* أحُــــد *

بسم الله الرحمان الرحيم

{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا
قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

صدق الله العظيم


و مضتْ أحداثُ بـدرٍ لحن عزّ بين أرجاء القبائلْ ..
و بدا الإسلام ذاك الحــق يسمـــو ..
في رحاب العدل و الإحسان قد زان الفضائلْ ..
و هوى الشركُ..
تــردّى.. في فلول ٍ ..
دلفـــتْ ..
من خلال القفر أضنتها المراحلْ ..
بات ذاك الزهو غــورا ..
ضاع في البيداء دفّ و حزام و مقاتلْ ..
ضــاع باطـلْ ..
فإذا الثـأر لهيــبٌ ..
ينشب في الرأي.. يرتـاد المحـافلْ ..
و إذا الشركُ نــداءٌ ..
في فضاء الربع يجتاح المنــازلْ ..
- هذه العير من الشـام أهلـّتْ ..
فاجمعوا الأرباح منهــا..
لاقتناء السيف و الرمح و إعداد الرواحلْ..
...و مضى العام بــدأب ٍ..
فــإذا الشرك تنــادى..
في حشـــودٍ ..
و رعـــودٍ ..
و نســاء..تنهب الأشعار من قيظ المغازلْ ..
تعبر البيــداء نحو الواح في زحف المقاتــلْ ..
* * *
و ســرى ..
سابقها في سيرها سيـرُ الخبـرْ ..
فـأعـدّ المرسَلُ بالحق صحبــَه ْ ..
و سعى بالجمع نحو الطود يرعاه القـدرْ ..
وهوى من حولـه صرْحُ النفاقْ ..
فـإذا بابن سلولٍ ..
ينثنـي بالحلف عن خير البـشـرْ ..
... واصطفى الرحمان جنـد الحق صبـرا ..
و ثـبــاتـــا ..
زانه الإيمانُ في العمق انتشـرْ ..
و تهادى الجندُ حتى اصطف عند الشّعب ِ
بالوادي استقــرْ ..
و تولـى القـائـد التـدبيـرَ في وضع الرمـاة ْ..
خلف جند الله عند الطود في أعلى الحجـرْ ..
قال أنتم لظهور الجند من أغلى الحماة ْ ..
فأقيموا خلفنــا..
لا تبرحوا مهما جرى بالوادي من زحف و فـَرْ ..
والتقـى الجمعان واشتد القتــالْ ..
و تسامـى النصر و الشركُ انــدحــرْ ..
فتنادى من تولى الرميَ..كل يرتجي حسنَ النوالْ ..
و رنا الشرك لنصر ٍ قد هـــوى..
فأعــاد الـزحف من خلــف التــلالْ ..
فـإذا الحرب سجــالْ ..
و إذا المهزوم في عــز المـآلْ ..
خطف النصـر بمـكـر ٍ ..
و هفــا للربع يقتات الوصــالْ
* * *
ثم عاد المصطفى للواح تعييـه الجراحْ ..
فإذا من نافق بالأمس يشدو ..
يتغنــى ..
بانتصـار الشرك يعلوه ارتيــاحْ ..
و إذا من عاهد للذود يزهــو ..
يفخر بالنصر ِ.. يلهو في انشراحْ ..
هكـذا جــدّ النفـاق ْ ..
و يهــود الكيـد عـســفٌ ..
يرسم الغـدر على عصف الرياحْ ..
فتولى المصطفى إجلاء من هادَ
عن الربع الحبيبْ ..
و زهت طيبــة ُ..فاحت ْ ..
بعبيـر الصـدق يسعــى ..
في فضاء قد شدا للنور حقــّا ..
و ضميــرا ..ضمــه القلب المنيبْ \

عبدالله المؤدب البدروشي
{ من ديواني مواكب النور}