غزّة 00 القد ّ الذي لا ينحني
شعر : ماجد الخطاب - سورية
شـــــــــــــرقٌ .. بلون جراح غزَّةَ يُكتَبُ
هي وحدهــــــــــــا بِكرٌ .. وإرثـُكَ ثيـِّبُ
و دم ٌ عليـــــــــــــه دمٌ عليه دمٌ .. على
أطلاله قمــــــــــرٌ يســـــــــــير وكوكب
قل ما تشـــــــــــــــــاء فإنَّ في تاريخنا
وطناً لترجمةِ القصــــــــــــــــيدةِ يذهب
هي ذي تلفُّ دموعَها بثيابهـــــــــــــــا
هي ذي لوجــــدٍ دائـــــــــــــم ٍ تتوثـَّبُ
هي ذي تَراكَ على جدار أنينــهـــــــــا
ذئباً ببيع حليبهـــــــــا يتكسّــــــــــــبُ
هي ذي تراك .. وأنت فيهـــــا لا ترى
وتراكَ كيف من الخطيئــــــة ِ تهـــربُ
أرأيت َ مريمَ وهي تحرس نخلـَهــــــا ؟
أرأيتَ عيسى وهو فيهـــــــا يُصــــلبُ
أرأيتَ طوق الورد فوق دروبهـــــــــا
والمشهدُ الدمويُّ باســـــــــمك يَطرَبُ
هي ذي بكل جمالهـــــــا وجلالهــــــا
ترمي الجمــــــارَ على ضمير ٍ يكذبُ
أرأيت غـــــــــزة وهي ذاهــــبة ٌ إلى
حقلٍ به كلُّ المــــــــرارة ُ تُعشـــــب ُ
أرأيتَ غــــــزة وهي عائـــــــدة ٌإلى
عربٍ عن الجســـــــد المهشَّم تـُعربُ
في صدرها غضبٌ وفي أجفانهــــــــا
حلمٌ .. وهمْ لم يحلموا أو يغضــــــبوا
في صدرها لغة ٌ تتاجر باســـــــــمها
و حمامـــــة ٌ فـــــــوق البنادق تلعب
في صــــــــــدرها التاريخ ُ يذبحُ نفسه
ويسيل منه المســــــــــتحيل لتشــربوا
في صـــــــــــدرها ملكٌ يحاورُ تاَجــهُ
في صــــــــــدرها قلقٌ .. وفيه تَرَقـُّبُ
أرأيت غزة .. يا ابنَ ألفِ هزيمـــــــةٍ؟
أســــــــــألتَ كم هذي البنونَ ولا أب ُ
هذا الزنــــــــا العلنيُّ أنجبَ واقعــــاً
تعسِاً ومهترئــــــــاً .. وأنت المنجبُ
أرأيتَ غزةَ .. غصْ بوحل جنونهـــا
واغرقْ .. فتابوتُ الهزيمـــــةِ مركب
هي وحدهــــــــا القدُّ الذي لا ينحني
هي وحدهــــــــا القلب الذي لا يذنبُ
هي هذه الأرضُ التي حاصــــــرتَها
والنورُ من أنفاقهــــــــا يتســــــــرَّب
هي هذه المدنُ التي مزَّقتَهــــــــــــا
فتجمعَّتْ .. وعلامَ لا تســـــتغربُ ؟
أرأيتَ غــــــــزة .. كلُّ طفلٍ قـــاتلٌ
ومقاتلٌ ..ويجيء ما هـــــــــو أعجب
لك وحدك الإذعانُ .. وحدك .. فاسترحْ
وأرحْ .. فغزَّةُ وحدهـــــــا لا تتعبُ
صــوغوا من الألقاب ما يحلــو لكم
و دعــوا الجراح بهــــا لمن يتلقَّبُ
= = =