اليهود يحاربون خبز القدس
قلم / غسان مصطفى الشامي
لم تسلم أماكن بيع الخبز المقدسي الفلسطيني من الملاحقات (الإسرائيلية) والمصادرة وتضييق الخناق على بائعي الكعك المقدسي، وتهديدهم بالحبس والغرامة في حال استمرار بيعهم للخبز المقدسي في شوارع وأزقة القدس، والتهمة عند الصهاينة جاهزة مفادها أن البائعين المقدسيين يخالفون الشريعة (اليهودية) المتبعة خلال ما يسمى (عيد الفصح) ببيعهم للخبز المقدسي.
وتلعب ما تسمى بـ " بلدية القدس" التابعة للاحتلال دورًا خطيرًا في تطبيق (الشريعة اليهودية) في مختلف مناحي الحياة، ومجالاتها في القدس المحتلة في سعي جاد لفرض الطابع اليهودي على مدينة القدس المحتلة، وهذا أمر خطير يستدعي مواجهته والوقوف ضده, خاصة أنه يأتي ضمن البرنامج التهويدي الكبير للقدس المحتلة.
إن العدو الصهيوني يمتلك مخططات تهويدية كبيرة للقدس ومعدة سلفًا، ومن ضمنها مخططات تطبيق (الشريعة اليهودية)، وهو يبدأ بتنفيذها اليوم عبر مصادرة أكشاك البيع وإغلاق المتاجر وملاحقة وتهديد تجار القدس، وإغلاق المخابز المقدسية والمتاجر أو فرض ضرائب باهظة عليهم، وبعد الانتهاء من تنفيذ هذا المخطط يبدأ بمنع المصلين المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى وإغلاق باحات المسجد الأقصى يوم الجمعة, وهذا ما يتم بشكل جزئي من خلال منع المصلين ممن تقل أعمارهم عن 50 عامًا من الصلاة في المسجد الأقصى، كما يسعى الصهاينة للعمل الجاد على فرض التشريعات الصهيونية اليهودية في القدس، ومحاربة الهوية الإسلامية التاريخية للقدس والمسجد الأقصى المبارك والعمل المتواصل على مسحها من ذاكرة الجيل الفلسطيني، فضلاً عن محاربة التاريخ والتراث المقدسي الراسخ منذ آلاف السنين .
تسعى دولة الاحتلال اليوم لفرض الطابع اليهودي بعاداته وتقاليده السيئة المسخة على مدينة القدس المحتلة، بهدف إلباسها الثوب اليهودي, وصبغها بالصبغة الصهيونية، كما يتواصل العدو في تنفيذ مخططات التهويد الثقافي للقدس والمسجد الأقصى, وهذه الإجراءات الصهيونية هي جزء من مشاريع التهويد الثقافية للقدس المحتلة.
كما يستخدم الصهاينة في حربهم على القدس والمسجد الأقصى كافة الوسائل والأساليب الدنيئة من أجل الانتصار في معركتهم ضد المسجد الأقصى وضد التاريخ والحضارة الإسلامية العربية الأصيلة، لذلك يخططون ويرسمون القوانين الصهيونية ويسرقون القطع الأثرية المقدسية وينقشون عليها عبارات باللغة العبرية ورموزًا عنصرية صهيونية، كما أنهم يواصلون تغيير أسماء الشوارع بأسماء صهيونية عبرية، ويواصلون هدم ونبش المقابر التاريخية الإسلامية في القدس وإغلاق المساجد التاريخية وتحويلها لأماكن سياحية خاصة بالصهاينة.
المعركة (الإسرائيلية) مفتوحة على مصراعيها بحق القدس والمسجد الأقصى، والهدف الصهيوني واحد يتمثل في إزالة المسجد الأقصى وتدميره وبناء هيكلهم المزعوم، لذلك فهم الآن يكثفون جهودهم من أجل تنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وبدؤوا بتنفيذ خطط التقسيم الزماني من خلال الاقتحامات الصباحية للجماعات الصهيونية وبصورة مكثفة وتحت حراسات عسكرية مشددة، حيث تواجه الجماعات الصهيونية بالصد من قبل المرابطين في المسجد الأقصى ومن قبل طلبة مصاطب العلم.
كما يسعى الصهاينة بشكل جدي إلى مواجهة المرابطين في المسجد الأقصى ووضع قانون يسمح للصهاينة باعتقال المرابطين وزجهم في السجون لأجل بعيد, من أجل إنهاء كل ما يشكل خطرًا كبيرًا عليهم, ويؤجج العالم الدولي عليهم عند اقتحام باحات المسجد الأقصى..
ويشرع الاحتلال هذه الأيام بتنفيذ مشروع صهيوني خطير كشفته مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، حيث يعمل على تحويل جزء من طريق باب المغاربة الملاصقة للجدار الغربي للمسجد الأقصى لـ"كنيس" خاص بالنساء اليهوديات، في إطار مشروع تحويل طريق باب المغاربة وما تبقى من فجواتها الداخلية إلى (كنيس يهودي)، حيث بدأت سلطات الاحتلال بنصب قطع وأعمدة خشبية كبيرة على جزء من طريق باب المغاربة، كما تم خلال وقت قصير تغطية الأعمدة والألواح بسقف خشبي واق من الأشعة، ثم تركيب مروحة كهربائية ووضع كراسٍ وطاولات، وبدأت (النساء اليهوديات) بالدخول إلى الموقع وتأدية الصلوات والشعائر التلمودية.
ما يحدث في القدس والمسجد الأقصى من مخططات خطيرة تستوجب الوقوف بوجهها وصدها، خاصة أنها تأتي ضمن برنامج تهويدي كبير للمسجد الأقصى، حيث إن العدو الصهيوني يسير وفقًا لمخططاته التهويدية المعدة سلفًا, ضاربًا بعرض الحائط كافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والدعوات التي تستوجب حماية القدس والمسجد الأقصى لمكانتهما الدينية والتاريخية الإسلامية.
إن المشاريع التهويدية الصهيونية بحق القدس والمسجد الأقصى هي في ازدياد دون حسيب أو رقيب، والصهاينة يراهنون في حربهم الشرسة على القدس على كسب الوقت، فالتهويد وبناء المستوطنات في القدس يتواصل بشكل يومي، وفي كل ساعة من ساعات النهار, وحتى في أعياد اليهود تستمر المخططات الصهيونية لتهويد القدس والمسجد الأقصى.
إن ما يجري في القدس والمسجد الأقصى من مشاريع ومخططات تهويدية صهيونية يمثل خطرًا كبيرًا على القدس والمسجد الأقصى، ويستوجب هبات عربية وجماهيرية لإنقاذ المسجد الأقصى من الهدم وإنقاذ مدينة القدس المحتلة من التهويد، ولا بد من العمل على تنفيذ كافة القرارات العربية التي اتخذت في القمم العربية الداعمة للقدس, وعلى رأسها قرار تأسيس صندوق عربي للقدس الذي أعلن عنه في قمة الدوحة الأخيرة، كما أن الإعلام العربي الرسمي والخاص ومواقع التواصل الاجتماعي يجب أن تنتفض من أجل القدس والمسجد الأقصى وحماية مسرى النبي صلى الله عليه وسلم.
إلى الملتقى ،،
قلم / غسان مصطفى الشامي