرا ..أنني أركب حصانا أبيضا
    كأنني أحمد مظهر في فيلم الناصر صلاح الدين ...
    لحقني صاحبي قائلا : - إلى أين تمضي يا موستافا ؟
    فأجبته بثقة الفرسان : - أنا ذاهب إلى ديار سوسو العامرية ، لقد أرسلت لي مساج على المهتاف ، تطلب مني أن أذهب إليها .
    - سأرافقك يا فارس العرب ويا حامي الحمى ، إن أهلها قوم جهالة ، فلو تمكنوا منك قطعوك إربا إربا ، ورموا بلحمك إلى كلاب السكك !.
    - لا ترافقني ثكلتك أمك ، وإذا شعرت بخطر سوف أرسل لك رنة . هيا يا رونو
    ( رونو هو اسم الحصان ) .
    وبعد ساعة ..وصلت إلى حديقة الزيتونة حيث تواعدت مع محبوبتي .
    أرسلت إليها رنة ..( أكثر حاجة بحبها فيك هي ده ) ...، فارسلت هي الأخرى رنة على محمولي ( حبيبي على نياتو ..كل البنات إخواتو ) .
    انطلقت مسرعا إلى شجرة الزيتون ، فوجدتها تجلس تحتها وقد وضعت على أذنيها سماعات الأيبود .
    اقتربت منها وصرخت : - حبيبتي سوسو العامرية !.
    وما إن رأتني حتى وقفت واللهفة في عينيها :
    - موستافا ابن عمي حاج عندنا ....أمبوسيبل ..أمبوسيبل !!
    أخذت أنظر في عينيها ، ورحت أدنو من وجهها بشفتي لأسرق منها قبلة على طريقة أفلام زمان ...لكنها أفلتت بخفة ، ليرتطم وجهي بجذع الشجرة ، حتى كاد أن يقع الصف الأول من أسناني ..
    وراحت تبكي ..
    - هناك خبر سيئ يا موس ...
    - ماذا هل رفعت الحكومة الأسعار مرة أخرى ؟، لن يهدأ لها بال حتى يشتغل الشعب كله في الدعارة !.
    - أبي يا موس أبي ..
    كنت أمسح أنفي بمنديل ورق بعد أن تهشم في حادث الاصطدام بالشجرة .
    - ما به والدك يا حبيبتي هل ارتفع سكره ، أم هل طفحت بواسيره مرة أخرى ؟
    مسحت دمعة كبيرة فرت من عينيها : - أبي يريد أن يزوجني عنوة من ابن خالي لا لشيئ سوى أنه يعمل في الإمارات .
    ثارت ثائرتي واشتد غضبي وارتفع صوتي
    - وماذا يعني أن ابن خالتك يشتغل في الإمارات ؟، إن الحب لا يقدر بالمال ، ولا بالدراهم ، إن ما في قلبي أغلى من كل كنوز الدنيا .
    هدأت من روعي وقالت مبتسمة :
    - لا تقلق يا حبيبي ، لقد رفضت رفضا قاطعا ، وقلت له لن أتزوج إلا بمن أحب !.
    رمقتها بنظرة عاشقة و أنا واثق بأن الأخ روميو لم ينظر بمثلها إلى الدلوعة جولييت ، وحاولت أن أمسك يدها بيدي على طريقة كليبات الأغاني العربية ، لكن يدي اصطدمت بجذع الشجرة ...
    وسرعان ما أرسلت محبوبتي حزنا آخر وقالت بصوت جريح
    - أمي يا موس يا أمي !
    - ما بها أمك هل ارتفع ضغطها أم أن أزمة الصرع قد عادت إليها بعد التعديلات الدستورية الأخيرة وفضيحة تقرير غولدستون . فقناة الجزيرة لن تقفل إلا بعد أن تصاب الشعوب العربية كلها بالزهايمر !.
    - أمي تريد أن تزوجني من ابن خالتي الآخر عنوة ، لا لشيئ سوى لأنه يشتغل في السلك الدبلوماسي .
    - بدأت أشعر أن خالتك هذه خلقها الله لتنغض علي عيشي ..هي وهذه الشجرة المفترية .
    هدأت محبوبتي من غضبي وقالت مبتسمة
    - لا تقلق يا حبيبي ، لقد رفضت وقلت لها لن أتزوج إلا بمن أحب ، وإلا سأقطع شراييني بالموس !.
    نظرت إلى وجهها الملائكي ، وابتسمت ابتسامة لم يبتسمها الأخ قيس لمحبوبته الدلوعة ليلى ...حتى أصابه الجنون . وقمت بتطويقها بغتة بذراعي محاولا عناقها على طريقة أفلام الحب عند العرب والعجم ...لكنها تملصت بخفة ورشاقة فوجدت نفسي أحتضن جذع النخلة ، ليتهشم وجهي ، وأشياءا أخرى من جسمي !
    صرخت متألما :
    - ما هذه الشجرة التي قفزت على حظي الأسود ..؟ أشعر بأنني لن أخرج من هذا المكان إلا على نقالة ...لم يفشل قصص الحب في التاريخ إلا مثل هذه الشجرة ..
    ضحكت محبوبتي ..واقتربت مني ..بدأت تدنو مني ..تقترب ..تقترب أكثر ..لتسمح لي أخيرا أن أطوقها بذراعي ..وما إن دنوت منها ..حتى استيقظت على ارتطام وجهي بالطاولة التي كنت أجلس عليها بينما كان صاحبي يقرأ على مسامعي قصيدة ( أحبك ، أحبك والبقية تأتي ) ...
    توجهت إلى الحمام لأغسل أنفي الذي بدأ ينزف وأنا ألعن سنسفيل العشق وقصص العشق !!.

    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  9. #9

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    رشدي أباظة المسنجري ..احذروه !

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    يقف (عمي رشيد) أمام المرآة ساعة ..ليضبط الشعرتين الوحيدتين في رأسه .
    حتى يصعقه صوت زوجته الحاجة أم نعيمة
    - إلى أين تنوي الذهاب بأناقتك هذه ؟ .
    يستعيذ بالله من شر ما خلق ، ويتأفف ...ثم يرد بضجر
    - لن أذهب إلى أي مكان يا أم أربعة وأربعين ، جهزي لي فنجان قهوة !
    ثم يمضي إلى غرفة المكتب ، ويفتح الكمبيوتر ليدخل إلى عالم الأنترنت ..
    (ماسنجر ، ياهو ، سكايب ..ومختلف صروف الدهر وبلاويه ) .
    تدخل (لئيمة بنت الشعرين ) على الخط ، فيرقص قلب عمي رشيد فرحا.
    - أهلا بالقمر !
    ويسرع إلى تشغيل السماعات ، فيبدو كالمطرب الذي يسجل شريطا غنائيا خلف جهاز الكمبيوتر ...
    يهمس كاللص في الميكروفون : - ألو يا قمر !
    فترد عليه ( لئيمة بنت العشرين ) بضحكة أشبه بضحكة راقصات الأفلام
    - يووووه ، يا اسمك إيه ... أنت القمر كله .
    - أنت القمر الحقيقي ، أما أنا فمجرد قمر صناعي جنبك يا أحلى لئيمة !
    تدخل عليه زوجته كالقضاء المستعجل ، فيسرع إلى إقفال أجهزة الصوت..بلا فائدة ...ويبقى صوت ضحكات لئيمة يملأ الغرفة ...
    يبتسم عمي رشيد في وجل : - هذا من أفلام فيفي عبده قبل أن تتحول إلى الست أصيلة .
    ترمقه الحاجة أم نعيمة بنظرات الشك : - هذه القهوة ، اشربها مع الست أصيلة .
    تخرج وهي تتمتم بكلام غير مفهوم .
    يفتح عمي رشيد الميكرفون وهو يلعن سنسفيل الزواج وأيامه .
    - يا قمر ، يا قمر حقيقي هل أنت هنا ؟
    تجيبه لئيمة : نعم أنا هنا يا قمري الصناعي ، من تلك التي كانت تتكلم معك .
    يتنحنح : - لا تأخذي في بالك مجرد جهاز تشويش كان هنا وصرفته .
    ويواصل غزله ...: - هل ممكن أن أرى وجهك الجميل على الكاميرا ؟
    تجيبه في غنج : - بشرط أن نرى بعضنا ، يعني كام تو كام !
    يرش العطر على نفسه ، ثم يفتح كاميرته .
    تتنهد (لئيمة بنت العشرين ) : - الله ، كم أنت جميل ، أنا من عشاق الرجال الذين هم في مثل سنك ، خبرة ، ومعرفة بالحياة ، ليس مثل الشباب الطائش في هذه الأيام كل خبرته في المسخرة والجل على الشعر ، والجينز الذي ينزل عن مؤخراتهم ...أنت رجل أوريجينال !!.
    تقتحم السيدة أم نعيمة الغرفة فجأة مثل (تسونامي ) فيسرع عمي رشيد إلى إقفال السماعات بلا فائدة ..ليخرج صوت لئيمة هي تقول ( وريني شعر صدرك ) .
    يحمر وجه وجهه ويتلعثم لسانه :
    - أنا أشاهد فيلم ( امرأة فوق اللهب ) ، ماذا تريدين ؟ .
    تجيبه ونظرات الشك تلتهمه التهاما : - أريد أن أكنس الغرفة ! .
    - أكنسيها فيما بعد ، أنا مشغول ومتشوق مع أحداث الفيلم .
    تنصرف الحاجة أم نعيمة وتغلق الباب وهي تتمتم بكلام غير مفهوم .
    يرجع إلى تشغيل أجهزة الاتصال وهو يدعو على زوجته بأنفلونزا الخنازير .
    - ألو يا قمر ، ألو يا لئيمة بنت العشرين !.
    تجيبه بدلع : - نعم يا رشدي أباظة ...يا أحلى من دونجوان !، من تلك التي كنت تتحدث معها ، أخاف أن تكون متزوجا .
    - لا ، لا تخافي ، هذه الشغالة ، يعني طائرة تجسس يا قمر !.
    يضحكان ضحكا هستيريا .
    تواصل (لئيمة ) : - سوف تراني لكن بشرط !
    يجيبها : - أشرطي يا حياتي ..
    - أريد أن أرى شعر صدرك ..
    يتلعثم عمي رشيد :
    - الجو برد ، ولو أكشف عن شعر صدري سأصاب بالأنلفونزا ، أعدك بذلك فيما بعد .
    تتكلم (لئيمة بدلع وكأنها طفلة تريد قطعة شكولا ) : - الآن ، أريد أن أرى شعر صدرك الآن ، هيا انزع القميص !.
    ينزع عمي رشيد قميصه ...ويستوي أمام الكاميرا مبرزا صدره المكسو بالشعر .
    تصرخ ( لئيمة ) : - واو ..واو أنت شامبانزي .
    تقتحم الحاجة أم نعيمة عليه الغرفة ، وتصعق لمنظر زوجها وهو عار أمام كاميرا الكمبيوتر .
    يحاول جاهدا أن يقفل الأجهزة بلا فائدة ! ..
    تسأله الحاجة : - أين الشامبانزي ؟ .
    يجيبها العم رشيد والدنيا تلف حوله بسب السكر الذي ارتفع في دمه فجأة
    - أنا أشاهد برنامج عالم الحيوان ...يتكلمون عن القردة . وبينما كنت اشاهد البرنامج فإذا ببرص ملعون تسلل داخل القميص . أخرجي واقفلي الباب وراءك لأن البرص يبدو انه تسلل إلى السروال !.
    تخرج الحاجة ، وهي تدعو على زوجها بصوت غير مفهوم .
    يرجع إلى (لئيمة بنت العشرين ) وهو يقول في الميكروفون
    - الحمد لله !.
    تواصل لئيمة دلعها :
    - أريد أن أرى البرص الذي تسلل داخل سروالك وإلا سأخاصمك .
    يهمس عمي رشيد :
    - شغلي كاميرتك ، ;واعتبري غرفتي أصبحت حماما ! .
    تجيبه (لئيمة ) بصوت خجول :
    - أنا ألبس ملابس البيت ، عيب أنا أخجل .
    بلهفة : - ماذا تلبسين ؟.
    - قميص نوم أحمر ..
    بشقاوة : - أموت أنا في اللون الأحمر . هيا شغلي الكاميرا !.
    بخجل : - أغمض عينيك ، وافتحهما بعد أن أنهي العد إلى ثلاثة .
    أغمض رشيد عينيه
    وبدأت لئيمة في العد
    - 1 ، 2 ...ثلاثة
    فتح الحاج عينيه على الشاشة ليجدني أنا موستافا ...
    قلت له والضحكة تكاد أن تخنقني :
    - أنا موس ...أنا موس !. ..
    صرخ عمي رشيد صرخة ملأت الحي كله ..وسقط مغشيا عليه إثر غيبوبة سكر ، لم يستفق منها إلى اليوم .

    كان معكم / مصطفى بونيف
    من المستشفى البلدي .
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  10. #10

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    مع موستافا في سجنه !

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    كنت أجلس مع عمي رشيد في مقهى الحارة ..عندما سألني عن رأيي في مستوى رئيس الجمهورية الدراسي ...فأجبته " رؤساء الجمهورية في العالم العربي دائما من خريجي المدارس العسكرية .."
    سحب عمي رشيد نفسا كبيرا من السيجارة التي يحملها في يده دائما ثم أطلق دخانها في الهواء و قال لي " وهل تمنحهم هذه المدارس دبلون رئاسة الدولة "
    فقلت له : - من ناحية أنهم يأخذون دبلونا نعم ، أما دبلون تسيير الدولة فأشك في ذلك .
    سخر مني قائلا : - لماذا لم تلتحق بمدرسة عسكرية لتصبح رئيسا للبلد بدل ليسانس الحقوق الذي قلبت به دماغنا !
    فأجبته غاضبا : - لمعلوماتك أغلب رؤساء العرب لا يعرفون القراءة والكتابة ووصلوا إلى سدة الحكم بالافتراء وقوة السلاح ،هم لا يفرقون بين الألف وأصبع الموز !.
    رفعت رأسي لم أجد عمي رشيد...لست أدري كيف تبخر أمامي فجأة ...هو دائما يورطني في ثمن المشاريب التي يطفحها في المقهى ويهرب !
    وقف (سكرة) القهوجي أمام طاولتي يطالبني بثمن أكواب الشاي والقهوة والعصير ...حاولت أن أشرح لسكرة القهوجي ظروفي المادية الصعبة لكنه لم يتفهم ..وبلغ الشرطة عني ...
    - سوف تدفع ثمن المشاريب في مركز الشرطة يا موس ..مادمت لست قادرا على دفع ثمن ما تشربه لماذا تجلس في المقهى وتدعو أصحابك !.
    رفعت يدي إلى السماء وأنا أدخل (بوكس) الشرطة : " إلهي وأنت جاهي أرى عمي رشيد أعمى يمد يده في الشارع ..".
    عصب أحد العساكر عيني بقماشة سوداء ... " هل سيتم إعدامي بسبب عدم دفعي لمشاريب في القهوة ؟ " ..
    دفعني العسكري إلى داخل البوكس قائلا ..( أدخل وأنت ساكت ) .
    ولم أفتح عيوني إلا على قاعة مظلمة ..ينزوي فيها مكتب ...دخل الضابط يحمل في يده ملفا ...جلس على مكتبه ، أشعل سيجارة ...رمقني بنظرات ثاقبة ثم قال لي : " لماذا لم تدفع ثمن القهوة والشاي التي تشربها في المقهى كل يوم ، ألا يكفي أنك شخصية مشاغبة يشتكي منها الناس ، لتشرب أموالهم بالباطل أيضا ؟".
    أجبته بصوت متقطع : " أين عمي رشيد ، أريد عمي رشيد ؟ ".
    فأجابني : " عمك رشيد عند ضابط زميل آخر يحقق معه " .
    فأجبته ودموعي تسيل أنهارا " أين المحامي ، أريد محاميا ، ولن أتكلم إلا في وجوده " .
    - ألست خريج كلية الحقوق ؟، تستطيع أن تدافع عن نفسك ، ثم إنك تعرف جيدا الفرق بين الألف وإصبع الموز . قل لي ماهو الفرق بين الألف وإصبع الموز ؟.

    بلعت ريقي وأدركت بأنني وقعت في شر أعمالي ...( سيدي أنا لا أعرف الموز أصلا ..لم يدخل بيتنا إلى يومنا هذا ) .
    صرخ الضابط طلبا لأحد المخبرين وكان اسمه (سلومة ) : تعال يا سلومة وأر موس أصابع الموز .
    وقفت من مكاني وأنا أتراجع إلى الجدار بينما سلومة يتقدم نحوي وهو يفتح قميصه ، فكان الموقف أشبه بمشهد سعاد حسني في فيلم الكرنك .
    " ماذا ستفعل يا سلومة ؟ ..عيب ، هذا سلوك ضد الديمقراطية...أليس عندك بنات ..أنا أعرف أعمالكم السوداء في المخافر ..".
    حملني سلومة من قفايا ..وأخذني إلى السجن وقذفني إلى الداخل .
    حمدت الله على أن سلومة اكتفى بحملي من القفا ..فقط .
    وجدت نفسي في غرفة ضيقة ...وحولي عشرات من المسجونين .
    سألني الذي عن يميني ( ماهي قضيتك يا أخ ؟) .
    فأجبته : أنا هنا في قضية اختلاس يا عم . وأنت ما هي قضيتك ؟
    فأجابني :- أنا هنا في قضية اغتصاب .
    هربت منه ، ودنوت إلى المسجون الذي يجلس شمالي وسألته " وأنت ماهي قضيتك ؟ ".
    فأجابني أيضا : " أنا هنا في قضية اغتصاب " .
    وقفت من مكاني ، ونظرت في جمع المسجونين .." يبدو أنكم جميعا هنا في قضية اغتصاب ..اسمعوا أنا مجرم مختلس ..الذي سيقترب مني سأضيعه .."
    حتى وصلت إلى باب الزنزانة ..وصرخت ( النجدة ، النجدة ) ! .

    تم تحويلي إلى النيابة ، ثم إلى المحكمة بتهمة اختلاس أموال الشعب وعدم دفع مستحقات المشاريب في مقهى ( سكرة) ...وحكم علي القاضي بالسجن لعشر سنوات نافذة .
    دخلت العنبر ، وألقيت التحية على زملائي ..( السلام عليكم يا حثالة الأمة يا زبالة المجتمع ) .
    فردوا التحية بأحسن منها ( وعليكم السلام يا مجرم يا حرامي الشاي والقهوة ) .
    وأصبح اسم شهرتي في السجن ( حرامي الشاي والقهوة) .
    كنت ألقي المحاضرات حول حقوق السجين على زملائي في السجن وأنا أتربع على سريري في الطابق العلوي ..
    " زملائي المساجين ..يا حثالة المجتمع ، أتعس الله مساءكم ، سوف نتناول في درسنا اليوم ، حق السجين في الزواج والإنجاب ..."، تذكرت بأنني سوف أقضي مدة السجن لأجد قطار الزواج قد فاتني ...وأنا طوال عمري أحلم بأن يكون لي زوجة وأطفالا .
    طلبت مقابلة مأمور السجن ، فاستقبلني كعادته عابس الوجه يتأفف :
    " نعم ماذا تريد أيضا يا موس ، طالبت بحق مشاهدة التلفزيون للسجناء ، أحضرنا لكم تلفزيونا بثلاثين محطة فضائية ، وأصبحتم تشاهدون قناة الجزيرة ، وكليبات نانسي عجرم وهيفاء وهبي ... ثم طالبت بحق السجين في التواصل مع العالم الخارجي فأحضرنا لكم الأنترنت إلى زنازينكم ...كل سجين معه كمبيوتر شخصي مربوط بالشبكة العالمية ، ثم طالبت بحق السجناء في استخدام الهواتف المحمولة ...أحضرناها لكم ..ماذا تريد أيضا ؟ " .
    - أريد امرأة يا سيدي المأمور !
    انتفض من مكانه مذعورا : ماذا تقول ، امرأة ، أنت وقح وقليل الأدب !.
    هدأت من روعه قائلا : المادة 150 من قانون حقوق السجين تنص على حق المسجون في الزواج ، ولقاء زوجته مرة كل خمس وأربعين يوما في زنزانة مفروشة . معدة لهذا الغرض .
    زاد غضب المأمور الذي كاد أن يصاب بالشلل وهو يستمع إلى كلامي ..ثم صرخ " أنت مخبول ...هذا لن يكون "
    شعرت بالاستفزاز وقلت له متحديا :- سوف أبلغ عنكم هيئة الأمم ، وبانكي مون شخصيا ...سأرفع عريضة إلى منظمات حقوق الإنسان ، ومنظمات سجناء الرأي ، واليونسكو ، ومنظمة حماية المرأة ...سأقول لهم بأنني في الزنزانة بلا زواج ..وبأنني رجعت إلى عادات المرحلة الإعدادية ...!.
    جلس المأمور على مكتبه ثم قال : - هل لديك عروس معينة أم نبحث لك عن واحدة ...وما هي مواصفاتها ؟ .
    - أريدها عملاقة ...طول وعرض تملأ علي الزنزانة ..يقولون أن سجن النساء يضج بالحسان .
    سخر المأمور قائلا : - نعم ، ولكنهن محبوسات في قضايا دعارة .
    ضحكت وأنا أضع رجلا على رجل : - والذي نحن فيه أليس دعارة أيضا ،هل يعقل أن أدخل السجن في قضية شاي وقهوة !.
    انفجر المأمور ضاحكا : - شاي و قهوة ؟ ، أنت هنا مسجون سياسي .
    نزلت كلمة سياسي على دماغي كالصاعقة ...
    - و ما علاقة السياسة بالقهوة والشاي .؟
    ابتسم المأمور وواصل حديثه : - مكتوب أمامي في الملف بأنك سخرت من رموز الدولة ، في مكان عام ، وقلت بأن رمز الدولة لا يفرق بين الألف وأصبع الذرة !.
    قاطعت المأمور هامسا -" أصبع الموز ..و ليس الذرة يا سيدي !".


    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

صفحة 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الأعمال الكاملة لرفاعة الطهطاوي
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-01-2015, 07:33 AM
  2. الأعمال الأدبية الكاملة لـ دوستويفسكي
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-20-2015, 06:17 AM
  3. الأعمال الكاملة - يوسف إدريس
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-15-2014, 01:24 AM
  4. الأعمال الكاملة ... خمس مجلدات
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-25-2013, 12:42 PM
  5. أجمل ترحيب بالقلم الساخر والساحر مصطفى بونيف
    بواسطة علي جاسم في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-18-2009, 06:27 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •