غربة القلب / شعر: عبد اللطيف غسري
تأوّهَ الطِيبُ في أعطافِها نــَــــــوْرَا
فاجتثّ من لِينتِي أفنانَها الحَــــــرّى
وقدّ من مقلة الأشواق زُنبُـــــــــــقة ً
تنفسَ الليلُ من إشراقِها فجـــــــــــرا
فالتاعَ مني شغافُ الوجدِ، جندَلنِــــي
والشوقُ حمّلني أثقالـَه الكبــــــــــرى
هل كان في نيتي أن يُسْتدَرّ دمـــــــي
هل كان من عادتي أن أصْرَعَ البحرا
هامتْ على زورق الآهاتِ قافيتـــــي
ما زلتُ أُتبعُها عِلاتِها العَشـــــــــــرا
الهمّ والحلمَ والوهمَ الذي بيـــــــــدي
والعطرَ والسحرَ والأسرارَ والخمــرا
وغصة ًفي حلوق الليل رابضــــــــة ً
طورًا تمورُ وتعلو تارة أخــــــــــرى
والحِبْرَ إذ يعتلي رأسَ اليراع لـــــــه
لونُ الطحالب يغزو السطحَ والغـَـوْرا
وصفحة َاللوح إذ يلهو البياضُ بهـــــا
مستبشرا، ثغرُه بالبسمةِ افـْتــَـــــــــرّا
فألـْقـَمَتـْنِي الخطايَا قعْرَ هاويـــــــــــةٍ
كالسحر يَأسَرُ مني الحِقـْوَ والصــــدرا
يا غربة َالقلب في أدغالِ فاتنــــــــــةٍ
تتيهُ في تِيهِهَا أحلاميَ السكــــــــــرى
فتشتُ عن لغةِ النجوى بذاكرتــــــــي
فما وجدتُ سوى ما يَقدَحُ الجمـــــــرا
أينَ الجنونُ الذي أقعَى بناصيتــــــــي
واختطّ للبوح فيهَا أسْطـُرًا حُمْـــــــــرا
واجتزّ من جسدِ الأشعار خاصــــــرةً
ومن سماء القوافي أنجمًا خُضــــــــرا
لا شئَ يَرْبأ بي عن وأدِ خاطرتــــــــي
في تربةِ الصمتِ ما قد يُنبتُ الزهــــرا
المغرب
18/8/2009