أبواب القدر
دقَقْتُ أبواب القدر كلّهمِ
فلم أجدْ حلّاً لسرّي المبْهمِ
مرضْت وأعياني التّعب إعياءً
ودُميْتُ حتّى جفّ في العروقِ دمي
وصمَت اللّسان فصار لا يتكلّمُ
وصِرْت كلعبة طفلٍ أو صنمِ
وروحي في أعماقها تتأوّهُ
وأَلسنةُ لهبٍ في قلبي تُضرمِ
فعرِضْت على أحكم الحكماء لعلّهم
يداوون سُقْماً وجرح قلبٍ متألّمِ
فضحكوا وقالوا خذوا هذا المتيّم
لحبيبة قلبه الّتي بها مغرمِ
فها أنا عائدٌ فهل تقبلين
أن تنطقي من شهد فمك اسمي
وتعيدي لجسدي الرّوح بعد أن
عاش حياة الغربة والظّلمِ
تعيدي لنفسي الّتي تعبت بكاءً
ما كانت تأمل وبرفقٍ تحلُمِ
وها أنا أعتذر عمّا قد مضى
مع أنّ الاعتذار ليس من شيمي
فلا ترفضي اعتذاراً على سذاجتي
ولا تبدئي بالعَتْبِ واللّومِ
فالقلب من آلام الحبّ استحال
إلى ركامٍ في جوف منجمِ
فتعالي وخلّصيه من سكراته
وأعيديني لدنيا القمر والنّجمِ
ودعينا نسهر تحت أضواء السّما
علّ نظراتك تحيي قلمي الملهمِ
وجودي عليّ بعطفٍ من حنانك
و اغدقي على من أحبّك واكرمي
أيّتها الفتاة الطّاهرة النّقيّة
أيّتها الجميلة العذراء كمَريمِ
وسأقدّم لك قصيدة من شعري
وإن لم تكتفِ فرطلٌ من لحمي
فالدّم لا يهدى إلّا لساكنه
ومن يهدي الحبيب دماءهُ
فهو ليس- بحقّ نفسه- مجرمِ .
نورا كريدي
نورا كريدي