إنها مصر الثورة
د. فايز أبو شمالة
"دينيسروس" خبير في مساعدة إسرائيل، وتثبيت أركانها في المنطقة العربية، فهو الذيرتب فيما مضى اتفاقية وادي عربة بين الملك حسين وإسرائيل، وسبق أن رتب اتفاقيةالخليل بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ويعمل حالياً استشاري بمعهد واشنطن لسياساتالشرق الأدنى، المعهد الذي يسخر طاقته لما يخدم الكيان الصهيوني.
"دينسروس" كتب مقالاً في صحيفة "واشنطن بوست"، يحرض فيه على مصر، ويمليعلى شعبها إرادته، فيقول: "يتوجب على الرئيس مرسي و"الإخوانالمسلمون" والمصريين أن يعرفوا "أننا قادرون على حشد المجتمع الدوليوالمؤسسات الاقتصادية العالمية من أجل مساعدة مصر بشرط أن تعمد حكومتها إلىالالتزام بحقوق الأقليات، والمرأة، والقبول بالتعددية السياسية، واحترام تعهداتهاالدولية، بما فيها اتفاقية السلام مع إسرائيل".
ملخص المقال هو "احتراماتفاقية السلام مع إسرائيل" وهذا محور النشاط السياسي والفكري والاقتصاديوالإنساني لكل أعداء الثورة المصرية، بما فيهم "دينيس روس" الذي أتي علىذكر حقوق الأقليات، والمرأة، والتعددية السياسية على هامش الدفاع عن اتفاقية كامبديفيد، ليهدد المصريينقائلاً: "إن الدعم الأمريكي الاقتصادي لمصر لن يستمر، طالما استمر الرئيسالمصري في حشد القوات المصرية في سيناء دون التنسيق مع إسرائيل"
ما زال"دينيس روس" يعتقد أن مصر الثورة لا تقدر أن تأكل خبزها، ولا يمكنها أنتشرب ماءها إلا من خلال المساعدات الأمريكية، ولم ينتبه "روس" لخطابالرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، حين قال: إننا إذا أردنا أن نمتلك إرادتنا،فعلينا أن ننتج غذاءنا ودواءنا وسلاحنا، تلك العناصر الثلاثة هي ضمان الاستقرار،والتنمية، وامتلاك إرادتنا.
الخبراء المصريون يقولون: إنمبلغ المعونة الأمريكية لمصر لا يتجاوز 2% من إجمالي الدخل القومي المصري، بينما الأموال العامة المصرية التي كان ينهبهارجال النظام المخلوع الموالي لأمريكا، فاقت المساعدات الأمريكية بعشرات المرات.
ومن داخلمصر، ينبري "أبو حامد" ليحرض على تجمع 24 أغسطس ضد الثورة المصرية،ويقول: إنه يطالب بمحاسبة المسئول عن توجيه السلع الأساسية لقطاع غزة، بما يؤثربالسلب على الشعب المصري، ويطالب بتدمير الأنفاق، ومعاقبة المسئول عن السماحباستمرار وجودها.
لقد نسي أبوحامد أن الأنفاق كانت قائمة قبل أن يسقط نظام حسني مبارك بسنوات، وعجز عن تدميرهابكل ما أوتي من بطش أبي الغيط وعمر سليمان، أما السلع التي تدخل إلى قطاع غزة فهيتنعش الاقتصاد المصري، كما يقول خبراء الاقتصاد المصريين أنفسهم.
القاسمالمشترك بين "دينس روس" وأبو حامد هو العداء للثورة المصرية، والحرص علىمصلحة إسرائيل من خلال التمسك ببنود اتفاقية كامب ديفيد، ومن خلال المطالبة بتشديدالحصار على الفلسطينيين في قطاع غزة.