إلى حين عتق
( دعد )
من حبل المشنقة
أبثكم همي :

ـــــــــــــــــــ
سِفْرٌ مِنْ حِكْمَةٍ ..
,,,

تَعالَ وَ خُذْ - مِنِّي - كَلامًا عَجائِبا=تَنَلْ مِنْ حَكيمِ القَولِ مَا كَانَ صَائِبا
فَمَنْ جَرَّبَ الأيامَ - مِثْلِي - بِحلْوِها=وَ قَسْوتِها مَا كَانَ بِالنُّصْحِ نَاضِبا
كَمَا قَدْ أَرَاكَ - اليَومَ - لِلنَّاسِ دَائِنًا=فَفِي قَادِمٍ أَلْقَاكَ بِالدَّينِ ضَارِبا
وَ إِنْ تَعِشِ اللَّذَاتِ فِي طِيبِ نُضْرَةٍ=فَثِقْ أَنَّ مَا تَحيَاهُ يُرْدِيكَ شَاحِبا
فَعِشْ , إِنَّ بَعْضَ العَيشِ - مَا دُمْتَ بَارِقًا -=يُشَرِّقُ وَجْهَ العُمْرِ لَو صِرْتَ غَارِبا
وَ دُمْ طَيِّبَ الأوصَافِ - مَا عِشْتَ - طَاهِرًا=وَ مَهْمَا تَرَدَّى النِّدُّ , جَانِبْ مَثَالِبا
وَ لَا تَجْتَرِعْ - لَو مُتَّ - أَقْذَاءَ مَشْربٍ=فَمَنْ طَهَّرَ الأفْوَاهَ صَفَّى المَشَارِبا
وَ لَا تَدْنُ لِلقِيعانِ فِي جَوفِ رَاكِدٍ=فَمَنْ يَقْصُدِ الإِسْفَافَ يَلْقَ الرَّوَاسِبا
وَ مَنْ وَطَّنَتْهُ السَّعْيَّ - لِلصَّعْبِ - نَفْسُهُ=فَعَنْ ذَاتِهِ - فِي اللِّينِ - يَختَارُ نَائِبا
وَ مَنْ ثَبَّتَ الأقْدَامَ - قُدَّامَ - أَهْلِهِ=فَلَيسَ كَمَنْ - فِي العُسْرِ - تَلْقَاهُ غَائِبا
وَ لَيسَ عَزيزُ القَومِ مَنْ بَاتَ جَارُهُ=بِنَاجِذَةِ الإِذْلَالِ قَدْ عَضَّ جَانِبا
وَ لَيسَ كَريمُ الكَفِّ مَنْ جَادَ - جَهْرَةً -=وَ ظَلَّ يَلُومُ الكَفَّ - بِالسِّرِّ - غَاضِبا
فَهَاتِ ابْتِسَامَ البِشْرِ إِنْ جِئْتَ قَادِمًا=وَ أَكْثِرْ مِن الإِحْسَانِ إِنْ رُحْتَ ذَاهِبا
وَ إِنْ رُمْتَ رَبْطَ العِيرِ أَحْسِنْ عِقَالَها=وَ إِنْ بِتَّ فِي الآكَامِ أَبْدِ المَخَالِبا
وَ مَهْمَا تَكُنْ - يَا صَاحِ - صَلْبًا تَعُدْ إِلَى=أَسَاسِكَ رَخْوَ الطِّينِ , مَا زِلْتَ لَازِبا
وَ لَو أَنَّ مَا فِي الكَونِ مِنْ كُلِّ غِبْطَةٍ=يَسُرُّكَ مَاكَفَّاكَ , لَو عِشْتَ نَادِبا
فَعَاشِرْ بَشُوشَ الوَجْهِ تَنْعَمْ بِسَعْدِهِ=وَ حَاذِرْ عَبُوسًا عَاشَ لِلنَّحْسِ جَالِبا
وَ جَرِّبْ مِن الأصْحَابِ , مَنْ شِئْتَ وَ اتَّخِذْ=وَفِيًّا تَجِدْهُ الخِلَّ إِنْ تَرْجُ صَاحِبا
فَبَعْضُ ضِحَاكِ السِّنِّ - فِي الظَّهْرِ - شِدْقُهُ=يَلُوكُكَ بِالأَنْيَابِ فَظًّا وَ صَاخِبا
وَ بَعْضُهُمُ يَخْتَالُ - فِي السِّلْمِ - فَارِسًا=وَ إِنْ حُمَّتِ الشِّدَّاتُ يَرتَدُّ هَارِبا
تَرَاهُ جَميلَ المَدْحِ , مَا دُمْتَ وَاهِبًا=وَ لَاعِنَكَ الشَّتَّامَ لَو جِئْتَ طَالِبا
فَصِيحَ حُرُوفِ المَكْرِ , وَ المَكْرُ طَبْعُهُ=خَبِيثَ طَوَايا النَّفْسِ , بِالقَولِ كَاذِبا
مِن الأَهْلِ مَنْ - يَا صَاحِبِي - الطُّهْرُ أَصْلُهُ=وِ مِنْهُمْ بِسُمِّ اللَّدْغِ فَاقَ العَقَارِبا
وَ تَلْقَاهُمُ فِي الوِدِّ - وِدًّا - أَرَانِبًا=وَ فِي الغَيِّ يِنْقَضُّونَ - شَرًّا - ثَعَالِبا
فَشُدَّ صُرُوحَ العِزِّ وَ اسْتَلَّ نَصْلَةً=وَ جَرِّدْ حُسَامَ الحَقِّ - لِلزُّورِ - عَاضِبا
وَ عَلِّ بِرَفْعِ الرَّأسِ إِنْ أَنْتَ فَاعِلٌ=وَ جَلِّ بِسَيفِ الفَتْحِ إِنْ كُنْتَ نَاصِبا
فَحَتْمًا يَنَالُ المَجْدَ مَنْ سَارَ نَحْوَهُ=وَ لَا بُدَّ يَسْمُو - اليَومَ - مَنْ فَازَ غَالِبا
وَ لَيسَ كَلِيلُ المَتْنِ مَنْ كَانَ أَجْرَدًا=وَ لَيسَ قَوِيُّ البَأسِ مَنْ حَازَ شَارِبا
[/frame]