* الحـديـبـيــة *

بسم الله الرحمان الرحيم

{ إِنَـّا فـَتـَحـْنـَا لـَكَ فَـتـْحًا مُبـِـيــنـَا }

صدق الله العظيم

مـكــّــة ُ..
موطنُ الميلاد ِ.. والذكرى ..و أطياف ِ الحنينْ ..
رفرفـــت ْ..
في فضاء الوجد أنسامُ الصبا ..
و تهادت نفحاتٌ ..
ترسم الماضي على درب السنين ْ..
فإذا المرسل بالحق يهفـــو ..
لمقــام قـدســي ..
نورُه يختال في الآفاق بالحق المبين ْ..
و إذا العزم نــداءٌ ..
و رعيلٌ .. يعبر البيداء يحدوه اليقينْ ..
جــدّ ركبُ الخير يسعــى ..
نحو بيت الله بالهدي الثمينْ ..
فإذا الشركُ جمــوع ٌ ..
تـتـصـــدى ..
لربيع قادمٍ بالخصب و الدأب الأمينْ ..
وإذا المختار يفضـــي ..
لرسولٍ نحو جمع الشرك يُبــدي ..
رغبة ً في عمرة ٍ تروي الحنينْ ..
وأبى الشركُ ..
تلظـــى..
في سعير الكره ِ والحقد الدفينْ ..
ثم كان الصلح نصرًا ..
كان فتحـًــا ..
و نوالا يغمر الدرب ضيــاءْ ..
أبرمَ العهدُ الوثيق :
- أن يعود المصطفى في عامه من حيث جاءْ ..
- أن تدوم الهدنة ُ عقدا رغيدًا ..
تهنأ الأحياء فيه تجتبي غُنـْمَ الرخاءْ ..
و تنادى القومُ حلفـًا ..
فإذا بـَـكـْرُ إلى الشرك يناديها البقــاءْ ..
وإذا قـوم خُزاعــهْ ..
في رياض الحـق أحـلافُ السنـــاءْ ..
* * *
عـاد ركب اليُـمن نحو الواح موفور الولاءْ ..
فـتولى المصطفى إيفـاد صحبٍ أوفيــاءْ ..
للملــوك الرؤســـاءْ ..
يا ملوكَ الأرض ِ
إني المرسَلُ بالحق من رب السماءْ ..
آمِـنـوا بالله ربــّــًا ..
تهتدوا للحق نــورًا ..
يتسامى في رياض المجد يرتاد العلاءْْ ..
إنه درب الصفــاءْ ..
إنه الإحسان في الدنيا وفي الأخرى هنــاءْ ..
....ثم سار نحو خيبرْ ..
فــإذا الدنيا حصونٌ ..
و قـــــلاعٌ ..
وجمــوعٌ تعتلي متن البنــاءْ ..
فحواها الفتحُ نــصرا ..
و حـوت دربَ الجــلاءْ ..
..عاد ركب المصطفى للربع يحدوه الوفاءْ ..
و مضت أيامه بالناس هدْيـًـا ..
و أمــانــًـا ..
يملأ الأرجاء يُـمـنــًـا و إخـــــاءْ .. \

عبدالله المؤدب البدروشي
{ من ديواني: مواكب النور}