علمني كيف أصطاد السمكة ..
يستعد شعب غزة ولاسيما المسئولين لإستقبال أسطول الحرية .. وبات من الواضح للعالم أن شعب غزة بالذات شعب مسكين وفقير ومحتاج , شعب يعاني من بطون فارغة جوعانة , شعب يصحو وينام جوعان , ولاينقصه لا أمن ولا كرامة , ولا وحدة ولاحلم بسيط .. وهنا مربط الفرس .. فالهم الغالب صار في غزة كما في الضفة هو كيف نعيش ولا ننام جوعى ؟ وصارت قضية الوطن على كف عفريت , يتلاعب به القريب قبل االبعيد , وتكاد تغدو مشكلتنا الأساسية أننا نعشق من يقدم لنا كيس طحين " و لو كان منتهى الصلاحية"" حتى لو كان من قدم لنا المساعدة له ماض أسود معنا , فما الذي جد على الساحة كي تُصبح غزة ليلي العرب والعالم أجمع..؟؟ ولماذا يلازم الفقر والحاجة غزة كما يرى العالم ؟؟ ..
نكاد ننفلق قهراً من ملازمة صفة " لاجيء " ومن الكابونة الزرقاء , واليوم جائنا من يدعي أنه يقف بجانبنا ويود مساعدتنا ... كي يدعم صمودنا .. يعطينا سمكة نأكلها مسرعين وبشغف , وبعدها نجوع . ونتسول .وهكذا نظل بلا شرف ولا شهامة , نعيش على حساب الغير كالساقطين , .. وماأكثر الذين ينعمون علينا " والحمد لله"
فلماذا ..؟ وماهو السر في ذلك ..؟؟ ماقصص الحب العجيبة هذه ؟؟ وإلى متى سنبقى على هذا الحال ؟ نشحت ونشحت ونشحت إلى أن يأتي جيل جديد ويبقي الحال على حاله , وتضيع القضية , فلا عودة ولاقدس, ولا أسرى ولا مايحزنون .. ومن يقف وراء ذلك؟ هل حقا أعمتنا السفن عن حقيقة الحال ؟ عن الوجع المغروس ؟ عن ألف قضية تحتاج منا نصف اهتمامنا بالسفن القادمة .. والحقيقة أن غزة لا تحتاج هذه المساعدات .. فلديها مايكفيها من خبز وماء , وأرضها ملىء بالخير , وإن كان لا بد وكانوا صدقا ينطلقون من منطلق الحب الجميل , فلماذا لا يرسلون لنا ألات وأجهزة كبيرة كي ننتج بأنفسنا ونعتمد على أنفسنا ؟؟؟؟؟ ..
لماذا يصر الجميع بلا استثناء أن يطعمونا السمكة بأيديهم .. ولا يصرون على تعليمنا كيفية الصيد ..؟؟ كي نكبر بأنفسنا لا بمساعدتهم .. ولماذا نبقى في هذه الدوامة .. كيس طحين وحليب للأطفال وسجائر ودواء للعجائز ..وهل حقا أهل غزة بحاجة لذلك ؟؟ إذا ماقيمة الأنفاق وقد فاضت بطوننا ..؟
أم أن هناك أيدى قذرة تحيك للعقول كي تنسى القضية الأسمى .. وهل السادة في غزة بغفلة عن ذلك ؟؟ وهل صدقا نحن بحاجة لهذا الأسطول ولمن أتى ..؟؟
ليعد أسطول الحرية من حيث شاء .. أقولها بملء الفم "" ارحلوا عنا .. دعونا .. لسنا بمتسولين ... ولا فقارى ولا مساكين """وإن كانوا صدقا ينوون مساعدتنا فليأتوا لنا بما يعيننا على أن نبني مانريد بأنفسنا فلدينا في غزة إمكانيات شبابية هائلة ..
كفاك ياسيد ناجي الخضري وكفى سادة غزة هذا الفرح المجنون بكل سفينة قادمة . .. كفانا هذا الأسلوب الرخيص من العيش .. ساعدوا الشباب على أن يبني بشرف وعزة لا أن يتواكل.. ...
علمونا كيف نصطاد السمكة لا أن تطعمونا إياها... ..
سعاد شعت
غزة .. ..



وكان هذا ردي


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا كنت واحدة ممن شاركوا في قافلة كسر الحصار شريان الحياة 3 ... أنه ولا فرد من أفراد القافلة كان يعتقد أنه جاء ليُشَحِّد أهل غزة الطعام.. ولعلمك الفكرة هي إنما كسر الحصار ولفت أنظار الناس له، كي لايموت أهل غزة كبد دون أن يعلم بهم أحد... وأن المشاركين في تلك القوافل كانوا يريدون المشاركة ولو بجزء بسيط في الجهاد في سبيل االله لحل القضية الفلسطينية والمحافظة على المسجد الأقصى .... وغير المسلمين من أفراد تلك القوافل، كانوا يريدون أن يدعموا العدالة ورفع الظلم.
عندما فكرنا بالمجيء لغزة كنا نعلم أن مانجلبه لأهل غزة كمن يعطي الذي يتضور جوعاً حبة قمح!! ولكن ذلك أقصى مانستطيعه، أن الذين يقومون بجمع التبرعات لتلك القافلة لدعم غزة، ممكن أن يُتهموا بالإرهاب وممكن أن يسجنوا.. أتعرف ماذا قال لنا جورج غلوي قبل أن نوثق إشتراكنا في الرحلة؟ قال: أنا لن أغشكم يجب أن تعلموا أن الرحلة ليست نزهة إنها خطرة؛ لأننا ممكن أن نقصف من إسرائيل وممكن أن نسجن، وممكن أن نُضرب من قِبل القوات المصرية، وهذا ما حدث فعلاً! ضُربنا حتى العظم وأُدْميَ كثير من أفراد القافلة ودخلوا غزة ومازالت جروحهم ساخنة!!
هل تعلم مازال قال لنا أهل غزة؟ قالوا إن قوافلكم هي جرعات الأمل التي تجدد صمودنا!! أصحاب الأمر يعشقون تلك القوافل ويتخاطفون أفرادها لإستضافتهم في بيوتهم وإكرامهم، إعترافاً منهم بجميل مشاركتهم لآلامهم وحصارهم...
فكيف تعطي سعاد نفسها حق الكلام لتتكلم عن أهل غزة مالم يقله أهل غزة الذين هم أصحاب الشأن، أليس هذا غريباً!!! هل سمعنا في الدنيا أن شخصاً جاءه شخص آخر لينقذه ويساعده على قدر استطاعته فكان رده كرد سعاد هذه:
ليعد أسطول الحرية من حيث شاء .. أقولها بملء الفم "" ارحلوا عنا .. دعونا .. لسنا بمتسولين ... ولا فقارى ولا مساكين """وإن كانوا صدقا ينوون مساعدتنا فليأتوا لنا بما يعيننا على أن نبني مانريد بأنفسنا فلدينا في غزة إمكانيات شبابية هائلة ..
هل تظنين أفراد القافلة بنك أو هم منظمة الأمم المتحدة، إن معظمهم فقراء موظفين أو متقاعدين، وكم رأيت منهم من فضَّل الذهاب إلى غزة على الذهاب إلى "هوليدي" رحلة إستجمام بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة، مع أن "الهوليدي" أرخص لهم بكثير من الذهاب إلى غزة وأكثر أمناً، ولا تنتج عنها مسؤولية ممكن أن تؤدي إلى سجنهم.. وحتى أن منهم من لايملك إجرة أوتيل ونام في الخيمة في أوروبا فكانت كالبراد بين ثلوج أوروبا وبردها القارس وكالفرن في حرالعقبة الخانق!!
أرجو من الله أن يهديكم وأن لاتكونوا ممن قال الله عنهم " من لايشكر الناس لم يشكر الله".
على كل حال، يوم تحرك كل مسلم ليشارك في هذه القافلة، كان يتطلع إلى الشهادة في سبيل الله أوعلى الأقل أجر المجاهد في سبيله. إن أمثال كتبة هذا المقال المغلقة عقولهم يستحقوا الرثاء وهم من الجهال المساكين الذين لايفقهون مايقولون!
وحسبنا الله ونعم الوكيل
منى ناظيف الراعي