كنان الحكيم لـ"بلدنا": أشكّل انطباعي الأولي عن الوجه
المصدر بلدنا

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
31 / 01 / 2007
درس الفنون الجميلة في جامعة دمشق، وكان مشروع تخرجه يحمل عنوان "علم فراسة الوجوه والفن".
يعمل في مجال التصميم. و"فراسة الوجوه" هو علم وفن يدرس الشكل الظاهري وملامح الوجه، يستدل من خلالها على عمق الشخصية، الفراسة علم قديم اشتهر بها به العلماء العرب ومن بينهم الرازي، وهو يدرس النسب الموجودة في الوجه ليحلل شخصية الشخص وبواطنه النفسية....ومن خلال لقاء "بلدنا" مع الفنان الشاب "كنان الحكيم" الذي يخطو خطواته الأولى في مجال الإبداع بثقة، اكتشفنا جانباً إنسانياً مهماً عنده. حديثه يعكس ملامح شخص شفاف يمر بخفة ورشاقة كما أعماله الفنية، وربما حفزنا اهتمامه "بعلم الفراسة" لنجرب تحليل شخصه الفني ليس من خلال وجهه هذه المرة لكن من خلال ركيزة فنه الأساسية وهي "الفراسة" التي تتمازج مع لوحاته، فنعثرفي لوحاته على وجوه فنية عديدة تحكي قصتها الباطنية.




لماذا اخترت هذا التمازج بين الفن وعلم الفراسة؟

لم أكن في بداياتي من خلال الدراسة في كلية الفنون الجميلة أتقصد هذا الجمع، فقد كنت أطلع على "الفراسة" كجانب نظري، ولم أربط في البداية بين الفن كفن وهذه الثقافة "ثقافة علم الفراسة".

هل تجعلك دراستك لهذا العلم مباشراً في أعمالك؟

لا، لأنني منذ البداية كنت أعملك حساً قوياً تجاه هذا الفن. كل إنسان يملك داخله فراسة الفطرة، فمن الممكن أن أقول هذا الشخص سيئ وهذا جيد، فهذا الحكم العفوي يمكن تطويره بطريقة علمية.

وفي مشروع التخرج اخترت موضوع "علم الفراسة" وجمعته مع الفن.

لماذا اخترت الفن التشكيلي؟

أحبُّ فن الرسم وأميل إليه، وأعبر من خلاله عن فكرة معينة وهذا تماماً ماحدث عندما حولت فكرة "علم الفراسة" إلى فن حي .

هل أنت باحث في الفن التشكيلي أم ناقل؟

لا لست ناقلاً، أحبُّ أن أكون متجدد في فني بشكل عام، وحاولت أن أترجم الفكرة وعمقها من زاوية أخرى وهي الفن التشكيلي ممزوجاً بفراسة الوجوه.

لماذا ترجمته؟

لأنني شعرت أن هذا العلم مدهش وأسلوبه رائع، وأنا أؤمن بالفن البصري وأضيف عليه إحساسي. فترجمت فكرة مجردة بلوحة. عمل سائد في الفن الحديث وأنا أترج للفراسة بلوحات، ولم أقتصر على الدراسة التشكيلية، فسعيت إلى أدبيات اللوحة وما يجب أن يكون فنياً إلى جانب عمق الفكرة.

هل يتعبك أن أعمالك تقتصر على الأبيض والأسود مع تنوع الألوان في الحياة؟

لوحاتي تختصُّ بالحفر، وفي الحفر يتم اللعب على الألوان وعلى درجات الأبيض والأسود، هذا الجانب من تفاوت البياض والسواد يعطي للوحة حيوية اللون.

إلى أين تريد أن تصل بفنك؟

أنا أشعر أنني في بداية الطريق، أطور نفسي من خلال قراءة الكتب والتعمق في علم الفراسة فأزاوج بين المعلومات الفنية والنظرية لدي.

"أعمل بتوازٍ لأن الموضوع الثقافي لا ينفصل عن الموضوع الفني، وبالنسبة إلي فالفنان يجب أن يكون مثقفاً إلى جانب كونه مبدع".

اختلاف الجزئيات من وجه إنسانيّ إلى آخر، إلى أيّ مدى يؤثر في جمال اللوحة؟

"أنا آخذ انطباعي الأول عن الشخصية وعن كل شخص أراه، فكل شخص ينطبع بشكل لمحة سريعة بالنسبة لي، ولكل إنسان ما يميزه عن البقية "الخدود"، "العيون"، "الشعر"، "الأنف".

فتكوينهم ونسبتهم مع بعضهم بعضاً مهمة، وأنا أترجم انطباع الوجه كلوحة فنية.

أين العامل الجمالي هنا "الوجه كلوحة فنية"؟

"أعمل على اللوحة من حيث التكوين، الخطوط، النسب، توضع التكوين داخل اللوحة بطريقة متناسبة، التقنية بالنهاية".

هل أنت مطَّلع على تقنيات الفن التشكيلي السوري؟

"أحضر جميع المعارض التي تقام في سورية بشكل دائم".

هل تحاور وتنقد؟

لا أنقد، "أحب أن أحاور الفنان الذي صمم اللوحة، وأن أناقشه في جمالياتها".

أنت تركز على الأنف في لوحاتك، لماذا؟

"العيون وباقي مكنونات الوجه مهمة، لكن الأنف هو مركز الوجه، فكثير من الصفات تؤخذ من شكل الأنف في علم "الفراسة" وتترجم فنياً.

هل ستجرؤ على إدخال الألوان لفن الحفر؟

أكيد وأنا أسعى إلى ذلك في أعمالي الجديدة.

هل يحظى فن الحفر بمكان فني في سورية؟

"فن الحفر تحديداً ليس له سوق، فلا يلاقي رواجاً كبيراً كفن".

ما مشاريعك؟

أحضر حالياً لمعرض وكتاب في الوقت نفسه، فاللوحات تمثل الجانب الحالة الفنية والكتاب يمثل الحالة الثقافية، وهذا ما أسعى إليه دائماً، دمج الثقافة بالفن.

بمن تأثرت من الفنانين؟

"فان كوخ"، هو الأكثر تأثيراً بالنسبة لي وأحب أعماله كثيراً.

آخر تحديث ( 31 / 01 / 2007 )
جريدة بلدنا