منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1

    بدايات النقد ونص هام

    نقتبس من نص طويل جملا هامة لننشره بعد ذلك:
    ويرى د. البصير ان هناك مبادئ خمسة لابد من توافرها في النص وهي قدرة الشاعر على الابتكار ووحدة موضوع القصيدة والتناسب بين الوزن الشعري والفكرة وجودة تنظيم الافكار وحرية توزيع القوافي.
    إن الدستور العثماني الذي صدر عام 1908م وعده الغانمي مناورة سياسية الا انه تسبب في ايقاد ثورة صحفية هائلة في العراق كان لها دورها في تغيير الادب تغييرا جذريا فقد نقلت النقد من الشفاهة الى الكتابة، الشفاهة التي اندثرت باندثار اللحظة التي انطلقت فيها فلا نظرية نقدية بل نظرية شفاهية معاصرة.
    *************
    والنص عرض لما جاء في كتاب سعيد الغانمي وهو:مائة عام من الفكر النقدي:
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيغلاف الكتاب

    ربما كان حلما حاول سعيد الغانمي ان يحققه في كتابه (مائة عام من الفكر النقدي) حلم قراءة مسيرة النقد الادبي بوصفها متوالية سردية او حكاية وهذا ما حاوله اذ لم يتكئ على الزمن في افقيته بهدف كتابه تاريخ النقد الادبي في العراق وانما سعى الى تقديم قراءة لمسيرة النقد الادبي بوصفها حكاية تتضمن لحظات يمكن الوقوف عندها لاضاءتها حكاية بطلها الخطاب النقدي كونه خطابا فاعلا يتصل بخطابات اخرى.ويتضمن مجموعة من البؤر الدلالية البارزة التي مرت بفضاءات اثر كان لها تأثير مفصلي حاسم وحاول الغانمي تجنب ربط النقد بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وانما ربطه بالظرف الثقافي الشامل.الافندية والنقدالدستور العثماني الذي صدر عام 1908م وعده الغانمي مناورة سياسية الا انه تسبب في ايقاد ثورة صحفية هائلة في العراق كان لها دورها في تغيير الادب تغييرا جذريا فقد نقلت النقد من الشفاهة الى الكتابة، الشفاهة التي اندثرت باندثار اللحظة التي انطلقت فيها فلا نظرية نقدية بل نظرية شفاهية معاصرة.في هذا الوقت الذي انطلقت فيه ثورة الصحافة تشكلت طبقة حاولت التعبير عن نفسها الى جانب الطبقات الاخرى وهي طبقة الانتليجنسيا الثقافية التي اطلق عليها حينها طبقة الافندية واصبح لها صوتها حاولت هذه الطبقة تجاوز الخطابية والمنبرية والمشاركة في الحياة العملية اي في الثورة الاتصالية التي احدثتها الصحافة التي صنعت مناخا ثقافيا جديدا مما اثر في الادب اذ اختفت انواع ادبية وظهرت انواع اخرى بديلة وتخلص الادب من الخطابة والمنبرية والتزويق والتزوين واتجه نحو الاقتصاد اللغوي وابتدأ مصطلح الانتقاد يطفو على السطح وتبنته مجلة العلم ومجلة لغة العرب وكانت الحداثة النقدية في كلتا المجلتين تعني مواكبة الزمن بمتابعة ما هو عصري.اشتباك الفضاءات الاتصاليةعبر حكايات عن فتاوى وقصص سياسية واحتلال انجليزي اعقب الاحتلال العثماني واغلق باب العمل في الصحافة على الانصار الموالين عاد الافندية ثانية الى المقهى كبديل للخيانة كان المقهى منفى طوعيا شبيها بالمنافي البعيدة التي ضمت المثقف العراقي في العهد البعثي.في هذا الوقت برزت المقاهي الاختصاصية وتحولت الى اماكن للصحافة الشفاهية نما فيها النقد للترويح عن النفس او التطهير بالمعنى الارسطي وفي العام 1936م تأسست دار الاذاعة العراقية وكانت من حصة السلطة العسكرية ولم يكن للمثقف دوره ايضا وحين حاولت الدولة ان تتسع الاذاعة لصوت المثقف لم تجد الا الثقافة الشفاهية التي مثلتها محاضرات د. محمد مهدي البصير عن ادب شفاهي بوسط شفاهي.الرصافي.. راهب النقد الملتزميقف الغانمي عند معروف الرصافي 1875 - 1945 تصوره مثالية للافندي العراقي وعاش ضروب الاتصالات المتشابكة فاهتم بالخطابة والف فيها كتابا كما اصدر مجلة الامل 1923م وترجم كتاب رواية الرؤيا واصبح هذا الكتاب الى جانب كتاب الجاذبية وتعليلها للزهاوي والقرآن والكون للشهرستاني الصادرين في بغداد عام 1910 اقدم ثلاثة كتب حديثة في العراق.بعد نشر رواية الرؤيا تولد صنف ادبي جديد اطلق عليه قصة الرؤيا فقدم عطا صبري (كيف يرتقي العراق.. رؤيا صادقة) ويلجأ الرصافي الى تأريخية الشعر ويكتب ما سمى بروايات الطبيعة فمصطلح رواية كان يعني لديه سلسلة من الاحداث التي تؤدي الى نهاية بالمعنى الفائي للكلمة وكان الرصافي يصبو عبر مشروعه النهضة الفكرية للعرب عبر تأسيس فكر واع لصنع الحاضر ببناء اجتماعي تتضافر فيه المصلحة والقناعة وهو بهذا المشروع يهتم بالثقافة التراثية والنقدية ويهتم ايضا بنقد الثقافة الاستشراقية وان بقي يفكر في اشكالية الهوية التي كان يطلق عليها الشخصية. لقد ظل الرصافي وفيا لمشروعه ودفع ثمنا غاليا لهذا الوفاء في حياته وبعد موته.الزهاوي ونيتشهيحاول الغانمي تحت هذا العنوان الزهاوي ونيتشه ان يربط بين الزهاوي والفكر النيتشوي ويتجه في ذلك الى النقد الداخلي اكثر من التاريخي ويكشف عن فكر الزهاوي الذي اتجه لمناقشة قضايا علمية خاصة نظريته في الدفع العام كل شيء يحن الى الاندفاع والانطلاق ليس الانسان وحسب بل الذرات والكواكب والشموس وغيرها.وكانت لديه ثقة كبيرة في التطور ووضع ذلك في قصائد له واقترح الزهاوي في محاولة لايجاد معيار موضوعي لنقده الادبي ان يكون الشعور معيار التجدد والسمع معيار التقليد.من الشفاهية الى النقد التاريخيالى محمد مهدي البصير يتجه سعيد الغانمي في متواليته السردية عن النقد الادبي في العراق والبصير بدأ حياته شاعرا في مدرسة محمد القزويني وكان خطيب الثورة ضد الانجليز وذهب الى فرنسا لاكمال دراسته وبعد عودته اصدر عددا من الكتب النقدية كان من اهمها كتاباه بعث الشعر الجاهلي 1939 ونهضة العراق الادبية في القرن التاسع عشر 1946م يرد الاول على طه حسين ويبعث الثاني تراث القرن التاسع عشر الشعري في العراق.ويرى د. البصير ان هناك مبادئ خمسة لابد من توافرها في النص وهي قدرة الشاعر على الابتكار ووحدة موضوع القصيدة والتناسب بين الوزن الشعري والفكرة وجودة تنظيم الافكار وحرية توزيع القوافي.تحولات الادب الملتزمفي مدخله للحديث عن الادب الملتزم يستعرض الغانمي الاشتباك النقدي الذي حدث في بداية الخمسينيات بين دعاة الالتزام ودعاة الانفصام في مصر ولبنان ويتناول اعداد مجلة الاداب التي تناولت هذا الاشتباك في عددها الاول وما بعده متناولة مفهوم الالتزام.عراقيا كانت الاداب منذ اعدادها الاولى قد لقيت الاهتمام والمتابعة وساهمت فيها الاقلام العراقية ومنها اقلام حسين مروان الذي تبنى فكرة الالتزام ومعه السيار الذي دعا الى الالتزام ايضا.تكرار التكرارفي عام 1949م وفي مقدمة ديوان شظايا ورماد كان رأى نازك الملائكة يدور حول (اللاقاعده هي القاعدة الذهبية في الشعر) وفي عام 1963م تحول من النقيض الى النقيض. يضيء سعيد الغانمي لتحولات فكر نازك النقدي ويلقي الضوء على تعريفاتها حول القصيدة ورأيها في الشعر الحر التي اعتبرته ظاهرة عروضية قبل كل شيء وتبنيها فكرة النموذج وتعريفها تعريفا انتقائيا يجمع بين مختلف انواع النماذج.الصحوة الحواريةتصل بنا السردية النقدية الى اواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات تلك الفترة التي شهدت حوارية باختين وانتعشت فيها افكاره الادبية ليبني بعض النقاد العراقيين هذه الافكار لتصدر ثلاثة كتب عن باختين وله ومعه الاول للدكتور جميل نصيف التكريتي مترجم والثاني لفخري صالح مترجم والثالث للناقد فاضل ثامر تأليف.ومن اهم مزايا النقد الحواري انه يسمح بان تتكامل فيه المناهج النقدية الحديثة جميعا من تفاعل وتداخل.ويتوقف الغانمي عند الفكر الباختين طويلا هذا الفكر الذي شارك في توضيحه فاضل ثامر الذي تختزل سيرته سيرة النقد العراقي المعاصر اذ يعد من طليعة النقاد الستينيين ويضيء الغانمي لبعض اعمال ثامر ومشروعه النقدي.الاتجاهات الحديثةفي الفصل الاخير من كتاب مائة عام من الفكر النقدي يكشف لنا عن السياب الناقد ويرى انه مرحلة المرآة للنقد العربي والعراقي خاصة.ويتحدث عن المناخ السياسي والثقافي الذي ساد العراق في الستينيات وما بعدها يرصد لبعض الاعمال النقدية ذات الاتجاه الشكلاني والاسطوري او التاريخي التوثيقي مثل اعمال د. عبدالواحد لؤلؤة وعبدالاله احمد ومحسن اطميش ثم اعمال جبرا ابراهيم جبرا التي استمت بالضبط المنهجي وانتعاش حركة الترجمة.وفي الثمانينيات انتعش حديث النقد وقد اعتبر النقاد ان النقد العراقي لم يبدأ الا في عقد الثمانينيات اذ ظهرت اعمال نقدية عديدة.ويختم الغانمي كتابه بالاشارة الى ان هذا التصنيف غير حصري واغفل العديد من الاسماء ولكنه تصنيف شامل للاتجاهات.
    http://www.alyaum.com/article/1078646


    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    يوقفنا الناقد أمام أحكام صارمة ومقولات اطلاقية، من مثل قوله "فبعد افتضاح زيف القصيدة السبعينية، وانكشاف تلفيقيتها". فإلى أي حد يمكن التثبت من هذا الزيف ومن تلك التلفيقية؟ حتى أدب الحرب وأدب المعركة، هل يجوز أن نؤكد أنه لم يتناول سوى "الشخصية الايجابية والبطل النمطي المنتصر دائماً..."؟ وبالطريقة التي تناول بها الناقد الأميركي روبرت شولز المدارس النقدية الاميركية، يتناول الغانمي الاتجاهات النقدية الحديثة في العراق، مبتعداً عن أصول "الحكاية" التي وعد بتقديمها، فيقدم لنا - بدلاً منها - جرداً لمجموعة النقاد في الثمانينات والتسعينات، بدءاً من عبدالرحمن الطهمازي ومحاولاته الكشف عن المعنى القصدي عند المؤلف، وعلي جواد الطاهر وعبدالجبار عباس ومنهجهما الانطباعي، وحاتم الصكر الذي "تطور تفكيره من المطابقة بين القارئ النصي والقارئ الفعلي حتى الصوغ النظري الواعي لنظرية القارئ الضمني"... وصولاً الى شجاع العاني وطراد الكبيسي وياسين النصير ومحمد الجزائري ومحسن الموسوي وآخرين... الخ.
    اقتباس هام من نص آخر عن الكتاب:
    "مائة عام من الفكر النقدي" لسعيد الغانمي . هل بدأ النقد الأدبي العراقي في الثمانينات ؟


    تفاصيل النشر:
    المصدر: الحياة
    الكاتب: عمر شبانة
    تاريخ النشر(م): 18/5/2001
    تاريخ النشر (هـ): 24/2/1422
    منشأ:
    رقم العدد: 13942
    الباب/ الصفحة: 16
    > ماذا يعني الكلام على حركة نقدية أدبية عراقية؟ متى بدأت هذه الحركة؟ في مطلع عصر النهضة أم مع مقالات رواد القصيدة الحرة؟ أم ان جيل الثمانينات هو الذي رسّخ تلك الحركة النقدية؟ الناقد العراقي سعيد الغانمي يحاول الاجابة عن مثل هذه الأسئلة في كتابه "مائة عام من الفكر النقدي". يرصد الناقد العراقي سعيد الغانمي، في كتابه "مائة عام من الفكر النقدي"، أبرز اللحظات المضيئة، ذات الخصوصية، في المشهد النقدي، الفكري والأدبي، العراقي، خلال قرن من الزمن، في محاولة منه، ليس لكتابة تاريخ هذا المشهد، بل لسرد ما يسميه "متوالية سردية، أو بعبارة أدق، حكاية، بطلها النقد نفسه". تنطوي حكاية - مسيرة النقد الأدبي والفكري في العراق، كما يقدمها الغانمي، على محطات ومفاصل وتفاصيل أساسية، تتصل وتنقطع لتعود وتبدأ "تتكرر" من جديد مع كل جيل. لكنها حكاية غنية وجديرة بالقراءة، فمعظم عناصرها مجهولة تقبع في بطون الكتب والمجلات والصحف القديمة، لم يلتفت اليها النقاد ولا تاريخ النقد.
    ينصب جهد الغانمي على قراءة وصفية وتحليلية، معمقة حيناً وبانورامية حيناً، لتفاصيل المشهد النقدي على الصعيد النظري، في ما يخص الفلسفات والتصورات الجمالية والفكرية، كما على الصعيد التطبيقي لهذه التصورات. وبدءاً من المحطة الأولى التي تستوقف المؤلف، وهي محطة "الأفندية ونشأة النقد الحديث"، وصولاً الى المحطة الأخيرة التي تعالج "الاتجاهات الحديثة"، ثمة رحلة معرفية تلتقط من كل محطة أبرز ملامحها، وتقدم كل ناقد ليقول ما لديه. ففي المحطتين الأوليين نجد النقد في العراق، مع بدايات القرن، مقتصراً على ما يسميه الغانمي بـ"السوانح والخطرات النقدية" في المجالس وفي المساجد، ثم في الصحافة التي شهدت نقلة انفجارية مع صدور الدستور العثماني 1908، ثم في الاذاعة 1936، لكن هذا النقد سيتخذ مع معروف الرصافي صورة جديدة، وسنجده يغوص في جدل فكري وأدبي يطاول بعض المفاهيم غير السائدة، في العالم العربي آنذاك، كمفهوم "الفن للفن" مثلاً، وسيعالج الرصافي موضوعات النهضة والاستشراف على نحو غير مسبوق. لكن هذا كله لن يجد من يتابعه، فمن جاء بعده بدأ "بداية متكررة في" نشأة مستأنفة "يكرر بها اللاحق السابق".
    ومع مشروع الزهاوي، يتقدم النقد الفكري خطوة في اتجاه آخر، وليس بما يستكمل الرصافي. فقد ذهب الزهاوي في اتجاه الجدل العلمي والفلسفي والمقولات الكونية، قريباً من نيتشه وعلى خلاف معه، فكما تناول الطبيعة الحية وفكرة السوبرمان التي تناولها نيتشه، تناول أفكار الغربة الوجودية، ونقد الشك عند شوبنهور واليقين عند هيغل. وعلى الصعيد الأدبي، تناول الزهاوي قصة القديم والجديد، فقال "ليكن ميزان الجديد هو ما هز النفوس وعبر عن الشعور، وميزان القديم كل ما جمعه السمع وعافته النفس مما لا علاقة له بالشعور". وفي مسألة الوزن في الشعر يبدو الزهاوي وهو يقول "سوف تذهب القافية ويبقى الشعر شعراً ما بقي الوزن" مثل "سوبرمان الشعر المرسل" المحافظ، و"لا يريد أن يذهب أبعد مما يحتاجه ظرفه التاريخي وبيئته المحلية والأفندية المحيطون به".
    ومع تجربة محمد مهدي البصير، وكتابيه "بعث الشعر الجاهلي" و"نهضة العراق الأدبية في القرن التاسع عشر"، دخل النقد الأدبي طوراً أكثر تخصصاً، حيث وضع البصير مبادئ خمسة لاعتبار النص شعراً، وفرق بين النظم والشعر، وعالج مفهوم الأصالة النفسية وتفسيرها لجمالية النصوص، وتطرق الى مفهوم الشفاهي والكتابي وهنا يذهب بنا الغانمي في شرح موسع، وليس كله ضرورياً لتوضيح موقف البصير، بل ينطوي على عرض لمفاهيم ونظريات ليس هذا مجالها، وهو ما فعله أيضاً في مواقع أخرى.
    وفي تناوله تجربة "تحولات الأدب الملتزم"، يعرض الناقد تجربة مجلة الآداب مؤسسها سهيل ادريس، ولمفهوم الأدب الملتزم كما ورد عند سارتر، وكما تناوله نقاد ومبدعون عرب، أكثر مما يعرض النقد العراقي على هذا الصعيد. فهو يكتفي بما قيل عن السياب، أو على لسانه، وعن حسين مردان، مكتفياً بما قالاه عن الالتزام، ليقرر ان كلاً منهما قد "وضع رجلاً عند الالتزام، وأخرى عند الانفصام، دون أن ينتبها الى الموضوعة التي يختلفان فيها لم تكن الالتزام، بل نوع الأنا".
    في المحطة التالية، يتناول الغانمي تجربة نازك الملائكة النقدية، من خلال كتابها "قضايا الشعر المعاصر"، ومن خلال محاولة لوضع اليد على "المولد الأساس لفكر نازك... نقدياً، وهو مفهوم النموذج"، حيث يتحول بحثها في الشعر الحر - بعد أن حولته الى ظاهرة مجرد عروضية - الى بحث في النموذج الذي نفرت منه.
    وينتقل الغانمي في فصل "الصحوة الحوارية" الى النقد الجديد المنطلق في الثمانينات، من عباءات باختين وتودوروف ولوسيان غولدمان، وسواهم من البنيويين والتفكيكيين. فبعد تعريفه بهؤلاء وبمناهجهم النقدية، يتوقف عند تجربة فاضل ثامر النقدية، وعند كتابه "الصوت الآخر: الجوهر الحاري في الخطاب الأدبي". ومع ثامر، تتعدد المصادر النقدية الأوروبية: غولدمان، باختين، ايغلتون، ألتوسير، ماشيري، وجيمسن في المقاربات التاريخية والاجتماعية والايديولوجية، والمقاربات الألسنية والسيميائية في كتابات دي سوسيير، بارت، تودوروف، غريماس، بياجي، فوكو، ريفاتير.... لكن تجربة ثامر هذه لا تأخذ حقها من القراءة، فالقراءة الأساسية تنصب على المناهج التي يحاول ثامر الجمع بينها.
    يخصص المؤلف الفصل الأخير من كتابه لنقاد ينتمون الى الاتجاهات الحديثة، أي مرحلة ما بعد فاضل ثامر، ولكنها المرحلة الأساسية في النقد، حيث ما يعتبره الناقد شبه إجماع على أن "النقد العراقي لم يبدأ إلا في عقد الثمانينات"، إذ كان هذا النقد، قبل هذه المرحلة "يجري في اتجاه خطي للبحث عن وقائعية تربط العمل بمستوى التاريخ والسياق والبيئة والذوق الأدبي السائد، ... بينما بدأ منذ الثمانينات يحفر في عمق النص ويسائله بطريقة نقدية ومعرفية تتم فيها قراءة خارج النص في ضوء داخله"، وقد اتضح هنا "التمييز بين القراءة الداخلية والقراءة الخارجية". وفي هذا النطاق، يورد المؤلف ما قام به هو نفسه من تمييز بين "الريادة التاريخية" و"الريادة الفنية". لكن التمييز هذا لم يكن، في رأيه، سوى تعبير عن تلك "البداية المتكررة" مع كل فضاء اتصالي جديد... الخ.
    يوقفنا الناقد أمام أحكام صارمة ومقولات اطلاقية، من مثل قوله "فبعد افتضاح زيف القصيدة السبعينية، وانكشاف تلفيقيتها". فإلى أي حد يمكن التثبت من هذا الزيف ومن تلك التلفيقية؟ حتى أدب الحرب وأدب المعركة، هل يجوز أن نؤكد أنه لم يتناول سوى "الشخصية الايجابية والبطل النمطي المنتصر دائماً..."؟ وبالطريقة التي تناول بها الناقد الأميركي روبرت شولز المدارس النقدية الاميركية، يتناول الغانمي الاتجاهات النقدية الحديثة في العراق، مبتعداً عن أصول "الحكاية" التي وعد بتقديمها، فيقدم لنا - بدلاً منها - جرداً لمجموعة النقاد في الثمانينات والتسعينات، بدءاً من عبدالرحمن الطهمازي ومحاولاته الكشف عن المعنى القصدي عند المؤلف، وعلي جواد الطاهر وعبدالجبار عباس ومنهجهما الانطباعي، وحاتم الصكر الذي "تطور تفكيره من المطابقة بين القارئ النصي والقارئ الفعلي حتى الصوغ النظري الواعي لنظرية القارئ الضمني"... وصولاً الى شجاع العاني وطراد الكبيسي وياسين النصير ومحمد الجزائري ومحسن الموسوي وآخرين... الخ.
    * دار المدى - دمشق، ط 2001، 224 صفحة.
    "ظ…ط§ط¦ط© ط¹ط§ظ… ظ…ظ† ط§ظ„ظپظƒط± ط§ظ„ظ†ظ‚ط¯ظٹ" ظ„ط³ط¹ظٹط¯ ط§ظ„ط؛ط§ظ†ظ…ظٹ . ظ‡ظ„ ط¨ط¯ط£ ط§ظ„ظ†ظ‚ط¯ ط§ظ„ط£ط¯ط¨ظٹ ط§ظ„ط¹ط±ط§ظ‚ظٹ ظپظٹ ط§ظ„ط«ظ…ط§ظ†ظٹظ†ط§طھ طں
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    وظهرت اثر تلك الثورة الصحفية طبقة (الانتلجنسيا) الثقافية التي سميت حينها بطبقة (الأفندية) وراحت تنشر في الصحافة آراء مفرطة في الذم أو مبالغة في المدح دون ان تعرف الحلول الوسط، وأسهمت الإذاعة كفضاء اتصالي في عام 1936 في تنشيط الممارسة النقدية قليلا غير أنها لم تستطع ان تبلور حركة نقدية ذات ملامح واضحة إلى ان جاء معروف الرصافي الذي استطاع ان يثير إشكاليات لا قبل للوسط المثقف بها، فرغم نشأة الرصافي الدينية إلا انه سرعان ما تحول إلى الاهتمام بالتيارات الفكرية الحديثة في منابعها المختلفة والمتصارعة، فطرح نظرية )الفن للفن( ومسائل تتعلق بالتراث وأخرى بقضايا الاستشراق، وقد جلبت له هذه الآراء والطروحات تهما شتى لكنه مع ذلك ظل وفيا لأفكاره.
    مئة عام من الفكر النقدي للناقد سعيد الغانمي: قراءة موجزة لكنها متميزة وربما متحيزة !


    دمشق ـ ابراهيم حاج عبدي

    للوهلة الأولى ولدى قراءة العنوان (مئة عام من الفكر النقدي ) يقع القارئ في الحيرة والارتباك، ويلح عليه سؤال هو: كيف لكتاب مؤلف من أكثر من مئتي صفحة بقليل ،القدرة على اختصار مشهد نقدي بالغ الثراء في بلد مثل العراق خلال قرن شهد، النصف الثاني منه خصوصا،حركة نقدية دؤوبة وفاعلة وحافلة بالجديد بما لا يمكن الإحاطة بها في صفحات قليلة، بيد أن الحيرة تتلاشى منذ السطور الأولى في الكتاب حين يوضح مؤلف الكتاب سعيد الغانمي قائلا (لا يزعم هذا الكتاب بانه تاريخ للكتابة النقدية في العراق، بل يزعم انه حكاية بطلها النقد نفسه، وككل حكاية فانها تنطوي على مفاصل مهمة هي اللحظات التي اخترناها شواهد تمثيلية لكتابة هذه الحكاية، وعسى أن يكون في هذا عذر كاف عن تقصير الكتاب عن الإلمام بجميع الأسماء النقدية في العراق فهناك بالتأكيد نقاد آخرون لم تستطع هذه القراءات أن تتفحص أعمالهم لان وظيفتها ليست تاريخية).
    وقد اخذ هذا الكتاب، رغم الإقرار بهذا التواضع، جهدا من المؤلف لا يستهان به يؤكده ثبت المراجع الطويل في نهاية الكتاب فقد استعان الباحث بكم كبير من المصادر العربية منها والمترجمة إضافة إلى مصادر في لغتها الأصلية، فضلا عن مجموعة من المجلات والمطبوعات والمخطوطات ذات الصلة، ويتجلى هذا التوجه الشامل في ثنايا الكتاب عبر رؤية الباحث المعمقة تجاه مختلف القضايا والمفاهيم والمواضيع والمقولات المطروحة، فالغانمي ناقد متمرس يتكئ على تجربة غنية، وقد اصدر، من قبل، كتبا عدة منها (المعنى والكلمات) 1989 و (أقنعة النص) 1991 و (منطق الكشف الشعري) 1998 وغيرها.. كما قام بترجمة كتب قيمة منها (كتاب الرمل) لبورخس 1990 و(السيمياء والتأويل) لروبرت شولز 1993 و (العمى والبصيرة) لبول دي مان 1995
    ينصب اهتمام الغانمي في كتابه الجديد (مئة عام من الفكر النقدي) الصادر عن دار المدى (دمشق ـ 2001 )على اختيار محطات يراها مهمة وجوهرية في مسيرة النقد العراقي محاولا تقديم صورة بانورامية شاملة تسجيلية (بلغة السينما ) لا روائية كما وعدنا في المقدمة، إذ تتوسع وتتوضح ملامح هذه الصورة بشكل تدريجي، ويزداد وهج الصورة، وزخمها كلما اقتربنا زمنيا من نهاية المئة عام الأمر الذي يحيلنا وبسهولة إلى رأي للناقد فاضل ثامر يقول فيه : (على الرغم من وجود كتابات نقدية متفرقة خلال النصف الأول من هذا القرن ـ القرن العشرون ـ إلا أنها لم ترق إلى مستوى حركة نقدية منهجية متكاملة في الأدب العراقي، ولذا فان الحركة النقدية لم تبدأ بالاتضاح إلا في الخمسينيات وبالتحديد مع ظهور الملامح الحداثية لحركة الشعر الحر والقصة الفنية الحديثة ). .و لم يصبح هذا النقد واضح القسمات إلا في النصف الثاني من الستينيات أي مع نازك الملائكة وعلي جواد الطاهر كما يعلق الغانمي على رأي فاضل ثامر.
    يبدأ الباحث باعتقاد مفاده )ان متوالية السرد النقدي قد مرت منذ بدايات تشكيلها في أوائل القرن العشرين في أثناء بحثها الدائب عن صوتها الخاص بمجموعة من الفضاءات التي كان لها تأثير مفصلي حاسم ( منوها بان ) مفهوم الفضاء الإتصالي لا يقتصر دوره على كونه ناقلا ووسيطا لخطاب ما وحسب، وان تظاهر بذلك، بل هو ناقل ووسيط يغير كثيرا ويعدل من مضمون هذا الخطاب ومادته (.
    وفي هذا السياق يرى الباحث ان إعلان الدستور العثماني عام 1908 تمكن من إيقاد ثورة صحفية هائلة في العراق ما أحدثت قطيعة مع نظم الاتصال الشفاهية السابقة التي كانت سائدة في فضاء المسجد والمجلس والمقهى والديوان حيث كان النقد يتصف بانه خطرات محصورة بالشعر دون ان تعتمد على نظرية أدبية توصل إليها منتج النقد بالبحث والدراسة.
    وظهرت اثر تلك الثورة الصحفية طبقة (الانتلجنسيا) الثقافية التي سميت حينها بطبقة (الأفندية) وراحت تنشر في الصحافة آراء مفرطة في الذم أو مبالغة في المدح دون ان تعرف الحلول الوسط، وأسهمت الإذاعة كفضاء اتصالي في عام 1936 في تنشيط الممارسة النقدية قليلا غير أنها لم تستطع ان تبلور حركة نقدية ذات ملامح واضحة إلى ان جاء معروف الرصافي الذي استطاع ان يثير إشكاليات لا قبل للوسط المثقف بها، فرغم نشأة الرصافي الدينية إلا انه سرعان ما تحول إلى الاهتمام بالتيارات الفكرية الحديثة في منابعها المختلفة والمتصارعة، فطرح نظرية )الفن للفن( ومسائل تتعلق بالتراث وأخرى بقضايا الاستشراق، وقد جلبت له هذه الآراء والطروحات تهما شتى لكنه مع ذلك ظل وفيا لأفكاره.
    في البحثين الأخيرين يدرس الباحث التيارات والمناهج النقدية الحديثة التي ظهرت في العراق اثر ترجمة كتب المنظرين الغربيين، ولعلها بدأت بكتاب )قضية المضمون والمادة الأولية والشكل( ولم تهدأ حركة الترجمة إلى الآن، وفي رأي الباحث ان من أهم مزايا النقد الحواري ـ على حد وصفه للنقد في العقدين الأخيرين ـ انه يسمح بان تتكامل فيه المناهج النقدية الحديثة جميعا الداخلية منها والخارجية في تفاعل وتداخل منهجي منسجم : الشكلانية ،البنيوية ،السيميائية ،التفكيك ،التأويل، شعرية العمل المفتوح من جهة، والمناهج الاجتماعية والتاريخية والتطورية والأدب المقارن والواقعية ونظرية الدفاع عن المؤلف من جهة أخرى في تلاقح حواري فذ.
    وفي إشارة إلى ما قاله الناقد فاضل ثامر قد نعثر على الملمح الأساس للنقد في هذه المرحلة إذ يوضح ثامر ان مصادره المعرفية تصب في اتجاهين متناقضين )هناك من جهة المقاربات الاجتماعية والتاريخية والأيديولوجية المتمثلة في كتابات لوسيان غولدمان ، وباختين، وايغلتون، والتوسير، وماشيري ...(وهناك من جهة أخرى المقاربات الألسنية والسيميائية المتمثلة في كتابات ) دي سوسير ،و رولان بارت ،و تيودوروف، و غريماس، و بياجيه، و فوكو ...( وكان يخشى السقوط في نوع من التوفيقية والمصالحة بين المتضادات في الرؤية النقدية .
    ويخلص الغانمي إلى ان هناك اتجاهات نقدية مساندة في العراق منها النقد الاجتماعي والنقد الانطباعي والاتجاه النصي وغيرها من الاتجاهات ،المشفوعة في الكتاب بما يشبه بيبلوغرافيا للكتب النقدية التي تناصر هذا الاتجاه أو ذاك.
    AL-MADA Daily Newspaper...جريدة المدى
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. بدايات جواز السفر..
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-15-2018, 07:33 AM
  2. بدايات لامين معلوف
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-20-2016, 08:20 PM
  3. بدايات عمل الدماغ
    بواسطة ميسم الحكيم في المنتدى فرسان التعليمي.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-04-2014, 06:23 PM
  4. بدايات ونهايات...
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-10-2014, 05:28 PM
  5. بدايات مشاهير الكتاب العالميين
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى foreign languages.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-18-2011, 06:54 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •