من جاء على ظهر الدبابات الأمريكية لا يستقيم وجوده بغيرها ، فكم سيبقى المالكي إذا تحطمت أسوار المنطقة الخضراء ، وكم سيبقى الحكيم والجلبي وعلاوي وغيرهم من العملاء الذين رقصوا على وقع حفر جنازير الدبابات في شوارع بغداد ، هؤلاء هم من جاءوا مع الأمريكان ومهدوا لهم الطريق وهونوا عليهم الأمر ، جاءوا مع الأمريكان لتحرير العراق من العراقيين ، وليحلوا محل الشرفاء من أبناء الرافدين ، وهؤلاء هم من يحتجز الشعب العراقي رهينة بيديهم ، وجودهم مرتبط باستمرار من يحميهم بالحديد والنار والأسوار والدم ، فكيف يوافقون على رحيل ولي نعمتهم ؟؟
والحقيقة أن العراق الذي أرجع عشرات السنين للخلف ، وقتل علماؤه ، وانتهكت محارمه في سجون الاحتلال ، ودمرت شبكات الماء والكهرباء والصرف الصحي ، وتأخرت جامعاته ، العراق الذي يحلبه اللصوص والحرامية ووكلاء الاستعمار لن يوافق هؤلاء على رحيل القوات الأمريكية لأنهم سيرحلون معها لو رحلت ، وسوف يمددون لها ، وإلا فقضية كهذه لا تحتاج لمزيد من التفكير ولا لمزيد من المشاورات ، هم يخافون من مساءلة العراقيين لهم أين ذهبت الثروات وأين نهبت الخيرات ، ولم أفقر الشعب هكذا ؟
وهم سيحاكمون بتهمة جلب الاحتلال لوطنهم ، فالعراقي طبع على الحرية وعدم الرضى بحكم الأجنبي حتى لو جلب معه اللوز مع السكر !