رِحْلَةُ اللُّغَةِ الْعَرَبيَّةِ في بُحورِ الشِّعْرِ
طَرَفٌ مِنْ تَكْمِلَةِ عَمَلِ الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَرَاهِيدِيِّ
للدكتور محمد جمال صقر
كلية دار العلوم (جامعة القاهرة)
كلية الآداب (جامعة السلطان قابوس)

· دعيت من كيلة اللغات الأجنبية بجامعة بكين سنة 2010م، إلى المحاضرة في تاريخ اللغة العربية، فرأيت أن أصطفي نصوصًا من تراث الكلام العربي متوافقةً متعاقبةً متكاملةً، أتتبع فيها حركة أصوات اللغة العربية وصيغِها ومفرداتِها وجملِها وفقرِها؛ فلم يُمَكِّنِّي من ذلك إلا تراث الشعر العربي.
· وعلى رغم عيوب "الموسوعة الشعرية" الصادرة عن مُجَمَّع أبي ظبي الثقافي في 2003م، لم أستغن عما جَمَعَتْه من شعر لا يتيسر لباحث الانقطاع لجمعه؛ فعسى القائمون عليها وعلى مثلها أن يعرفوا خطر عملهم، فيقوموا له بما يستحق[1]!
· أهملت من مادة الموسوعة، شعر العامية، وشعر الدوبيت والشعر الموشح: أما شعر العامية فمتعدد الماهيات، يحتاج إلى بحث غير هذا المرصود لرحلة اللغة العربية الفصحى. وأما شعر الدوبيت ففارسي الوزن منخلع من العروض العربي الذي ضبطه الخليل. وأما الشعر الموشح فغير خالص للغة العربية الفصحى؛ فمن تقاليده الأصيلة المستمرة، أن يُختم الموشح بخرجة عامية أو أعجمية، يجدها الوشاح أولا، ثم يبني عليها موشحه، ليفضي إليها، وقد درست هذا الشعر الموشح من قبل، في "علاقة عروض الشعر ببنائه النحوي".
· خَلَصَتْ لي بعد ذلك 114234 قصيدة، توزعت في عصور التاريخ العربي، على النحو الآتي:
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

· ولما تأملت من كل عصر، علاقة مدته بمقدار قَصَاْئِده، تَصَنَّفَتْ الاثنا عشر عصرا، على أربعة أصناف:
- (أ) عصورٌ تَطابَقَتْ فيها دَرَجَةُ مُدَّةِ زمانها مِن تاريخ الشِّعْر ودَرَجَةُ نِسْبَة قصائدها مِنْ مَجْموع القصائد، وهي الإسلامي، وما بين الدولتين، والعباسيُّ، والعثماني.
- (ب) عصورٌ تَلاصَقَتْ فيها الدَّرَجَتانِ، وهي المخضرمون، والفاطميُّ، والأيوبي.
- (ج) عصورٌ تَقارَبَتْ فيها الدَّرَجَتانِ، وهي الأيوبيُّ، والمملوكي.
- (د) عصورٌ تَباعَدَتْ فيها الدَّرَجَتانِ، وهي ما قبل الإسلام، والمغربُ والأندلسُ، والحديث.
وعلى حين يظهر في ثلاثة الأصناف (أ) و(ب) و(ج)، أثرُ المدة الزمنية في مقدار القصائد- يختفي في الصنف الرابع (د)، هذا الأثر، ليظهر أثر تِقَانةِ التوثيق والحفظ والنشر؛ فلم يكن كثير من شعراء الجاهلية يكتبون شعرهم مثلا، ولا تخلو نكبات المغرب والأندلس من تضييع تراث الشعر، ثم إن للطباعة أثرا واضحا في تسجيل الشعر الحديث.
· وتخرجت قصائد الموسوعة الشعرية، من الستة عشر بحرا الخليلية، على النحو الآتي:

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي