منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    الزواج العرفي (مناقشة)

    نور - مصر الاسم
    الزواج السري.. العبث بالرباط المقدس العنوان
    أزواج وزوجات الموضوع

    أنا فتاة عمري 25 عاما، أحببت رجلا لدرجة الجنون، عمره الآن 51 عاما، تزوجته عرفيا (في السر) منذ حوالي 3 سنوات، وحدثت مشاكل بيننا وطلبت منه أن يطلقني، ولم يوافق في البداية ولكن بعد تصميم مني وافق وقطعنا الورقة الوحيدة التي كانت معه وقال لي: أنت طالق، ورجعنا لبعض مرة أخرى بعد دقائق وكتبنا ورقة غيرها، وبعد سنة تقريبا تكرر نفس الموضوع وحدثت مشاكل بيننا وطلبت منه أن يطلقني.. ولم يوافق مثل أول مرة وبعد تصميم مني وافق وقطعنا الورقة الوحيدة التي كانت معه وقال لي: أنت طالق.
    "وبعدها رجعنا لبعض مرة أخرى" بعد شهر ونصف تقريبا، ولكن هذه المرة كان "الجواز بالكلام" فقط، قال لي: "أنا زوجك أمام ربنا ولا لأ؟"، قلت له: نعم، وبعد فترة تشاجرنا مرة أخرى فقلت له: "قل لي أني طالق" فلم يوافق وقال لي: لا توجد ورقة بيننا هذه المرة، (طبعا هو لم يكن يريد أن يقولها لأنه يعرف أنها ثالث مرة ويعرف أننا سنرجع لبعضنا مرة أخرى) ولكني صممت على رأيي، "وبعدين قال لي أنت طالق"، وبعدها بساعة "رجعنا لبعض تاني"... ونحن الآن نريد الزواج بشكل رسمي وعلني.. فهل يجوز أم لا؟



    المشكلة
    فريق مشاكل وحلول اسم الخبير

    الحل


    يقول د. عمرو أبو خليل -مستشار صفحة مشاكل وحلول:
    لولا أني شاهدت حالات مشابهة في الواقع من خلال عملي في المركز لتصورت أن رسالتك مجرد عبث من فتاة لاهية تريد أن تتسلى بإرسال مشكلة غير واقعية لمستشاري الصفحة حتى تسخر منهم ومن قدرتهم على التعامل مع المشاكل، ولكن للأسف الشديد فإن هذا العبث والاستهتار بأقدس رباط وهو رباط الزوجية حقيقة واقعة ومتكررة في تحد واضح وساخر لكل القيم والأعراف، وفي هروب من تحمل مسئولية الزواج وتبعاته الحقيقية حتى في حدها الأدنى وهو مواجهة المجتمع بهذا الزواج.. حتى هذا لا يريد العابثون تحمله.

    فزواج المسيار هو زواج لا يتحمل فيه الرجل مسئولية نفقة زوجته أو سكنها ولكنه زواج صحيح من حيث موافقة ولي الأمر ومن حيث الإشهار والعلانية، والأعظم والأهم أنه زواج موثق رسميا؛ وبالتالي فإنه باستثناء ما تنازلت عنه الزوجة من حقوق النفقة والسكن -فإنها اختارت هذه الطريقة لظروف تخصها وتخص زوجها- فهو إطار شرعي يحل مشكلة نساء يحتجن الأزواج ورجال يحتاجون الزوجات تحت ظروف خاصة من وجودهم في أماكن بعيدة عن زوجاتهم مع رغبة إعفاف النفس وعدم الوقوع في الحرام.

    ولكن هذه الصيغة الرحبة المخففة لا ترضي العابثين فهم يؤيدون -على حد وصف أحدهم تماشيا مع لغة البيزنس أو رجال الأعمال- زواجا ذا مسئولية محدودة. والحقيقة تقول إنه يريد زواجا بدون أي مسئولية إلا إتيان المرأة في الفراش والاستمتاع بها وإمتاعها، ولذا انتشر الزواج السري والشفوي بشهود أو بغير شهود، فالأمران سيان، فالشهود الموصون بالكتمان ليسوا شهودا.

    وبالتالي فنحن في كل الأحوال لا نتحدث عن زواج ففي غرفة مغلقة يكتب الرجل لامرأة اشتهاها -وعلى وشك الوقوع بها- ورقة أنه قد تزوجها بطريقة: "أليس الله يعلم أنك زوجتي؟".. والله بريء مما يقترفونه من زنا وهم يقحمون اسم الله فيه بدون وازع من ضمير أو خلق، وكما قلت قد يحضر أحدهما شخصين عديمي الضمير أيضا ليشهدا هذه المهزلة ويوصيهما بالكتمان وقد يكونا فردي الحراسة في العمارة التي يقضي بها هذا الرجل وطره، أو صديقين يتبادل معها القيام بنفس الدور في خدمات مشابهة.

    هذا ليس زواجا لأنه سري؛ حتى ولو وجد شاهدا زور وُصِّيا بالكتمان فليس زواجا لأنه غير موثق، حتى لو كتب ورقة لا معنى لها لأنها تقطع بكل بساطة واستهتار وليس لها أي دلالة حقيقية، ولذلك فإن قوانين الأحوال الشخصية لا تعترف بهذه الورقة ولا تعتبر إلا الزواج الموثق رسميا من خلال المأذون الشرعي، وهو موقف -بعد نظر شرعي- تقره وتؤكده الوقائع التي تحدث في هذه الأيام، فلم يعد الزواج العرفي هو ذلك الزواج المعلن المشهر بموافقة الأهل وتحت نظر الجميع، والذي كان يتم لحفظ معاش الزوجة أو غيره من الأسباب التي لم يَرَ القانون داعيا لها -مع وجاهتها- لأنه يحمي المجتمع كله من التردي إلى حالة من الفوضى، وحدثت بالفعل عندما استغل نفس الاسم -(الزواج العرفي)- للتستر على جرائم غير أخلاقية وغير شرعية.

    والحقيقة أن الأمر لا علاقة له بالزواج من قريب أو بعيد بل إنه حتى ليس به شبهة الزواج الفاسد؛ لأن أطرافه يعلمون تماما ما يفعلون، إنهم يفعلون ذلك مع سبق الإصرار والترصد.

    وقد ناقشت أحدهم قائلا: إذا كنت قد رضيت هذه السيدة أو الفتاة زوجة فلماذا لا تذهب إلى المأذون الشرعي وتعقد عليها عقدا شرعيا صحيحا؟

    فكان رده: لأني أخاف أن تستغل العقد ضدي

    قلت له: وما هذا الزواج الذي يقوم على عدم الثقة والأمان؟ فإذا كنت لا تثق بها فلماذا تتزوجها؟ وما هو التهديد الذي يحمله الزواج الشرعي؟

    قال: ستطالب بحقوق متساوية مع زوجتي الأولى

    فقلت له: ولماذا هي ترضى الآن بحقوق أقل أليس هذا باتفاق؟

    قال: نعم لأنها تحتاجني

    قلت له ومن يحمي حقوقها هي؟

    فقال صديقه الجالس يسمع الحوار: أنا ضامن لهذا الزواج

    فقلت له: لا أفهم

    قال الصديق: إن هذه المرأة ما كانت ترضى أن يتم الزواج بهذه الصورة لولا ضماني لصديقي

    قلت: ومن قال إنه بحدوث الخلاف تقف بجانب هذه المرأة ضد صديقك الحميم.. فإذا بي أكتشف زواجا جديدا هو الزواج بالضمان!!

    إنه نفس الإصرار على العبث بقدسية الرباط، وبدلا من مواجهة أنفسنا بالحقيقة وهي أنا نريد أن نعبث ونريد أن نزني دون حساب فإننا نذهب لادعاء أن ما نفعله هو زواج ذو مسئولية محدودة أو زواج بالضمان أو أي صيغة من صيغ البيزنس.. ليس هذا زواجا، ولا بد أن يحسم الفقهاء هذا الأمر بوضوح مثلما حسمه القانونيون.. لا زواج بغير موثق رسمي، وأي زواج بدون توثيق هو زواج باطل لأنه هروب من المسئولية، ولأنه زواج سري لا إشهار فيه، ولا يعني الإشهار أيضا بحال من الأحوال أن يمشي أحدهم بهذه الزوجة السرية في الشارع، فإذا سأله أحدهم عنها قال إنها زوجته، فهو إشهار لمن لا يعرفه ولكن أهل الزوجة لا يعلمون وأهل الزوج وأصدقاؤه لا يعلمون، وكل المجتمع الحقيقي للزوجة والزوج لا يعلمون.. إنه العبث والاستهتار.

    مرة أخرى، الزواج هو الزواج بعقد شرعي رسمي موثق أمام كل الناس، ومن أراد مسئولية أقل فليضع ما يبغي من شروط ولكن في العقد، فلا يوجد شيء اسمه الزواج العرفي في عصر قد وثقت فيه كل المستندات والأوراق على الإنترنت وعلى الكمبيوتر وعلى الميكروفيلم، لأن النتيجة هي ما أرسلته في رسالتك من تهريج وعبثية واستهتار.

    إن الأمر لا يحتاج إلى حكم شرعي لإمكانية تحول علاقتكما الآثمة إلى زواج شرعي ورسمي من عدمه ولكن الأمر يحتاج إلى وقفة مع نفسك لتري ماذا فعلت بنفسك وكيف أهنت نفسك ونزلت بها إلى الحضيض، لا يكفي أن نسمي الأمور بغير أسمائها حتى نتصور أننا تخلصنا مما وقعنا فيه من إثم؛ فالأمر يحتاج إلى توبة وإلى عودة إلى تقدير المقدس، لأن من استهتر بالرباط المقدس أولا فلن يغيره شيء إذا لم يراجع نفسه ويعرف كم أخطأ في حق نفسه وفي حق الله وفي حق أهله.

    هل وصلت الرسالة؟ كفى عبثا أيها العابثون.


    ويقول أ. عصام الشعار -عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:


    الحمد لله الذي أحل النكاح وحرم السفاح، والصلاة والسلام على من جاء بشرعة تصان بها الأعراض والحرمات، وعلى آله وصحبه وبعد:


    فحفظ الأعراض من أهم المقاصد التي جاءت الشريعة للمحافظة عليها، وتحقيقا لهذا الغرض فإن الشارع حرم الزنا الذي هو من أكبر الكبائر، وأقبح الذنوب وأبشعها ولذلك قرنه الله تعالى بالشرك والقتل، فقال تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً)، ولم يقف التحريم عند تجريم وتحريم الزنا فحسب، بل حرم كل ما يفضي إليه، فالنظرة الخائنة حرام، وكشف العورات حرام، والخلوة حرام، وكل ما يقرب إلى الزنا فهو حرام.

    ولكل ما سبق كان عقد النكاح له خطره، ونظرا لخطورته فقد أحاطه الشارع بسياج منيع ووضع قيودا واشترط شروطا لم يشترطها في غيره من العقود؛ لأن هذا العقد به تستحل الفروج، وتصان الأعراض من عبث العابثين، وبه تتسامى البشرية وتعلو قيمة الإنسان، فهو وإن كانت تحركه غريزة ولكنها غريزة تستضيء بنور الشرع.

    وما جاء في رسالة السائلة لا يسعني إلا أن أصفه بأنه إسفاف واستخفاف بعقد من أشرف العقود وأعظمها أثرا وخطرا، وحسبنا أن الله تعالى سماه ميثاقا غليظا، فبه تقوم الأسرة على أساس سليم ركين ومن ثم يقوم المجتمع -وقاعدته الأسرة- على أرض صلبة وفي جو نظيف عفيف.

    ومما يثير الاستفزاز والاشمئزاز في رسالة السائلة هو الخلط واللعب بالمصطلحات وتسمية الأشياء بغير مسمياتها، فالزنا والخنا والجري وراء إشباع الغرائز والشهوات ألبسناه ثوب الحب والزواج، وقاتل الله إعلام العري والرذيلة.

    وسأتجاوز الحديث عما بين السطور فقد كفاني إياه الأخ الدكتور عمرو أبو خليل وأقف عند الرسالة مجردة وألخص الحكم الشرعي فأقول:

    إن عقد النكاح الشرعي له شروط وأركان إذا توافرت كان العقد صحيحا، وإلا فهو زنا صريح، وأقل أحواله أنه عقد فاسد، والفرق بينهما: أننا نحكم بالزنا في حالة إتمام العقد بصورة لم يقل بها أحد من الفقهاء كما هو الحال في قصة السائلة فلا شك أن هذا زنا صريح يستوجب إقامة الحد -(لو اطلع عليه)- كما تجب التوبة إلى الله تعالى منه في كل حال، فالسائلة قد مكنت من نفسها واستحلت الحرام لمجرد ورقة ليس لها قيمة في ميزان الشرع بل ليس لها قيمة في أي ميزان من موازين البشر.

    أما العقد الفاسد فهو أن يقع على صورة يقرها مذهب من المذاهب الفقهية المعتبرة كالتي تتزوج بدون ولي ويتوافر في عقد النكاح كل شروطه وأركانه من الشهود العدول والمهر فهذا عقد فاسد عند جمهور الفقهاء وإن كان جائزا عند فقهاء الحنفية، ولكننا لا نفتي به والمقام ليس مقام تفصيل، والعقد الفاسد لا تترتب عليه أي آثار سوى أنه شبهة يُدرأ بها الحد.

    فيجب على هذه الأخت السائلة أن تمحو هذه الصفحة السوداء من حياتها ولن يمحوها إلا الندم والتوبة النصوح، وأن تُتبعي التوبة بالمداومة على الطاعات وفعل الخيرات فإن صدقت في إقبالك على ربك فأنت أهل لهذه البشارة (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا).

    وإذا كانت العلاقة بينك وبين هذا الرجل تجاوزت كونها مجرد رغبة أو نزوة فليس من سبيل إلا أن يتوج هذا الحب بالزواج الشرعي، وهو أن يخطبك من ولي أمرك وأن يشهر هذا النكاح بين الناس وأن يوثق هذا الزواج رسميا، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (لم ير للمتحابين مثل النكاح) صححه الألباني، صحيح الجامع حديث رقم 5200.

    نسأل الله تعالى أن يتوب عليك توبة ترضيه ويرضى بها عنك.. آمين.



    اسلام اون لاين

  2. #2
    اللهم احمى بنات المسلمين جميعا


    نسأل الله تعالى أن يتوب عليك توبة ترضيه ويرضى بها عنك.. آمين.



    شكرا الك للنقل المميز
    http://www.fursan.ws/wisam2.gif


    من العذاب ... إن تكتب لمن لا يقرا لك
    وان تنتظر من لا يأتي لك
    و ان تحب من لا يشعر بك
    وان تحتاج من لا يحتاج لك
    من المؤلم ... إن تحب بصدق
    وتخلص بصدق .. وتغفر بصدق
    ثم تصدم في النهاية بموت
    كل الصدق الذي قدمته
    "ثم تكتشف إن أجمل العمر كان سراباً"

المواضيع المتشابهه

  1. الشيخ محمد سعيد العرفى (ت: 1375 هـ)
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-08-2015, 03:06 AM
  2. الدور الأعلى/محمد العرفج
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-25-2011, 01:00 PM
  3. الشيخ العودة يفتي "ياسمينة المصرية" بجواز الزواج العرفي
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان الافتاءات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-28-2010, 11:41 PM
  4. من أول ام من هو أول؟(مناقشة)
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التصويب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-24-2007, 11:24 AM
  5. هوس التكنولوجية(مناقشة)
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان التقني العام.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-18-2006, 08:12 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •